عبد الله البشير ــ هاتاي
تتشابه المعتقلات في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” شمالي وشرقي سورية من نواح كثيرة، منها تشارك عدد كبير من المعتقلين غرفة واحدة لا تدخلها أشعة الشمس ويحرمون فيها من الهواء النقي، فلا يلقون معاملة إنسانية ولا يتلقون رعاية صحية ويحرمون من أبسط حقوقهم، وهذا حال السجون في مدينة منبج الخاضعة لسيطرة “الإدارة الذاتية” بريف حلب.
وتكثر شكاوى الأهالي حول سوء الوضع الإنساني داخل السجون ضمن مدينة منبج التي تشرف عليها “الإدارة الذاتية”، وهي سجن الجريمة بحي السرب، والسجن المركزي، وسجن الشرطة العسكرية عند منطقة المطاحن، وسجن الاستخبارات على طريق حلب، وسجن الأمن العام بمبنى الأمن الجنائي سابقا في المدينة، كما بيّن الناشط الإعلامي محمد العميري من مدينة منبج لـ”العربي الجديد”، لافتا إلى أن “سجن الاستخبارات هو الأشد سوءا من حيث الوضع الإنساني، في ظل انتشار الجرب ومرض السلّ”.
ويتقاسم المعتقلون في سجن الجريمة الواقع بحي السرب 3 غرف، تحتوي كل غرفة على أكثر من 80 معتقلا، يعتمدون على مصدر واحد للمياه للشرب والاستحمام ولقضاء الحاجة، وفق ما أوضح الناشط الإعلامي.
وأضاف العميري: “في الوقت الحالي هناك انتشار لمرض الجرب بين السجناء، وهناك إصابات أيضا بداء السلّ، كما أن من بين المعتقلين ما بين 7 إلى 10 أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 10 و14 عاما، وعدد الإصابات المؤكدة بالجرب داخل السجن تجاوزت 70″، مردفا: “وفق ما علمنا من الأهالي، هناك اثنان من المعتقلين هما (عدنان. د) من مدينة منبج، و (حسن. م) من مدينة السفيرة بريف حلب، مصابان بالسرطان، وهما معتقلان في السجن بظروف لاإنسانية. مصدر المياه ذاته يستخدم للتواليت والشرب والاستحمام”.
عائشة، والدة طفل من بين المعتقلين في سجن الجريمة، تحفظت على ذكر اسمها كاملا لدواع أمنية، قالت لـ”العربي الجديد” إن ابنها معتقل في السجن منذ حوالي شهر، من دون أي تهمة ضدّه، وهو بعمر 14 عاما، مضيفة: “لا نعرف ما هي تهمته ولماذا اعتقل في السجن، وإلى الآن نحاول أن نخرجه منه. عندما يفرج عنه سأنشر صورته وأنشر تفاصيل اعتقاله، لكن الخوف يمنعني من الحديث عن اعتقال ابني بشكل مباشر، أخاف أن يؤذوه داخل السجن”.
بينما يوضح أبو محمد العميري، قريب أحد المعتقلين في سجن الجريمة، لـ”العربي الجديد”، أنه يشتري أدوية الجرب لقريبة ويعطيه إياها في الزيارة، مضيفا: “هناك أحاديث عن وفاة أكثر من 5 من المعتقلين اختناقا داخل السجن، لكن لم يصدر أي تصريح عن “الإدارة الذاتية”، وأيضا لا يتحدثون عن انتشار المرض في السجن أو وضع المعتقلين داخله في ظل ارتفاع درجات الحرارة الخانقة”.
ووفقا لاتفاقية جنيف 4، بالمواد 82، 83، 85، 88، يجب أن تُحترام جميع معايير الصحة والنظافة، كما تجب حماية مواقع الاعتقال من الرطوبة وتزويدها بالإضاءة ودرجة الحرارة المناسبة وتوفير الفرش المناسب، وتوفير المرافق الصحية المناسبة، وتزويد المعتقلين بالماء والصابون والوقت الكافي للصحة الشخصية والغسيل.
وسجلت سجون الإدارة الذاتية انتهاكات عديدة بحق المعتقلين أدت لوفاة البعض منهم، أشهرها مقتل الشاب أمين عيسى علي تحت التعذيب في يونيو/ حزيران 2021، الذي أكدت منظمات حقوقية أنه قتل تحت التعذيب.
يعاني المعتقلون في مدينة منبج من تردي أوضاع السجون (فرانس برس)شاشة كاملة