الإثنين, مارس 24

ميسرة بكور / أورينت
أعلن فلاديمير بوتين أن روسيا لن تقلص وجودها العسكري في سوريا، معتبراً أنها “تنجح جزئياً في توحيد جهود الجيش وقسم من المعارضة المسلحة” في سوريا في مكافحة تنظيم “الدولة”.

وأضاف “بوتين” أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند هو الذي بادر إلى طرح فكرة توحيد جهود “قوات الجيش السوري” والمعارضة من أجل محاربة “التنظيم”، مؤكداً: “ننجح جزئياً في ذلك”.

في ما عقدت مجموعة واسعة من المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري التي تدعي التمثيل الثوري تجتمع في الرياض بدعوة كريمة من حكومة الملك سلمان بن عبد العزيز بناءً على مفرزات بيان فيينا الموسع الذي دعا لتوحيد فصائل المعارضة السورية بعبارة أخرى تشكيل وفد موحد يمثل معظم أطياف المعارضة السورية ويتفاوض مع ممثلي نظام الأسد

كانت حكومة دمشق وبرعاية أممية تقوم بأكبر عملية تطهير عرقي وتهجير قسري استهدف أهالي حي الوعر في مدينة حمص وسط سوريا .

بينما كان حليفة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمر غواصة روسية في البحر المتوسط بإطلاق صواريخ كروز ضد معاقل المعارضة السورية المسلحة تحت مظلة استهداف معاقل مسلحي تنظيم “الدولة” في سوريا، محذراً من أن “الأسلحة عالية الدقة يمكن أن تكون مجهزة إما برؤوس نووية تقليدية أو خاصة”.

بالتزامن مع ذلك كانت الغواصة البريطانية المسماة “الانتقام”، والمجهزة بصواريخ ترايدنت ذات الرؤوس النووية، غادرت ميناء بلايموث في جنوب غرب بريطانيا.

من جانبه رئيس الجمهورية التركية رجب أردوغان كان يعيد التأكيد على ضرورة وحتمية إقامة منطقة أمنة في شمال سوريا .

في ما اعتبر بشار الأسد، أن «أغلبية الشعب السوري تؤيده ولذلك من البديهي أن يظل في الحكم»، مؤكدًا أنه لم يفكر «أبدًا» في مغادرة سوريا.

وقال الأسد، في مقابلة مع وكالة الأنباء الإسبانية: «إن الخطوة الأولى للقضاء على التنظيمات الإرهابية في سوريا تكمن في وقف تدفق الإرهابيين وخصوصا من تركيا إلى سوريا والعراق ومنع دخول الأسلحة وغيرها من أشكال الدعم اللوجستي لتلك التنظيمات».

لابد من طرح سؤال عن أي حل سياسي يتحدث المؤتمرون في الرياض من خلال مخرجات بيانهم الختامي .؟

عندما يصر السيد أردوغان على ضرورة إقامة منطقة أمنه شمال سوريا ,فهذا دليل لاشك فيه أن السيد أردوغان يعلم علم اليقين أن بشار الأسد لا يؤمن بأي حل سياسي في سوريا يفضي إلى اقصائه عن حكم مملك الأسد في سوريا وهذا ما أكده في حديثة سابق الذكر مع وكالة الأنباء الإسبانية .

وهذا ما يستشف من تصريح وزير الخارجية السعودي “عادل الجبير ” حين قال أن الأسد أمام خيارين الرحيل بحل سياسي وهو الأفضل والأسهل أو الرحيل بحل عسكري .

وحقيقةً أن السيد الجبير كان أكثر ذكاء وفهم للواقع السوري وسيكولوجيا نظام بشار الأسد وتفكيره الأمني , ونرجسيته الشديدة التي تمنعه من تقديم أي تنازلات حتى أنه لم يعترف حتى الأن بوجود معارضة سورية بل مازال يعتبر ويصر على أن كل ما حدث ويحدث في سوريا منذ ما يقارب الخمس سنوات ما هو الا مؤامرة خارجية يتولى كبرها تنظيم الدولة “داعش” .

إلى اين تسير الأمور في سوريا وهل نحن على الطريق الصحيح للولوج إلى مسارات سياسية تفضي نتيجتها إلى حل سياسي انتقالي ينتهي معه شلال الدماء المتدفق على خارطة سوريا الوطن والإنسان.

بعد اجتماع الرياض الذي ضم ممثلين عن المعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري “الإسلاميين” وبيانه الختامي سارع بعض الأشخاص من كتاب ومثقفين وسياسيين وممثلين الدول للإشادة في ما تم إنجازه في هذا الاجتماع الموسع الذي شمل معظم أطياف المعارضة السورية .

جاءت دعوة الرياض لفصائل من المعارضة السورية للاجتماع فيها بهدف الخروج بهيئة سياسية جامعة توحيد كل السوريين تحت لواءها .

