أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء حالة عدم الاستقرار في سوريا والبحث عن حلول للخروج من الأزمة. جاءت تصريحات أردوغان خلال لقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في العاصمة الكازاخية أستانا، على هامش القمة الـ24 لدول منظمة شنغهاي للتعاون، وفقاً لبيان دائرة الاتصال بالرئاسة التركية.
عزم تركيا على عدم السماح بإقامة دولة إرهابية
أوضح أردوغان أن تركيا مصممة على عدم السماح بإقامة دولة إرهابية على حدودها المباشرة، مشدداً على أهمية اتخاذ خطوات عملية لإنهاء حالة عدم الاستقرار التي تخلق بيئة خصبة للتنظيمات الإرهابية، خاصة في سوريا. وأشار إلى أن تركيا مستعدة للتعاون من أجل التوصل إلى حل في سوريا.
تبادل رسائل ودية بين تركيا والنظام السوري
تأتي هذه التصريحات بعد تبادل رسائل ودية بين تركيا والنظام السوري في الأيام الأخيرة، حيث أبدى الطرفان رغبتهما في تحسين العلاقات وبدء حوار ينهي القطيعة. وفي تطور ملحوظ، أبدى رئيس النظام السوري بشار الأسد، خلال لقائه مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف الأسبوع الماضي، انفتاح نظامه على جميع المبادرات المرتبطة بتطوير العلاقات مع تركيا، مؤكداً على ضرورة أن تكون هذه المبادرات مستندة إلى سيادة الدولة السورية.
استعداد تركيا لإقامة علاقات دبلوماسية مع سوريا
من جانبه، أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، على استعداد بلاده لإقامة علاقات دبلوماسية مع بشار الأسد، مشيراً إلى أنه لا يوجد سبب يمنع إقامة هذه العلاقات، وأن تركيا ستواصل تطويرها كما كانت تفعل في الماضي.
المحادثات بين تركيا والنظام السوري
انخرطت تركيا في أواخر عام 2022 بمحادثات مع النظام السوري برعاية من روسيا، ثم انضمت إليها إيران، حيث عقدت عدة لقاءات على مستوى أجهزة الاستخبارات ووزراء الدفاع والخارجية. ورغم توقف هذا المسار خلال النصف الأول من العام الماضي دون تحقيق أي تقدم ملموس بسبب شروط النظام المسبقة، ومنها انسحاب القوات التركية من الأراضي السورية، أبدت تركيا خلال الفترة الماضية استعدادها للانسحاب بعد تحقيق الاستقرار. كما طالبت النظام بالتعاون في ملفات اللاجئين ومكافحة التنظيمات التي تشكل تهديداً للأمن القومي التركي.
التحديات أمام المفاوضات
من الجدير بالذكر أن روسيا أكدت في مناسبات عدة أن المفاوضات بين الجانبين صعبة، ومن المستبعد حدوث تقارب سريع بينهما. ورغم ذلك، تواصل تركيا العمل على إيجاد حل للأزمة السورية وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
تظل الأوضاع في سوريا معقدة وتتطلب جهوداً دولية متضافرة لتحقيق الاستقرار والسلام. ومع استمرار الحوار بين تركيا والنظام السوري، يبقى الأمل معلقاً على تحقيق تقدم ملموس نحو حل شامل ينهي معاناة الشعب السوري ويعيد الاستقرار إلى المنطقة.