في خضم تصاعد حدة الأزمة الإنسانية في شمال شرق سوريا، يزداد وقعُها المأساوي على كاهل المدنيين الذين يُعانون من نقصٍ فادحٍ في الخدمات الأساسية وتدهورٍ في البنى التحتية، ناهيك عن الأزمات المتفاقمة في مختلف القطاعات.
واقعٌ مُرّ يتطلبُ تدخلاً عاجلاً:
يُعاني شمال شرق سوريا من واقعٍ إنسانيٍّ مُرٍّ يُنذرُ بكارثةٍ إنسانيةٍ وشيكة، حيثُ:
- تتكررُ انقطاعاتُ التيارِ الكهربائيّ ونقصُ الوقودِ بشكلٍ مُقلق، مما يُهددُ سلامةَ البنى التحتيةِ الحيويةِ ويعيقُ تقديمَ الخدماتِ الأساسيةِ للمدنيين.
- تُعاني المنطقةُ من أزمةِ مياهٍ خانقةٍ تُهددُ حياةَ السكانِ، خاصةً في مخيماتِ النازحين، وتُفاقمُ من صعوبةِ الحياةِ اليوميةِ.
- يُعاني القطاعُ الصحيّ من نقصٍ حادٍّ في الأدويةِ والمستلزماتِ الطبيةِ، ونقصٍ في الكوادرِ الطبيةِ المؤهلة، مما يُعيقُ تقديمَ الرعايةِ الصحيةِ اللازمةِ للمرضى والجرحى.
- توقفَت العمليةُ التعليميةُ في بعضِ المناطقِ بسببِ نقصِ المدارسِ والمعلمين، مما يُهددُ مستقبلَ جيلٍ بأكمله.
- ارتفعت أسعارُ الموادِ الغذائيةِ بشكلٍ كبيرٍ ونقصَ الغذاءُ في بعضِ المناطقِ، مما يُفاقمُ من سوءِ التغذيةِ ويُهددُ الأمنَ الغذائيّ للسكانِ.
تهميشٌ مُؤسفٌ للمنطقة:
على الرغمِ من سخاءِ بعضِ الدولِ المانحةِ، إلا أن النسخَ السابقةَ من مؤتمرِ بروكسلَ تجاهلتْ بشكلٍ “مؤسفٍ ومستغربٍ” احتياجاتِ شمالِ شرقِ سوريا، بينما تُعاني المنطقةُ من:
- ازديادِ أعدادِ النازحينَ بشكلٍ كبيرٍ خلالَ السنواتِ الماضيةِ، مما فاقمَ من حدةِ الأزمةِ الإنسانيةِ ووضعَ ضغطًا كبيرًا على البنى التحتيةِ والمواردِ المتاحةِ.
- ضعفِ البنيةِ التحتيةِ، مما يجعلُ من الصعبِ إيصالَ المساعداتِ الإنسانيةِ إلى المحتاجينَ في الوقتِ المناسبِ.
- التحدياتِ الأمنيةِ التي تواجهُ المنطقةَ وتُهددُ سلامةَ المدنيينَ وتعيقُ عملَ المنظماتِ الإنسانيةِ.
مطالباتٌ ملحةٌ لبناءِ مستقبلٍ أفضل:
تُناشدُ المنظماتُ السوريةُ المشاركةُ في المؤتمرِ المجتمعَ الدوليّ لتقديمِ الدعمِ المُلحّ لشمالِ شرقِ سوريا، من خلالِ:
- دعمِ الاستجابةِ الإنسانيةِ العاجلةِ: لضمانِ تلبيةِ الاحتياجاتِ الأساسيةِ للسكانِ في شمالِ شرقِ سوريا، بما في ذلكَ الغذاءُ والماءُ والمأوى والدواءُ.
- دعمِ آلياتِ تعزيزِ الاستقرارِ: من خلالِ دعمِ مشاريعِ إعادةِ الإعمارِ وتوفيرِ فرصِ العملِ، لضمانِ عودةِ النازحينَ إلى ديارهم ودمجهم في المجتمعِ.
- تعزيزِ قدراتِ المنظماتِ المحليةِ السوريةِ: من خلالِ توفيرِ التمويلِ والتدريبِ اللازمِ لتمكينها من القيامِ بدورها بشكلٍ فعّالٍ في تقديمِ المساعداتِ الإنسانيةِ.
- العدالةِ في دعمِ مخيماتِ النازحينَ والسعي لإيجادِ حلولٍ لها: من خلالِ تحسينِ ظروفِ الحياةِ في المخيماتِ وتوفيرِ الخدماتِ الأساسيةِ للسكانِ، والسعي لإيجادِ حلولٍ دائمةٍ لمعضلةِ النزوحِ.
- دعمِ مبادراتِ الضحايا والناجينَ ومناصرةِ قضاياهم: من خلالِ توفيرِ الدعمِ النفسيّ والاجتماعيّ اللازمِ لمساعدتهم على تجاوزِ آثارِ الحربِ، وضمانِ حصولِهم على العدالةِ.
- النهوضِ بعمليةِ سلامٍ شاملةٍ لكلِ السوريين: من خلالِ دعمِ الجهودِ الدوليةِ لإيجادِ حلٍّ سياسيٍّ للأزمةِ السوريةِ، يُحققُ السلامَ والاستقرارَ في جميعِ أنحاءِ البلادِ.
- التعاملِ بشكلٍ دقيقٍ مع العقوباتِ وضمانِ المراجعةِ الدوريةِ لها: لضمانِ عدمِ تأثيرها على وصولِ المساعداتِ الإنسانيةِ إلى المحتاجينَ.
-
إنّ الأزمةَ الإنسانيةَ في شمالِ شرقِ سوريا تتطلبُ تدخلاً دولياً عاجلاً لمعالجةِ آثارها المأساويةِ على المدنيين. يُشكلُ مؤتمرُ بروكسلَ الثامنُ فرصةً هامةً للتعهدِ بتقديمِ الدعمِ اللازمِ للمنطقةِ، وبناءِ مستقبلٍ أفضلٍ للسوريينَ.
معاً، يمكننا إنقاذَ الأرواحِ وبناءَ سورياَ جديدةٍ.