10 طائرات مسيرة تركية حلقت في مناطق عراقية (أوزكان بيلجين/الأناضول)
كشفت مصادر أمنية عراقية كردية في محافظة دهوك بإقليم كردستان شمالي العراق، المتاخمة للحدود التركية، اليوم الاثنين، عن تصاعد التوترات في المنطقة بعد تحليق مكثف لطائرات مسيرة تركية داخل الأجواء العراقية منذ مساء أمس الأحد.
هذا التصاعد يأتي في سياق توقعات بشن عملية عسكرية جديدة من قبل القوات التركية تستهدف معاقل حزب العمال الكردستاني، رداً على الهجوم الذي استهدف مقر وزارة الداخلية التركية في العاصمة أنقرة أمس الأحد، والذي تبناه الحزب المصنف على لائحة الإرهاب مسؤوليته.
وأكد مسؤول بارز في قوات البشمركة الكردية، لـ”العربي الجديد”، أن “ما لا يقل عن 10 طائرات مسيرة تركية حلقت في مناطق عراقية تحت سيطرة مسلحي حزب العمال الكردستاني، وذلك في مناطق مثل قنديل، سيدكان، وسوران، والزاب، والعمادية، وزاخو، مع تسجيل تحليق مروحيات تركية على الحدود التركية”.
وأفاد المصدر بأن “القوات التركية قصفت مواقع لحزب العمال الكردستاني مساء أمس الأحد، بما في ذلك موقع يُعتقد أنه مخزن أسلحة أو مستودع ذخيرة تابع للحزب، مما أسفر عن انفجارات ثانوية في قنديل، دون معرفة حجم الخسائر البشرية بعد”.
وأشار المصدر إلى أن “مهمة قوات البشمركة حالياً تركز على منع تمدد مسلحي حزب العمال إلى المناطق السكنية شمال أربيل وشرقي دهوك، والحفاظ على استقرار هذه المناطق”، بالإضافة إلى توقعه لشن تركيا حملة عسكرية “ضخمة” في المنطقة رداً على الهجوم الحاصل.
أخبار
“العمال الكردستاني” يتبنى الهجوم على مقر وزارة الداخلية في أنقرة
وتشير تقارير لوكالات أنباء كردية محلية بمدينة أربيل، نقلاً عن مسؤولين أمنيين، إلى أن قصفاً تركياً نفذ بين الساعة 10 مساء الأحد والثانية عشرة فجر اليوم الاثنين، استهدف مناطق مختلفة في إقليم كردستان، منها کوزینە، کولولە، بولي، ودولقە، وبرادوست وقسري.
من جهته، اعتبر الناشط السياسي في دهوك وعضو حزب الديمقراطي الكردستاني، آمد كريم، في حديث لـ”العربي الجديد”، أن “العماليين (حزب العمال الكردستاني) يجلبون المشاكل للإقليم بتنفيذهم عمليات إرهابية داخل تركيا ثم الاختباء داخل إقليم كردستان”، واصفاً الهجوم الانتحاري الذي تبناه حزب العمال الكردستاني في أنقرة، أمس الأحد، بأنه “لا يختلف عن أسلوب تنظيم داعش”.
وتوقع كريم بأن “شن تركيا عملية عسكرية جديدة وواسعة في مناطق داخل الإقليم بات أعلى من أي وقت آخر، خاصة أنها ستستغل الهجوم لمنح هذا التدخل العسكري شريعة من باب الدفاع عن أمنها”.
ومنذ منتصف عام 2021، تستهدف العمليات العسكرية التركية البرية والجوية، مقار وعناصر حزب العمال الكردستاني، في الشمال العراقي، وتحديداً مناطق ضمن إقليم كردستان، وتقع غالبيتها بمحاذاة الحدود مع تركيا، حيث يتخذ الحزب منها منطلقاً لشن الهجمات بالداخل التركي. وأدت تلك العمليات خلال الفترة الماضية إلى مقتل المئات من مسلحي “الكردستاني” وتدمير مقار ومخازن سلاح للحزب، وفقاً لبيانات وزارة الدفاع التركية.