تقي الدين النبهاني . كان بارعا في الجدل، مفحم الحجة، متصلبا فيما يؤمن به أنه الحق، جمع بين الدين والسياسة وطمح إلى إعادة الخلافة الإسلامية،
وأخذ على معظم علماء المسلمين ابتعادهم عن دائرة النشاط السياسي الإسلامي، واعتبر قيام الدولة الإسلامية طريقا للنضال ضد الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية.
لجأ “حزب التحرير” بقيادة النبهاني، إلى العمل السري، بعد أن رفضت وزارة الداخلية في الأردن عام 1953 التصريح له بالنشاط العلني، وقامت بإغلاق مقره في القدس، ونجح في إقامة خلايا سرية له في القدس والخليل ونابلس وفي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين حول أريحا، كما أنه انتشر بين الطلاب في جنين وطولكرم بوجه خاص.
ولد تقي الدين النبهاني عام 1914 في قرية إجزم من قضاء صفد التابع لحيفا بفلسطين، لأب كان شيخا فقيها يعمل مدرسا للعلوم الشرعية في وزارة المعارف الفلسطينية، وكانت والدته على إلمام كبير بالأمور الشرعية التي اكتسبتها عن والدها الشيخ يوسف، وهو أديب وشاعر صوفي من القضاة البارزين.
حزب التحرير :حزب إسلامي تشكل في الأردن عام 1952، وكان تقي الدين نبهاني مؤسسه، مد الحزب نشاطه في الوقت ذاته إلى مجموعة من الدول العربية، كسورية ولبنان والعراق ومصر والسعودية.
دعا الحزب إلى إقامة دولة إسلامية واحدة، تضم كل المسلمين تحت اسم الخلافة، وكان مؤسس الحزب تقي الدين نبهاني قد أصدر دستوراً ينظم شؤون هذه الدولة ومجموعة كتب تنظيمية كالنظام الاقتصادي في الإسلام، والسياسة الاقتصادية المثلى، ونظام الحكم في الإسلام، والنظام الاجتماعي في الإسلام.
أيد الحزب كل عملية توحيدية بيد دول المسلمين كالوحدة التي أنشئت عام 1958 بين سورية ومصر، والتي أظهر تأييده لها بحل نفسه مع باقي الأحزاب، وبناءً عليه وقف ضد الانفصال بقوة، ودعا إلى إعادة الوحدة.