عينتاب، 7 يونيو 2024
أعلنت الإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا يوم الخميس تأجيل الانتخابات البلدية التي كانت مقررة في مناطق نفوذ تنظيم قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في 11 حزيران/يونيو إلى موعد آخر. هذا القرار جاء في ظل تصاعد التوترات، حيث أطلقت تركيا تهديدات واعتبرت الانتخابات تهديدًا لأمنها القومي.
جاء هذا القرار المفاجئ بعد تحذيرات أميركية وتركية قوية من إجراء الانتخابات، في ظلّ ازدياد حدة التوتر في المنطقة وتفاقم الانقسامات الداخلية.
أسباب التأجيل: ضغوط خارجية وانقسام داخلي
أرجعت المفوضية تأجيل الانتخابات إلى “ضيق الوقت المخصص للفترة الدعائية” و”لتأمين المدة اللازمة لمخاطبة المنظمات الدولية لمراقبة سير الانتخابات”.
ولكنّ مصادر مطلعة تشير إلى أن التأجيل جاء نتيجة ضغوط خارجية وداخلية متراكمة.
فمن الناحية الخارجية، واجه تنظيم قسد معارضة قوية من قبل كل من الولايات المتحدة وتركيا لإجراء الانتخابات.
اعتبرت الخارجية الأمريكية أن “الظروف في شمال شرقي سوريا غير مناسبة ولا متوفرة لإجراء انتخابات شفافة وشاملة”.
فيما حذّرت تركيا من أن “خطط قسد لتنظيم انتخابات محلية في شمال شرقي سوريا غير مقبولة” وتشكل تهديداً للأمن القومي التركي.
وكان مستشار العلاقات العامة والإعلام في وزارة الدفاع التركية، زكي آق تورك، قال إن أنقرة لن تسمح بفرض أمر واقع يهدد أمنها القومي وينتهك وحدة أراضي سوريا، وذلك رداً على سؤال بشأن استعداد “الإدارة الذاتية” لإجراء “انتخابات محلية” في شمال شرقي سوريا.
وكذلك أكد وزير الدفاع التركي، يشار غولر، إن مخططات “قسد” لتنظيم انتخابات محلية في شمال شرقي سوريا “غير مقبولة”، وتشكل تهديداً للأمن القومي التركي.
وعلى الصعيد الداخلي، برز انقسام واضح داخل “الإدارة الذاتية” حول إجراء الانتخابات.
ففي حين يضغط “حزب العمال الكردستاني” على إجراء الانتخابات لتعزيز شرعية “الإدارة الذاتية”، يُخشى مسؤولوها من مغبة المضي قدماً في ظلّ التهديدات الخارجية والمخاوف من عدم نزاهة العملية الانتخابية.
تأثير التأجيل: انتكاسة لقسد وتساؤلات حول المستقبل
يُعدّ تأجيل الانتخابات انتكاسة لقسد، التي كانت تأمل من خلال هذه الانتخابات تعزيز شرعيتها في المناطق التي تسيطر عليها وتحسين صورتها أمام المجتمع الدولي.
كما يثير التأجيل تساؤلات حول مستقبل الانتخابات ومصير “الإدارة الذاتية” في ظلّ التحديات الداخلية والخارجية التي تواجهها.
فهل ستتمكن تنظيم قسد من معالجة الانقسامات الداخلية وإقناع الأطراف الدولية بإجراء انتخابات شفافة؟ أم ستضطر إلى إلغاء الانتخابات بشكل نهائي؟
يبقى الجواب على هذه الأسئلة معلّقاً، في ظلّ تعقيدات المشهد السياسي في شمال شرقي سوريا.
تفاصيل إضافية:
الأحزاب التي دعت إلى تأجيل الانتخابات: “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد)، و”تحالف الشعوب والنساء من أجل الحرية”، و”قائمة معا لخدمات أفضل”، و”حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا”.
ردود الفعل على التأجيل: رحبت بعض الأحزاب الكردية في “الإدارة الذاتية” بالتأجيل، بينما أعربت أحزاب أخرى عن قلقها من تأثيره على مستقبل العملية السياسية. نددت جهات معارضة لقسد بالتأجيل واعتبرته “مناورة” من قبل “الإدارة الذاتية” لتأخير الانتخابات.
التأثيرات المحتملة للتأجيل: قد يؤدي التأجيل إلى زيادة التوتر بين المكونات المختلفة في “الإدارة الذاتية” وتفاقم مشاعر عدم الاستقرار في المنطقة. كما قد يُعرقل جهود “الإدارة الذاتية” في الحصول على الاعتراف الدولي.
مصادر:
بيان المفوضية العليا للانتخابات في “الإدارة الذاتية”.
موقع “تلفزيون سوريا”.
وكالة “هاوار”.
وزارة الخارجية الأميركية.
وزارة الدفاع التركية.
مواقع إخبارية ووسائل إعلامية سورية ودولية.