الإثنين, ديسمبر 23

بعد الولايات المتحدة انتقدت الحكومة الألمانية أيضا إعادة مقعد سوريا لنظام بشار الأسد. برلين اتهمت النظام السوري بأنه “لا يزال يعرقل كل تقدم في العملية السياسية” مشيرة إلى أنها “لا ترى مقومات” لاتخاذ خطوات للتطبيع معه.

أعلن متحدث باسم الخارجية الألمانية في برلين اليوم الاثنين (الثامن من أيار/مايو 2023) إن بلاده لن تطبع مع نظام بشار الأسد.

وأكد المتحدث أن الدول العربية ربطت قرارها بإعادة سوريا إليها بالعمل على التوصل إلى حل دائم للصراع في سوريا وتحسين الظروف المعيشية فيها، داعياً الدول العربية إلى جعل القرار مرهوناً بتقديم الرئيس السوري لـ “تنازلات جوهرية”.

وأضاف المتحدث أن النظام السوري لا يزال يعرقل كل تقدم في العملية السياسية ويرتكب كل يوم بحق شعبه أخطر الانتهاكات لحقوق الإنسان.، قائلا: “في هذا الصدد، لم يتغير شيء للأسف في الواقع على الأرض بما يسمح بتقديم الدعم في إعادة الإعمار على سبيل المثال ورفع العقوبات، ومن ثم فإننا نرى أنه لا يوجد في الوقت الراهن مقومات لعودة كريمة للاجئين”.

وكان مجلس جامعة الدول العربية أعلن في بيانه الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب أمس الأحد استئناف مشاركة وفود الحكومة السورية في اجتماعاته وإنهاء تعليق عضويتها.

وأوضح البيان أن وفود سوريا “سيشاركون في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية، وجميع المنظمات والأجهزة التابعة لها”، موضحاً أنّ “القرار يسري العمل به اعتباراً من 7 أيار/مايو الجاري”.

هل يشارك الأسدفي قمة الرياض؟

وتنتهي بذلك عزلة دبلوماسية فرضتها دول عربية عدة منذ بداية النزاع في 2011 على الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تتطلع حكومته اليوم إلى أموال إعادة الإعمار، رغم أن الطريق لا يزال طويلاً أمام تسوية سياسية في بلد مقسم، تتنوع القوى المسيطرة فيه.

ويأتي القرار الذي سبقته خلال الأسابيع الماضية مؤشرات انفتاح عربي على سوريا، قبل عشرة أيام من قمة عربية تعقد في السعودية في 19 أيار/مايو.

وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط خلال مؤتمر صحافي إثر الاجتماع إنه عندما توجه الرياض، كونها الدولة المضيفة، الدعوة لحضور القمة العربية، فإن الأسد “قد يشارك بالقمة إذا رغب بذلك”.

بيد أنّ دمشق لم تعلن بعد ما اذا كان الأسد سيشارك في اجتماع الرياض. وكانت قمة سرت في ليبيا في 2010 آخر قمة حضرها.

وأوضح أبو الغيط أن “عودة سوريا إلى شغل المقعد هي بداية حركة وليست نهاية مطاف”، معتبراً أن مسار التسوية سيحتاج وقتاً وأن القرار “يُدخل الجانب العربي لأول مرة منذ سنوات في تواصل مع الحكومة السورية للبحث في كافة عناصر المشكلة”.

وأوضح أن القرار لا يعني استئناف العلاقات بين سوريا والدول العربية إذ أن “هذا قرار سيادي لكل دولة على حدة”.

وإثر اندلاع النزاع، قطعت دول عربية عدة علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق، وأبعدتها عن جامعة الدول العربية في تشرين الثاني/نوفمبر 2011.

وقدمت دول عدّة، خصوصاً خلال سنوات النزاع الأولى، دعماً للمعارضة السياسية والمسلحة حتى أنه خلال قمة عربية في الدوحة في 2013، شارك، ولمرة واحدة فقط، وفد من الائتلاف السوري المعارض بوصفه “ممثلاً” للشعب السوري، في خطوة اعتبرت رمزية.

يذكر أن بيانات الأمم المتحدة تفيد بأن أكثر من 90% من الشعب السوري يقع تحت خط الفقر.

في 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1970، نفّذ حافظ الأسد الذي كان يتولّى منصب وزير الدفاع انقلاباً عسكرياً عُرف بـ”الحركة التصحيحية” وأطاح برئيس الجمهورية حينها نور الدين الأتاسي. في 12 آذار/مارس 1971، انتخب الأسد الذي كان يترأس حزب البعث العربي الاشتراكي، رئيساً للجمهورية ضمن انتخابات لم ينافسه فيها أي مرشح آخر. وكان أول رئيس للبلاد من الطائفة العلوية التي تشكل عشرة في المئة من تعداد السكان.

شاركها.

كاتب وباحث في العلاقات الدولية . عضو الرابطة الألمانية للصحفيين .مساهمات في الإذاعة والتلفزيون .مدافع عن حقوق الإنسان ومؤسس ورئيس المركز العربي الأوربي للدراسات (AECS). عمل في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان . مؤلف ومشارك في العديد من التقارير والتحقيقات ومساهم فيها . سياسي سوري معتقل عدة مرات

اترك تعليقاً