وسام سليم ــ مرسين,
زار رئيس النظام السوري بشار الأسد، اليوم الخميس، مناطق الحرائق في اللاذقية، بالإضافة إلى محطة توليد الكهرباء في مدينة بانياس جنوب طرطوس، في خطوة تأتي مع تصاعد الغضب الشعبي لموالي النظام من الانقطاع المستمر للكهرباء والمياه لساعات طويلة.
وقالت صفحة “رئاسة الجمهورية”، إنّ الأسد زار المحطة الجديدة لتوليد الكهرباء في مدينة بانياس، التي أصبحت في المراحل الأخيرة من إنشائها، وستوضع في الخدمة خلال الأسابيع القادمة بـ”طاقة إنتاجية أولية تصل إلى 24 ميغاواط، وترتفع في المرحلة اللاحقة إلى 56 ميغا واط”.
وزار الأسد أيضاً الشركة السورية لإنتاج اللواقط الكهروضوئية التي أُنشئت حديثاً في اللاذقية بخطوط إنتاج متطورة لتصنيع اللواقط اللازمة لإنشاء منظومات الطاقة الشمسية.
وقال رئيس النظام السوري خلال زيارته، إنّ كل زيادة مهما كانت صغيرة على مستوى إنتاج الكهرباء ستعطي انعكاساً مفيداً، وبالوقت نفسه فإن الطاقة الشمسية مهمة جداً بالنسبة إلينا كمحطات وعلى المستوى المنزلي أيضاً.
وأضاف خلال لقائه عمالاً ومهندسين عاملين في المحطة، بحسب ما ذكرت وكالة أنباء النظام السوري “سانا”، إنّ “توليد المحطة 24 ميغاواط يعتبر كمية قليلة بالنسبة إلى الحاجة الوطنية”، وأشار إلى احتمالية بدء تجارب في مناطق أخرى مشابهة للمحطة الصغيرة في بانياس، التي يفترض إنشاء محطة أخرى إلى جانبها، وعزا هذه الخطوة إلى أن المحطات السابقة الموجودة في سورية هي من المحطات الكبرى، وقال: “هل هذه المحطات مجدية أكثر لسورية بشكل عام كبديل صغير، أم مجدية بسبب أزمة الكهرباء، أم مجدية بسبب وجود فاقد”.
كذلك أجرى الأسد زيارة للمناطق التي تعرضت لحرائق في ريف اللاذقية.
وتأتي زيارة الأسد لمنطقة الساحل السوري مع تصاعد الغضب الشعبي لموالي النظام من واقع الكهرباء والمياه وانقطاعها لساعات طويلة وصلت إلى أكثر من 22 ساعة يومياً، فضلاً عن الأوضاع الاقتصادية السيئة مع تدهور الليرة السورية.
وقال الناشط الإعلامي في اللاذقية أبو يوسف جبلاوي، لـ”العربي الجديد”، إنّ زيارة الأسد كانت متوقعة في ظل هذه الأوضاع لامتصاص غضب موالي النظام المتصاعد من الواقع الصعب الذي يعيشونه، وعدم تحقق معظم الوعود التي كان الأسد يطلقها بتحسن الوضع الخدماتي في الساحل.
وأشار الناشط إلى أن الغضب الشعبي تُرجم أخيراً بالاعتداء على محافظ طرطوس، وعبر منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، وخروج أصوات من مواليه مثل الصحافية لمى عباس، التي هددت بفضح الفساد، ودعت لتغيير الأوضاع التي وصل إليها الشعب جراء الأزمة وانتشار الجوع.
وأضاف: “في الحرائق المدمرة التي تعرضت لها جبال الساحل العام الماضي، زارت أسماء الأسد جبال اللاذقية أيضاً، ووعدت بتقديم تعويضات، كما أرسل الأسد رئيس وزرائه في أزمة الحمضيات لامتصاص غضب مزارعي الساحل من الخسائر، واليوم تحمل زيارته لمحطة توليد الكهرباء وتصريحاته، محاولة لامتصاص الغضب المتصاعد رغم أن معظم الوعود السابقة كانت فارغة سابقاً”.