كشفت مصادر إعلامية تابعة للنظام أنه كان لافتاً خلال اجتماع مجلس اتحاد نقابات العمال الأخير، خلو مداخلات المسؤولين الكبار من أي وعود بتحسين مستوى الدخل أو وجود زيادة مرتقبة على الرواتب، وذلك بعكس جميع المؤتمرات السابقة، عندما كان هذا الموضوع يأخذ حيزاً كبيراً من كلام المسؤولين، فيخرج العمال وهم أكثر تفاؤلاً قبل دخولهم إلى المؤتمر.
وذكرت صحيفة “البعث” التابعة للنظام في مقال لها، أن أصحاب الدخل المحدود كانوا يأملون خيراً وهم يرون الحشد الرسمي الكبير في الاجتماع الأخير لمجلس الاتحاد العام لنقابات العمال، لكن المفاجأة كانت صادمة عندما تلاشت آمالهم وضاعت فيما يتعلّق بتحسين الرواتب والأجور، إذ لم يسمعوا ولو كلمة حلوة تشحذ هممهم وترفع معنوياتهم، حسب وصف الصحيفة.
وأضافت أن الصدمة لم تتوقف عند هذا الحدّ، بل تلاها اجترار الوعود نفسها والخروج بالتوصيات نفسها التي تزيّن التقرير الختامي، و”كأنك يا أبا زيد ما غزيت”، وهي العبارة التي كانت القاسم المشترك لتعليقات العمال داخل القاعة الكبيرة، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وهم يسمعون ويقرؤون التوصيات “الذهبية” التي خرج بها المجلس.
وكان الأمين العام المساعد لحزب البعث التابع للنظام، هلال هلال، طالب بكلمته أمام مجلس الاتحاد العام للعمال الذي انعقد قبل نحو أسبوعين، بمراعاة الظروف التي تمر بها سوريا نتيجة الحصار الاقتصادي الجائر “بعد فشل الحرب الكونية عليها” على حد قوله، مضيفاً بأن الزلزال الذي ضرب البلاد في مطلع شهر شباط الماضي، ألغى خططاً حكومية بزيادة الرواتب التي كانت مقررة في ذلك الوقت.
في سياق آخر، كشفت مصادر إعلامية بأن الآلاف من الموظفين تقدموا باستقالاتهم وينتظرون الموافقة عليها، وخصوصاً في قطاع التربية والتعليم، مشيرين إلى أن وزارة التربية تتحفظ حتى الآن على الموافقة عليها، لأن ذلك سوف يؤدي إلى انهيار العملية التعليمية في المدارس.
ولفت وزير الإعلام التابع للنظام، بطرس حلاق، أنه خلال العامين الماضيين استقال أكثر من 800 صحفي، واصفاً إياهم بأنهم من خيرة الإعلاميين، وذلك في معرض رده على ضعف الأداء الإعلامي في المؤسسات الرسمية.