ليث أبي نادر ــ دمشق,
طالب مدير المدينة الجامعية في مدينة حمص السورية ماهر إبراهيم، أمس الجمعة، في منشور على صفحة “فيسبوك”، الطلاب الذين يقطنون في السكن الجامعي بالاستعداد لتسليم غرفهم في 15 أغسطس/ آب الجاري.
وأورد المنشور أن غرامة 10 آلاف ليرة سورية ستفرض على كل طالب وطالبة لإصلاح مرافق عامة (حمامات ومراحيض وقاعات مطالعة)، واشترط أن يترافق التسليم مع تأكيد وجود مصباحين للإنارة ومقبسي كهرباء، وقفل باب، مع ثلاث نسخ من المفتاح. (الدولار يساوي نحو 12 ألف ليرة سورية)
ووصف طلاب وطالبات يقطنون في المدينة الجامعية ما تضمنه المنشور بأنه “ممارسات سلب ونهب”، وهددوا بفضح أساليب إدارة المدينة الجامعية و”تفننها” في اتخاذ قرارات النهب. وأكدوا أنهم كانوا تسلموا غرفهم في الأصل في حالة يرثى لها، بلا إنارة ومقابس كهرباء وأبواب مخلوعة خلت من أقفال، ما جعلهم يكملون النواقص من أموالهم الخاصة.
وعلّقت طالبة على قرار إدارة المدينة الجامعية بالقول: “تسلمنا الغرف فارغة، واشترينا أغراضها، فكيف نتركها وقد دفعنا ثمنها”. وسخر طالب آخر قائلاً: “لماذا لا تطالبون بعلب اللمبات (المصابيح) كي ترجعوا أموالها بعد خروج الجميع. لم نتسلم غرفة فيها لمبة واحدة فكيف نسلمها بلمبتين”.
واكتفى طلاب وطالبات آخرون بنشر صور لأقسام وحداتهم وغرفهم والمرافق العامة فيها قبل سكنهم، والتي أظهرت غالبيتها الإهمال والحال المزرية داخلها.
ورد مدير المدينة الجامعية إبراهيم، في منشور آخر، “بتأكيد عمق العلاقة الأبوية التي تربطه بالطلاب”. واعتبر التعليقات التي انتقدت القرار إساءة إلى الإدارة بهدف النيل من جهودها والتشهير بها، متهماً الطلاب المعترضين أنفسهم بـ”تخريب المرافق العامة للسكن بعدما أزعجهم قرار الإدارة الذي جعلهم يخسرون مكتسبات”، وهددهم بفضح ملفات تدينهم.
وقالت مريم حسن، الطالبة من محافظة طرطوس، لـ”لعربي الجديد”: “استلمت مع أربع من زميلاتي غرفة بمقبس كهرباء واحد محترق ولمبة غير صالحة وباب بلا قفل، وحتى الأسرّة والفرش كانت في حالة مزرية، ولا يمكن النوم عليها نتيجة تعفنها من الرطوبة. ودفعت كل واحدة 22 ألف ليرة لدخول غرفة مجهّزة”.
أضافت: “طالبنا مدير الوحدة ومدير القسم بإصلاح الأعطال وتبديل الفرش، لكنهما لم يهتما، فاضطررنا إلى إصلاح الأعطال وشراء فرش على حسابنا، والآن تطالبنا الإدارة بتسليم الغرفة بتجهيزات لم توفرها أصلاً، ودفع غرامة 10 آلاف. هذه المطالب سرقة وفساد ووقاحة”.
أما الطالب علي العلي فقال لـ”العربي الجديد”: “لا استغرب قرارات مماثلة من إدارة سبق أن وضعت الطلاب في مأزق، وعرضتهم للبرد خلال أيام زلزال 6 فبراير/ شباط الماضي، وتركتهم في الشارع في منتصف الليل، ومنعتهم من دخول السكن. وعموماً لا تبرع إداراتنا إلا بالتشبيح والتشليح، والفساد الإداري ينتشر في كل المؤسسات التعليمية وكل القطاعات، لأن ربّ البيت ضارب طبل”.
تابع: “لا قوانين أو ضوابط تحمي الطلاب من الابتزاز ودفع غرامات، وهم لا يملكون إلا خيار الدفع طالما أن قائمة الموجودات كانت تكتب على ورقة عادية غالباً، ولا تتضمن أي ختم، لذا لن تعترف الإدارة بها”.
وكانت ملفات فساد وقضايا أخلاقية طفت إلى السطح في المدينة الجامعية بحمص في عهد الإدارة الحالية وتلك التي سبقتها، وفق ما نقلت تقارير إعلامية، إذ شهدت غرفها حادثة “تعفيش” كبيرة اتهم إداريون وعناصر أمن في المدينة بتنفيذها خلال فترة الزلزال. كما أثارت مصادر إعلامية قضية أخلاقية في عهد المدير السابق للمدينة الجامعية، وتورط فيها مسؤولون في فرع البعث بالجامعة وإداريون أسسوا شبكة دعارة ابتزت طالبات، وشغلتهن بالإكراه وتحت التهديد.