حصدت الطفلة السورية “نور ليث إبراهيم ” المركز الأول في مسابقة الرياضيات العقلية التي أقيمت في العاصمة الماليزية “كوالالمبور” مؤخراً، وتمكنت الطفلة ذات السنوات الـ 12 من حل 235 مسألة بـ 8 دقائق.
وتعتمد المسابقة على قدرات الطفل العقلية دون استخدام الآلة الحاسبة بسرعة تصل إلى حل أكثر من 200 مسألة حسابية معقدة، في مدة لا تزيد عن 8 دقائق، أي ما يعادل سرعة استخدام الآلة الحاسبة بأكثر من 6 أضعاف.
وكانت “نور” قد نزحت من منطقة “القصور” في مدينة دير الزور إثر اشتداد وطأة الحرب منتصف العام 2012 إلى منطقة “قدسيا”، وبعد بدء الأحداث في الشهر العاشر من العام ذاته اضطرت للجوء مع عائلتها إلى مصر وهناك -كما تروي والدتها “ريم العطية” لـ”زمان الوصل” التحقت “نور” بمدرسة القاهرة الدولية وببرنامج “IMA” الذي يهدف إلى تعليم الرياضيات الذهنية الذكية لتنمية وتطوير قدرات الأطفال العقلية والحسابية إلى أقصى حدود الإبداع والتفوق.
وحصلت الطفلة القادمة من ضفاف الفرات على المركز الأول في الرياضيات العقلية في المسابقة التي أُقيمت بمصر شهر تموز يوليو/2017.
وتمكنت من حل 244 مسألة خلال 8 دقائق للتأهل إلى المسابقة العالمية التي أُقيمت في كانون الثاني يناير الماضي في ماليزيا، وتقدمت فيها على 3 آلاف أذكى طفل من أوروبا وأمريكا وشرق آسيا وشمال أفريقيا عدا البلد المضيف ماليزيا. وروت محدثتنا أن ابنتها كانت تحب الرياضيات والعمليات الحسابية الذهنية بطريقة ملفتة للانتباه منذ سنواتها الأولى، وعند لجوئها إلى مصر بحثت لها -كما تقول- عن برامج حسابات ذهنية لتسجيلها فيها، ومن خلال دراستها زاد تركيزها وسرعتها في الحفظ، وتعلمت حل المسائل الحسابية من تلقاء نفسها بعيدًا عن الطرق التقليدية، عن طريق برنامج العداد “أبكوس” الذى يعتمد على تخيل الأعداد أمامها فتدور فى رأسها، ليصبح مستوى ذكائها أسرع من الطفل العادى بـ4 مرات -كما تقول والدتها- مؤكدة أنها استفادت من هذا البرنامج في طريقة التفكير والحفظ، مضيفة أن طفلتها تتمرن ساعتين يومياً بعد إنهاء واجباتها المدرسية، حيث تدرس في الصف السادس بمدرسة القاهرة الدولية للغات.
ولفتت محدثتنا التي تملك مخبر تعويضات سنية مع زوجها، إلى أن الوسط العائلي المحيط بنور لعب دوراً هاماً في توفير أجواء دراسية وترفيهية واجتماعية ملائمة لنشاطها وتفوقها، معربة عن سعادتها بإنجاز طفلتها التي تتمنى -كما تقول- أن تصبح عالمة فلك في المستقبل وتحلم بالعودة إلى بلادها سوريا لتعيش فيها بأمان.