صحيفتان بريطانيتان: نظام الأسد يعاني وحلفاؤه عاجزون عن دعمه
ذكرت صحيفتان بريطانيتان أن نظام بشار الأسد يواجه تحديات غير مسبوقة بعد التقدم الكبير والسريع لقوات المعارضة في عدة مناطق، وعجز حلفائه عن تقديم الدعم المطلوب كما في السابق.
وأفادت مجلة إيكونوميست البريطانية بأن نظام الأسد، الذي وصفته بالدكتاتور، احتاج إلى أربع سنوات لاستعادة حلب بعد سقوط جزء منها بيد المعارضة عام 2012، بينما تمكنت المعارضة الآن من السيطرة عليها في أقل من أربعة أيام.
وأوضحت المجلة في تقريرها أن توقيت التطورات الحالية لم يكن مصادفة، فبعد استعادة الأسد لحلب عام 2016، كان يحتاج إلى دعم كبير من حلفائه، مما دفع روسيا لتقديم الدعم الجوي، إضافة إلى آلاف العناصر من حزب الله اللبناني ومجموعات أخرى مدعومة من إيران.
ولكن الآن، تشير الصحيفة إلى أن الأسد لم يعد يستطيع الاعتماد بشكل كامل على حلفائه، حيث تعرض حزب الله لضربات قوية من إسرائيل، بينما اضطرت روسيا لسحب الآلاف من قواتها من سوريا بعد اندلاع الحرب على أوكرانيا عام 2022، كما أن موسكو تشعر بالإحباط من رفض الأسد التصالح مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
-
تحديات غير مسبوقة
وأكدت المجلة أنه من غير المرجح أن يتخلى حلفاء الأسد عنه تمامًا، إذ تحتفظ موسكو بطائرات حربية في قاعدة حميميم القريبة من ساحل البحر الأبيض المتوسط، رغم أنها لا تستطيع تقديم نفس مستوى المساعدة السابق.
من جهتها، أكدت صحيفة غارديان البريطانية أن التحديات التي تواجه نظام بشار الأسد وحلفاءه في إيران وروسيا هي تحديات “غير مسبوقة”. فموسكو غارقة في حربها على أوكرانيا، بينما تكافح طهران هجمات إسرائيلية مستمرة استهدفت شبكاتها العسكرية وأضعفت قوتها في سوريا.
وأضافت الصحيفة البريطانية أن نظام الأسد يواجه وضعًا قاتمًا خلال هذه الحرب، ليس فقط لأن حلفاءه التقليديين يواجهون تحدياتهم الخاصة، ولكن أيضًا بسبب انهيار الاقتصاد السوري على مدى سنوات الحرب وتشتت الوضع الداخلي.
-
نظام مشتت ومعارضة موحدة
في مقابل ذلك، تشير صحيفة غارديان إلى أن مجموعات المعارضة تبدو أكثر انضباطًا وتوحيدًا من ذي قبل، بقيادة هيئة تحرير الشام.
وأوضحت الصحيفة أنه من غير المرجح أن تدعم روسيا نظام الأسد كما في السابق نظرًا لانشغالها بملف أوكرانيا، ويرجح أن تعمل على حماية قواعدها البحرية على طول البحر الأبيض المتوسط وتأمين المناطق الاستراتيجية بالنسبة لها، مما يعني حماية مصالحها الخاصة وليس مصالح الأسد.
أما إيران، التي كانت شريان الحياة لنظام الأسد، فإنها تواجه ضغوطًا شديدة نتيجة الهجمات الإسرائيلية المتواصلة التي دمرت بنيتها التحتية العسكرية، مما عقد قدرتها على التدخل بشكل واسع.
وتضيف الصحيفة أن إيران من غير المرجح أن تتخلى كلية عن نظام الأسد، وقد يتحول دورها إلى تحصين الممرات الرئيسية، مثل الممر الذي يربط دمشق بالساحل والجسر البري الذي يربطها بالعراق ولبنان.
المصدر : إيكونوميست