تُظهر صور الأقمار الصناعية أن الجيش الإسرائيلي قام بحفر خندق يمتد على الأقل لمسافة 7 كيلومترات على طول الحدود بين مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل وجنوب سوريا منذ منتصف أغسطس، وفقًا للصور. تتواجد الميليشيات المدعومة من إيران، بما في ذلك حزب الله، في جنوب سوريا، مما يخلق جبهة محتملة أخرى بينما تقاتل إسرائيل في غزة ولبنان.
يبدو أنّ الجيش الإسرائيلي حفر خندقًا يبلغ طوله 7 كيلومترات على الأقل على طول الحدود بين مرتفعات الجولان وجنوب سوريا منذ منتصف أغسطس، وفق تقرير لـ”فاينانشال تايمز” استند إلى صور أقمار صناعية.
-
تعزيزات الدفاع الإسرائيلية في ظل التهديدات القادمة من سوريا
تأتي التعزيزات الدفاعية الإسرائيلية في وقت حساس، حيث تستعد إسرائيل لمواجهة أي تهديدات محتملة من سوريا التي مزقتها الحرب الأهلية، وذلك بعد توسيع هجومها ضد حزب الله في لبنان. كما تستعد للرد على الهجوم الصاروخي الباليستي الإيراني الذي وقع في وقت سابق من هذا الشهر.
أبلغ “جير بيدرسن”، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، الأمم المتحدة في نيويورك أن قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (UNDOF) قد رصدت “نشاطًا بناءً” من قبل الجيش الإسرائيلي بالقرب من المنطقة العازلة المعروفة بمنطقة الفصل. وقال بيدرسن يوم الأربعاء: “في الجولان، نفذت قوات الدفاع الإسرائيلية بعض الأنشطة الإنشائية في محيط منطقة الفصل. وخلال هذا النشاط، لاحظت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك دبابات قتالية إسرائيلية وحفارات تعبر خط وقف إطلاق النار إلى منطقة الفصل“.
-
تعزيز المواقع الدفاعية في الجولان
لم يُحدد بيدرسن المكان الذي شوهدت فيه الحفارات بالضبط، ولكن شخصًا آخر لديه معرفة مباشرة بالموضوع أكد أن قوات حفظ السلام لاحظت تعزيز إسرائيل لمواقعها الدفاعية في الجولان المحتل. تقع ثلاث مواقع تابعة للأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك على بعد أقل من 1.5 كيلومتر من جزء من هذه الأعمال الإنشائية الجديدة. ولم تستجب الأمم المتحدة لطلبات التعليق على الموضوع.
وقال “حايد حايد”، الزميل الاستشاري في “تشاتام هاوس” بلندن: “يبدو أن إسرائيل قد عززت دفاعاتها على طول خط المواجهة مع جنوب سوريا”. تحليل لصور الأقمار الصناعية أجرته صحيفة “فاينانشال تايمز” كشف أن عرض الخندق يصل إلى 20 مترًا في بعض الأماكن. في الطرف الشمالي من هذه الأعمال الترابية، تظهر آثار أو علامات عبر الحدود إلى الأراضي السورية.
الجولان تحت السيطرة الإسرائيلية منذ حرب 1967
احتلت إسرائيل مرتفعات الجولان منذ أن استولت عليها من سوريا خلال حرب الأيام الستة عام 1967 بين إسرائيل وعدد من الدول العربية. وبعد 14 عامًا، ضمت إسرائيل أكثر من 1000 كيلومتر مربع، على الرغم من أن المجتمع الدولي لا يعترف بسيادتها على المنطقة.
-
تهديدات جديدة مع تصاعد النفوذ الإيراني في سوريا
لطالما استهدفت إسرائيل الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا، بما في ذلك حزب الله، خوفًا من استخدامها الأراضي السورية كقاعدة لإطلاق هجمات ضد الدولة اليهودية. ومع تصعيد الهجمات الإسرائيلية ضد حماس وحزب الله، من المتوقع أن يشكل التصعيد في سوريا تهديدًا جديدًا لنظام بشار الأسد الذي يعتمد على الدعم العسكري الروسي والإيراني.
