وسام سليم ــ مرسين,
تصاعدت وتيرة استخدام الطائرات المسيّرة لاغتيال شخصيات في درعا جنوبي سورية، خلال الفترة الماضية، وذلك في تكتيك جديد بدأ النظام السوري اعتماده في تنفيذ الاغتيالات رغم سيطرته على المحافظة.
واستهدفت طائرة مسيّرة تابعة للنظام السوري، صباح اليوم الجمعة، منزل محمد بديوي الزعبي في مدينة طفس غربي درعا بقذيفة، دون تسجيل إصابات بشرية.
وسبق أن استهدفت قوات النظام ذات المنزل بقذيفة شديدة الانفجار، واقتصرت الأضرار على الماديات، في شهر يوليو/تموز الماضي، بحسب ما ذكره موقع “تجمع أحرار حوران” المحلي.
وبحسب الناشط الإعلامي في درعا يوسف المصلح، سُجلت 5 استهدافات من قبل طائرات مسيّرة، 3 منها الشهر الماضي، واثنان منذ مطلع الشهر الجاري.
وقال المصلح في حديث لـ”العربي الجديد”، إنّ المسؤول عن هذه الضربات هو قوات النظام والمليشيات الإيرانية الموالية لها، حيث تقلع الطائرات المسيّرة من كتيبة الأغرار التابعة للواء 61 في ريف درعا.
وتتميز الطائرات بحسب المصلح بضربات شديدة التفجير ودقيقة في إصابة الأهداف، وصوتها غير مسموع إلا عند التنفيذ.
وأوضح الناشط أن الطائرات المسيّرة تم استخدامها حتى اليوم فقط في مدينة طفس وبلدة اليادودة غربي درعا، واستهدفت منازل لشخصيات مطلوبة للنظام السوري.
ومن أبرز الشخصيات التي طاولتها محاولة الاغتيال عبر الطائرات المسيّرة، محمد بديوي الزعبي، شقيق القيادي السابق في فصائل المعارضة، خلدون الزعبي، الذي قُتل في عملية اغتيال بتاريخ 25 أغسطس/آب من العام الماضي.
ويرى الناشط الإعلامي في درعا أبو محمد الحوراني، في حديث لـ”العربي الجديد”، أن استخدام تكتيك الطائرات المسيّرة التي هي صنع إيراني يشير لمدى تغلغل إيران في جنوب سورية، ويؤكد مسؤولية النظام السوري عن الاغتيالات التي لا تتوقف في درعا منذ سنوات.
وأضاف الحوراني أن استخدام المسيّرات في منطقة تسيطر عليها قوات النظام أمنياً، يؤكد مسؤوليتها عن هذه الهجمات، كما تحمل مخاطر كبيرة في حال توسع هذه الهجمات، لأنه لا قوة عسكرية محلية قادرة على التصدي لها.
من جانبه، قال محمد اليوسف، من أبناء درعا، في حديثه مع “العربي الجديد”، إنّ “السبب الرئيسي لاستخدام المسيّرات من قبل النظام هو عدم قدرته على تحقيق أهداف على الأرض من خلال عملياته العسكرية”، مضيفاً أن “مساحات كبيرة من محافظة درعا تُعتبر خارج سيطرة النظام، ومن هذه المناطق التي يتم استخدام المسيّرات فيها: طفس واليادودة وتل شهاب والمزيريب”.
وأكد اليوسف أن المسيّرات غالباً ما تستخدمها قوات من “الفرقة الرابعة” التي تتواجد معها بشكل اعتيادي مليشيات إيرانية، مضيفاً أن الطائرات المسيّرة تخرج من قطع عسكرية تكون فيها مليشيات إيرانية.
ولا يقتصر استخدام المسيّرات في الجنوب السوري على عمليات الاغتيال، إذ أعلن الجيش الأردني أخيراً في عدة مناسبات إحباط محاولات لتهريب المخدرات عبر طائرات مسيّرة قادمة من جنوب سورية.