في تفاصيل مؤتمر الرياض نستطيع القول إلى حد بعيد أن من أهم أسباب نجاح المجتمعين في الرياض من فصائل المعارضة السورية , كان انعقاد المؤتمر في مدينة “الرياض” لما تحمله تلك العاصمة من صدق النوايا اتجاه قضية السوريين وثورتهم , وما تلعبه الرياض من دور فعال في دعم الفصائل المسلحة السورية , وما تشكله من ثقل سياسي على الساحتين العربية والدلية , وخاصة في حقبة الملك سلمان بن عبد العزيز, الذي أعاد ترتيب البيت الداخلي السعودي وأعاد.

قد يكون من أبرز ما تمخض عنه مؤتمر الرياض للمعارضة السورية .

– الخروج توافق المشاركون على تشكيل هيئة عليا للمفاوضات , مقرها مدينة الرياض، لتتولى مهام اختيار الوفد التفاوضي، وتكون مرجعية المفاوضين مع ممثلي نظام الأسد .

– قطع الطريق على موسكو في تصنيف بعض الفصائل المسلحة السورية “الإسلامية” تحت اسم منظمات إرهابية.

بالرجوع إلى نتائج اجتماع الرياض وبيانه الختامي لا بد لنا أن نعرج على أبرز ما جاء فيه من نقاط .

عندما يقر المؤتمرون في الرياض بحتمية أن الحل في سورية هول حل سياسي , فهم بهذه الحالة قد الزموا أنفسهم بهذا المسار رغم وعورته واستحالة تحقيقه في ظل تعنت نظام دمشق في موقفة الصلب إذاء تقديم تنازلات في ما يخص تنحي رأس النظام “بشار الأسد ” عن منصبه رئيس للجمهورية العربية السورية . وهم في هذا السياق ألزموا أنفسهم أمام المجتمع الدولي في الانخراط بالحل السياسي , وقدموا مبرراً للمجتمع الدولي في عدم تسليح المعارضة السورية ولم يعد لهم الحق في انتقاد المجتمع الدولي على عدم تدخله العسكري في سورية , استناداً لتعدهم بالحل السياسي .

بينما كان وزير الخارجية السعودي “عادل الجبير” أكثر عملية وذكاء من المعارضين السوريين المؤتمرين في الرياض , حين كرر وللمرة الثالثة على أن أما بشار الأسد خيارين الرحيل بحل سياسي وهو الأفضل , أو الرحيل بحل عسكري.

وفي نقطة أخرى لابد من المرور عليها بعناية , وهي التي تحدثت عن اللامركزية الإدارية في سوريا ما بعد الأسد , وجاءت نكرة غير معرفة فلم نفهم منهم ما هو المقصود بهدة العبارة , هل هم يقصدون .

اللامركزية الإقليمية : وهذا يعني الاعتراف بالشخصية الاعتبارية لتقسيم “الإقليمي” بعبارة أوضح هل أصبح اقليم غرب كردستان ,أمراً واقعاً .

أم أنهم كانوا يقصدون بذلك , اللامركزية التقنية أو حسب قطاعات الخدمة

ثم عندما يتحدث المؤتمرون في الرياض أنهم أتفقوا على تشكيل هيئة عليا للمفاوضات . ثم يخرجون علينا بالقول على أن هذه الهيئة تم تشكيلها بالمحاصصة , فعن أي توافق يتحدثون , وهم يعلمون أن المحاصصة هي من دمر العراق وهي التي منعت ولا تزال البنان من أن يكون دولة بشكل فعلي .

العارفين بسلوك نظام بشار الأسد وحليفه الروسي وولي الفقيه في ايران يعلم أنه لا حل سياسي في سوريا وأن الحل الحقيقي والفاعل هو القوة العسكرية التي تجبر بشار الأسد وحلفاؤه الغزاة على الرحيل مجبرين مندحرين من ارض سوريا . وعندما نقول القوة العسكرية هذا لا يعني التدخل العسكري المباشر من قبل مجموعة أصدقاء سوريا أو الدول الداعمة بفعالية للثورة السورية بل نقصد رفع مستوى التسليح ” الجوي والبري” ولا يغرنكم منظومة “اس 400” وغواصات بوتين النووية . هذا لت يمنع مجموعة من الانغماسين أو “انتحاريين” من اختراق تلك القواعد وأسر من فيها .

نختم في هذا السياق بمقاله بوتين إن بلاده لن تقبل بأن يفرض أحد من سيحكم سوريا أو أي بلد آخر، وموقفنا من ذلك لن يتغير

شاركها.

كاتب وباحث في العلاقات الدولية . عضو الرابطة الألمانية للصحفيين .مساهمات في الإذاعة والتلفزيون .مدافع عن حقوق الإنسان ومؤسس ورئيس المركز العربي الأوربي للدراسات (AECS). عمل في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان . مؤلف ومشارك في العديد من التقارير والتحقيقات ومساهم فيها . سياسي سوري معتقل عدة مرات

اترك تعليقاً