-
المخاوف من تورط مباشر لسوريا
قال “تشارلز ليستر”، مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب في معهد الشرق الأوسط في واشنطن: “القلق يتزايد بشأن إمكانية أن يستمر الأسد في إبقاء الدولة السورية بعيدة عن الصراع الإقليمي، وقد يصبح من المستحيل الحفاظ على هذا الوضع إلى الأبد”.
وأضاف ليستر أن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قد يختار في واقع الأمر إشراك سوريا بشكل مباشر ممّا قد يفرض على سوريا تقريباً أن تصبح جزءاً من المعادلة، وفي هذه الحالة فإن الخطوط الدفاعية على الجولان ستكون ذات أهمية”.
-
النظام السوري في مواجهة مع الغارات الإسرائيلية
في الوقت الذي يعاني فيه الجيش السوري من الانهيار بعد 13 عامًا من الحرب الأهلية، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية المستمرة في البلاد، يقدر المحللون أن الأسد، مع الموارد العسكرية المحدودة، يفضل تجنب التصعيد مع إسرائيل. ولكن سوريا تتعرض بالفعل للغارات الإسرائيلية. وفقًا لبيدرسن، تقول الحكومة السورية إن الغارات الإسرائيلية قد أسفرت عن مقتل أكثر من 100 شخص في 116 غارة جوية على الأقل منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي، عندما اندلعت حرب غزة.
وتشمل هذه الغارات سلسلة من الهجمات الجوية الإسرائيلية في منطقة المزة الراقية في دمشق في الأسابيع الأخيرة. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية السورية أن الغارات الإسرائيلية في يوم الأربعاء استهدفت منطقة سكنية في دمشق وكذلك موقعًا عسكريًا في حمص.
وقال ليستر: “لا شك أن شدة تصرفات إسرائيل قد تصاعدت في الأشهر الأخيرة“.
-
غموض المواقف الإسرائيلية في سوريا
نادراً ما تعلق إسرائيل على تصرفاتها في سوريا، ولم يستجب جيشها لطلبات التعليق على تعزيزاته الدفاعية في الجولان. مع تصاعد الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد أهداف في سوريا، تواصل إسرائيل تعزيز موقفها الدفاعي على الحدود مع الجولان المحتل. تستمر الغارات الجوية الإسرائيلية على مواقع مختلفة في سوريا، مما يضيف عبئًا إضافيًا على النظام السوري الذي يعاني من ضعف عسكري واقتصادي. وقد رُصدت في الأسابيع الأخيرة عدة غارات في دمشق ومناطق أخرى، مما يزيد من تعقيد الوضع على الأرض.
تقول التقارير إن الغارات الأخيرة استهدفت مناطق سكنية في دمشق ومواقع عسكرية في حمص، مما يسلط الضوء على تكثيف الهجمات الإسرائيلية في محاولة للحد من النفوذ الإيراني في المنطقة. ولا يزال المسؤولون الإسرائيليون، على الرغم من التصعيد، يلتزمون الصمت حيال التفاصيل المتعلقة بهذه العمليات.
-
تساؤلات حول أهداف إسرائيل في سوريا
يواصل المحللون والمراقبون طرح تساؤلات حول أهداف إسرائيل في سوريا وكيفية تأثير هذه العمليات على أمن المنطقة واستقرارها. في ظل تصاعد التهديدات من حزب الله وإيران، تستمر إسرائيل في نشر تعزيزات عسكرية على الحدود السورية استعدادًا لأي تصعيد محتمل قد يطرأ. وفي ظل التطورات الجارية في غزة ولبنان، يعتبر الجولان منطقة استراتيجية هامة للدفاعات الإسرائيلية ضد أي هجمات محتملة من قبل الميليشيات المدعومة من إيران.
إن تعزيز هذه الدفاعات يعد خطوة مهمة بالنسبة لإسرائيل في ضوء التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط، وخاصة في ظل تزايد المخاوف من أن سوريا قد تجد نفسها في قلب المعادلة الإقليمية إذا تصاعدت المواجهات.
(ترجمات)
بقلم: كلوي كورنيش، جانا تاوشينسكي، أندرو إنجلاند
المصدر: The Financial Times