أصدر الفريق المكلف من الجمعية العامة للأمم المتحدة للتحقيق في الجرائم الخطيرة في سوريا تقريراً جديداً، يوثق “أنماطاً مروعة من التعذيب والإساءة المنهجية” في أكثر من 100 مركز اعتقال يتبع للنظام السوري.
ويستند التقرير، الصادر عن الآلية الدولية المحايدة والمستقلة التابعة للأمم المتحدة، تحت عنوان “نظام الاحتجاز الحكومي السوري كأداة للقمع العنيف”، إلى أكثر من 300 مقابلة مع شهود وأدلة الطب الشرعي وتوثيق حكومة النظام السوري نفسها.
ويكشف التقرير عن انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان بما في ذلك العنف الجنسي والجسدي والنفسي، والاختفاء القسري، فضلاً عن الظروف التي تعيشها عائلات المعتقلين.
وقال رئيس الآلية الدولية للتحقيق في سوريا، روبرت بيتيت، إن التقرير “يكشف عن الواقع المروع داخل نظام الاحتجاز التابع للنظام السوري”.
وأضاف أن “سجلات المقابلات مع المعتقلين السابقين، والتي تدعمها أدلة الطب الشرعي، تكشف عن شدة الأذى العقلي والجسدي الذي تم إلحاقه بهم عمداً”.
أجهزة النظام الأمنية مارست التعذيب بحرية
وذكر التقرير أن النظام السوري استخدم وكالات الاستخبارات الرئيسية الأربع، العسكرية والعامة والجوية والأمن السياسي، “لترهيب ومعاقبة المعارضين للحكومة”.
وقال إنه “تحت حماية حصانة النظام الفعلية، استخدمت أجهزة الاستخبارات، بحرية، القوة أو العنف ضد المعتقلين كأسلوب مقبول للاستجواب، على الرغم من أن القانون السوري يجرم استخدام القوة، ويحظر التعذيب في أبسط أشكاله، حتى قبل صدور قانون يجرم التعذيب صراحة”.
المعتقلون السوريون
النظام السوري يواصل إخفاء مصير المعتقلين عمداً
ووصف معتقلون سابقون، في شهاداتهم بالتقرير، انتهاكات جسدية ونفسية شديدة، بما في ذلك الضرب، والوضعيات المجهدة، والعنف الجنسي.
ووثق التقرير ظروفاً غير إنسانية، تتسم بالاكتظاظ ونقص الغذاء والماء ونقص النظافة والحرمان من الرعاية الطبية، كما سلّط الضوء على “الصدمة المستمرة” التي تواجهها عائلات الضحايا.
وذكر بيتيت أن “آلاف الأسر تتحمل العبء النفسي الناجم عن عدم معرفة مكان أحبائهم “، مؤكداً أن ذلك “تعذيب نفسي لا يمكن تصوره، ومع ذلك يواصل النظام السوري عمداً حجب المعلومات وإخفائها”.
وأكد رئيس الآلية الدولية المحايدة للتحقيق ف سوريا أن التقرير “سيكون متاحاً للعامة وعلى نطاق واسع، للمساهمة في جهود العدالة والمساءلة الجارية، ليس فقط عن الانتهاكات الماضية، ولكن أيضاً عن تلك المستمرة حتى يومنا هذا”.