حزب الشعب في سورية 1948 – 1962
في أواخر عام 1949م، بدأ نجم حزب الشعب بالصعود، إذ أصبح الشعبيون يقومون بالدور الرئيسي على مسرح السياسة في سورية، بعد أفول نجم الحزب الوطني.
ونرى من المفيد أن نشير هنا إلى كيفية نشوء حزب الشعب.
ففي الخامس عشر من آب 1948م، تداعى فريق من رجال المعارضة، وعلى رأسهم السيدان رشدي الكيخيا والدكتور ناظم القدسي اللذان كانا بالأصل ينتميان إلى الكتلة الوطنية، إلى عقد مؤتمر سياسي في بلدة (فالوغا) بلبنان، حيث تم الاتفاق بين المؤتمرين على تأسيس حزب سياسي جديد باسم (حزب الشعب)، يضم في صفوفه العناصر المعارضة للحكم الوطني القائم وقتذاك في سورية.
وقد أصدر المؤتمرون بياناً إلى الشعب السوري أعلنوا فيه أن النظام البرلماني لا يمكن أن ينجح، كما لا يمكن للحياة الديمقراطية أن تستقر إلا عن طريق إنشاء أحزاب سياسية تشتمل على عناصر الحياة، وإمكانات العمل المثمر، وأنه تحقيقاً لهذه الغاية فقد قام فريق من رجال الفكر والعمل بالسعي منذ وقت طويل لتأسيس حزب سياسي واجتماعي وشعبي يجسد أهداف العناصر التقدمية ويحقق آمال الشعب، وأن فشل الحكومات في إيجاد حلول للمشكلات التي تواجه العالم العربي كان الباعث لهؤلاء العاملين في الحقل القومي على التفكير بالدعوة لمثل هذا المؤتمر الشعبي.. ذلك أن من حق الشعب العربي بل من واجبه، بعد فشل حكوماته، أن يستعرض تلك المشكلات وأن يبحث عن الحلول، وأن يسعى لاقرارها ويتولى تنفيذها بنفسه.
كما أشار المؤتمرون إلى أن تأخر الوحدة العربية لا يرجع إلى إنقسام العالم العربي وتفرق كلمته، وإنما يعود إلى ظروف طارئة وعقبات خارجية أحكم وضعها بحيث تحول بينه وبين الوحدة.
وقد حدد حزب الشعب مبادئه وأهدافه الأساسية في برنامجه الذي تضمن ما يلي:
العرب في مختلف ديارهم أمة واحدة ذات كيان واحد تتوفر فيه عناصر الوحدة الشاملة من روحية وسياسية واقتصادية واجتماعية. وإلى أن تتحقق الوحدة المنشودة، يرى الحزب أن يسعى إليها الطريقتين الآتيتين:
أولاً- إقامة اتحاد بين سورية والأقطار العربية.
ثانياً- اتخاذ الجامعة العربية وسيلة إلى:
توحيد السياسة الخارجية للبلاد العربية وتوحيد التمثيل الخارجي.
توحيد قوى الدفاع العربي في قيادته وأنظمته.
توحيد التشريع.
اعتبار بلاد دول الجامعة العربية وحدة جمركية.
اعتبار البلاد العربية وحدة اقتصادية وتوحيد المنهاج الجمركي الاقتصادي.
إلغاء جوازات السفر بين بلاد دول الجامعة العربية.
توحيد برامج التعليم في البلاد العربية.
توحيد برامج التعليم في البلاد العربية.
توحيد النقد العربي وتأسيس بنك إصدار عربي مشترك.
ثالثاً- مساعدة الأجزء العربية غير المستقلة في الحصول على سيادتها الكاملة وتحريرها من نير الاستعمار.
رابعاً – مقاومة تسلل النفوذ الأجنبي في شتى أشكاله وصوره إلى أي جزء من أجزاء الوطن العربي.
خامساً- مكافحة الصهيونية ومحاولة إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين واعتبار فلسطين بكاملها جزء لا يتجزأ من الوطن العربي، وعلى سلامتها تتوقف سلامة هذا الوطن.
سادساً – توجيه الرأي العام العربي نحو الأهداف العربية المشتركة، وذلك بإيجاد الاتصال بين الأحزاب السياسية العاملة على تحقيق تلك الأهداف.