أعلنت إدارة معبر باب الهوى الحدودي عن استئناف عبور مرضى السرطان الموجودين في مناطق شمال غرب سورية، للعلاج في تركيا، وذلك بعد توقف دخولهم إثر الزلزال الذي ضرب ولاية هاتاي جنوب تركيا في السادس من فبراير/ شباط.
وقالت في بيان صدر عنها مساء أمس: “إلى أهلنا المرضى المصابين بمرض السرطان والذين هم بحاجة لتلقي العلاج في تركيا، نعلمكم أنه ابتداء من يوم الاثنين 5 يونيو/حزيران سيجري استئناف حركة عبوركم للعلاج في تركيا، يتوجب على المريض بداية حجز موعد من العيادات المخصصة، وفق النظام المعمول به من كل مشفى، ومن ثم الذهاب في الموعد المخصص له للحصول على إحالة طبية”.
والد الطفل محمد كلاوي، المصاب بالسرطان، تحدث لـ”العربي الجديد” عن القرار مُبدياً ارتياحه الكبير، وقال: “شعرنا بفرحة كبيرة عند معرفتنا خبر استئناف فتح المعبر، ابني سيتمكن من استكمال علاجه في تركيا، تأثرنا كثيراً جراء قرار الإغلاق، كون العلاج لم يكن متوفراً، وبصعوبة بالغة تمكنا من إحضار بعض الجرعات، ومن بين الأسباب التي تدفعنا للدخول إلى تركيا عدم توفر جرعات الأدوية المخصصة لعلاج مرض السرطان، بالإضافة لعدم وجود أجهزة، فضلاً عن فترة العلاج التي أوضح الأطباء أنها تستغرق عاماً كاملاً، واجهتنا الكثير من المشاكل خلال فترة ما بعد الزلزال وإغلاق المعبر، بالإضافة لأسعار الأدوية الباهظة جداً”. وكانت فترة ما بعد حدوث الزلزال وإغلاق المعبر بوجه مرضى السرطان الذين يتلقون العلاج في تركيا، عصيبة، ووفقاً لحملة “أنقذوهم” التي أطلقت في إبريل/ نيسان، بلغ عدد المرضى المتضررين جراء توقف علاجهم 1785 شخصاً، وعدد العائدين من تركيا بسبب توقف العلاج دون أي فرصة علاجية 450، في حين يبلغ متوسط الحالات السرطانية المسجّلة جديداً شمال غربي سورية 1100 حالة سنوياً بمعدل 3 حالات يجري اكتشافها يومياً.
من جهته، أفاد عامر محمود، المقيم في إدلب، خلال حديثه لـ”العربي الجديد”، أن والدته لديها جلسات عدة لم تستكمل بسبب الزلزال، وقال: “والدتي تخضع للعلاج في تركيا منذ عام قبل الزلزال، وتحسنت بشكل جيد، لكنها وصلت مرحلة يتوجب فيها استكمال العلاج لمنع تطور المرض، وحقيقة كانت تعيش بحالة أزمة الفترة الماضية، لكن مع قرار السماح للمرضى بالعودة إلى تركيا لتلقي العلاج شعرت بنوع من التحسن وزال عنها جزء من الضغط النفسي”.
وتابع محمود “في السابق كان جدّي يسكن في مدينة أنطاكيا، وأمي كانت تمضي فترة العلاج لديه، التي تدوم لأيام عدة، لكن في الوقت الحالي هو في مكان بعيد للغاية، وهذا قد يصعب عليها استكمال العلاج، لكن من الجيد عودة استئناف علاج المرضى في تركيا”.
وكانت حملة “أنقذوهم” قد أكدت في بيانها أن “تحمّل العالم مسؤولياته ومدّ يد العون لأولئك الأطفال والمرضى وإنقاذهم من الموت، من شأنه أن يساعد في ترميم بقايا الثقة مع الشعب السوري، والتي تحطّمت آخرها أثناء الزلزال الأخير الذي جرى فيه التجاهل المطلق للإنسان السوري، ودون أدنى مراعاة لحقوق الإنسان والميثاق الدولي”.