نيويورك تايمز- في ظل تصاعد التوتر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، واستمرار القتال في قطاع غزة، برز السيناتور الديمقراطي كريس فان هولين كزعيم لجهود ربط المساعدات الأمريكية لدولة الاحتلال بشروط، حيث يرى أن ذلك هو السبيل الوحيد لضمان استخدامها بطريقة مسؤولة وأخلاقية.
فان هولين، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية أوريغون، هو أحد أكثر مؤيدي إسرائيل في الكونغرس، لكنه أصبح منتقدًا حادًا لاستخدامها للقوة في قطاع غزة. فقد أعرب عن قلقه من أن القصف الإسرائيلي أدى إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال.
**في رسالة وجهها إلى الرئيس بايدن، وقعها نصف أعضاء التجمع الديمقراطي في مجلس الشيوخ، طالب فان هولين بالحصول على ضمانات صريحة من حكومة نتنياهو باتخاذ الخطوات اللازمة لتقليل الخسائر المدنية، بما في ذلك:
- وضع قيود على استخدام الأسلحة الثقيلة، مثل القنابل العنقودية والبراميل المتفجرة.
زيادة استخدام الاستهداف الدقيق.
تكثيف جهود التقييم قبل القصف.
التعاون الكامل مع الجهود الإنسانية.
ورفضت إدارة بايدن في البداية الدعوات لفرض شروط على المساعدات، لكنها عادت وأكدت أن فكرة فرض شروط “فكرة جديرة بالاهتمام”، وأنها ستدرسها بعناية.
في غضون ذلك، واصل السيناتور فان هولين جهوده لدفع إدارة بايدن إلى اتخاذ موقف أكثر حزمًا. فقد عقد اجتماعات مع المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين، وألقى خطابات في الكونغرس ووسائل الإعلام، لشرح مخاوفه بشأن استخدام إسرائيل للقوة.
وفي مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز”، قال فان هولين: “نحن لا نطلب من إسرائيل أن تتخلى عن حقها في الدفاع عن نفسها، لكننا نريدها أن تفعل ذلك بطريقة مسؤولة وأخلاقية. لا يمكننا أن نقبل أن تستمر إسرائيل في قتل المدنيين الأبرياء”.
وأضاف فان هولين أن الديمقراطيين في الكونغرس سيواصلون الضغط على إدارة بايدن لفرض شروط على المساعدات الأمريكية. فقد تعهد بأن “لن نستسلم حتى نضمن أن يتم استخدام هذه المساعدات بطريقة تحمي المدنيين الفلسطينيين”.
وتأتي جهود السيناتور فان هولين في سياق تصاعد التوتر بين الديمقراطيين والجمهوريين بشأن سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل. ففي الآونة الأخيرة، أعرب عدد من الديمقراطيين عن قلقهم من أن إدارة بايدن تدعم إسرائيل بشكل غير مشروط، حتى عندما ترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان.
ويرى بعض الديمقراطيين أن فرض شروط على المساعدات الأمريكية هو طريقة فعالة لممارسة الضغط على إسرائيل لتغيير سياستها. فقد قال السيناتور بيتر ويلش: “إنه السبيل الوحيد لإجبار إسرائيل على تحمل المسؤولية عن أفعالها”.
لكن الجمهوريين عارضوا بشدة الدعوات لفرض شروط على المساعدات الأمريكية. فقد قال السيناتور ميتش ماكونيل: “إنها فكرة سخيفة. نحن بحاجة إلى دعم إسرائيل في صراعها ضد الإرهاب”.
وحتى الآن، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت إدارة بايدن ستستجيب لضغوط الديمقراطيين لفرض شروط على المساعدات الأمريكية. فقد تعهدت الإدارة بالدراسة بعناية لهذه الفكرة، لكن من المحتمل أن تواجه معارضة شديدة من الجمهوريين.