في 15 فبراير 2024، أقرّ مجلس النواب الأمريكي بأغلبية ساحقة مشروع قانون مناهضة التطبيع مع نظام الأسد. يُعدّ هذا القانون إنجازًا هامًا للثورة السورية ولجالياتها في الولايات المتحدة، ويُؤكّد على موقف الحزبين الجمهوري والديمقراطي المُوحّد ضد نظام الأسد، ويدعم الحلّ السياسي للصراع السوري دون مشاركة الأسد.
أهمية القانون:
يُمثّل إقرار هذا القانون نقطة تحول هامة في مسار الصراع السوري، وذلك للأسباب التالية:
- يُرسل رسالة قوية: يُرسل القانون رسالة قوية للإدارة الأمريكية الحالية وجميع الإدارات المستقبلية وللعالم بأسره بأنّه لا يمكن إعادة تأهيل بشار الأسد، وأنّه لا يمكن لأي دولة أن تُطبيع العلاقات مع نظامه دون المساءلة عن جرائمه ضد الشعب السوري.
- يُعزّز الحلّ السياسي: يُؤكّد القانون على أنّ الحلّ الوحيد للصراع السوري هو التقاء السوريين على مشروع مشترك بعيدًا عن شخص الأسد، ويُساهم في الضغط على النظام للقبول بحلّ سياسي عادل يُلبي تطلعات الشعب السوري.
- يُعزّز من قدرات الجالية السورية الأمريكية: يُظهر إقرار القانون قدرة الجالية السورية الأمريكية على التأثير على صانعي القرار في الولايات المتحدة، ويُعزّز من نفوذها في الساحة السياسية الأمريكية.
مضمون القانون:
يتضمن مشروع القانون أحكامًا صارمة تهدف إلى منع أي تطبيع للعلاقات مع نظام الأسد، ونذكر منها:
- حظر الاعتراف: يُحظر أي إجراء رسمي للاعتراف أو تطبيع العلاقات مع أي حكومة سورية يقودها بشار الأسد.
- معارضة تطبيع الدول الأخرى: يُعارض القانون اعتراف أي حكومة أخرى أو تطبيع العلاقات مع نظام الأسد من خلال التطبيق الكامل للعقوبات المنصوص عليها في “قانون قيصر لحماية المدنيين في سورية لعام 2019” والأمر التنفيذي رقم 13894، الذي يتضمن حجب ممتلكات ودخول بعض الأفراد المتورطين في سورية.
- منع إعادة الإعمار: يسعى مشروع القانون للاستفادة من جميع السلطات المتاحة لردع جهود إعادة الإعمار في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، وذلك حرصًا على عدم تمكين النظام من استغلال إعادة الإعمار لتعزيز سلطته.
- حظر التمويل: يُحظر على أي مسؤول أو موظف فيدرالي اتخاذ إجراءات أو تخصيص أموال تشير ضمنًا إلى اعتراف الولايات المتحدة ببشار الأسد أو حكومته.
مراحل إقرار القانون:
- مجلس النواب: تمّ إقرار القانون بأغلبية ساحقة من الأصوات (389 صوتاً مقابل 32 معارضاً).
- مجلس الشيوخ: لا يزال القانون قيد المراجعة، ومن المتوقع أن يُواجه بعض المعارضة من قبل بعض أعضاء مجلس الشيوخ.
- مكتب الرئيس: في حال إقرار القانون من قبل مجلس الشيوخ، سيُحوّل إلى مكتب الرئيس الأمريكي جو بايدن ليوقعه كمرحلة نهائية.
التأثيرات:
يُتوقع أن يكون لقانون مناهضة التطبيع مع نظام الأسد العديد من التأثيرات، ونذكر منها:
- تضييق الخناق على النظام: سيُساهم القانون في زيادة الضغط على نظام الأسد، ويُصعّب عليه الحصول على الدعم الدولي والتمويل.
- تعزيز الحلّ السياسي: سيُساهم القانون في تعزيز فرص التوصل إلى حلّ سياسي للصراع السوري، من خلال الضغط على النظام للقبول بِشروط الحلّ العادل.
- إلهام السوريين: سيُلهم القانون السوريين المُناضلين من أجل الحرية والكرامة، ويُؤكّد على دعم الولايات المتحدة لتطلعاتهم.