هاديا المنصور ــ إدلب,
انتحر شاب سوري بتناوله حبة غاز “الفوسفين” السامّ، أمس الجمعة، في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، شماليّ سورية، دون معرفة الأسباب.
وتشهد سورية تزايداً لحالات الانتحار في سورية بسبب الظروف التي تمر بها البلاد، فضلاً عن الضغوط النفسية والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة.
وقالت مصادر قريبة من أسرة الشاب إن الشاب المنتحر يعاني ضغوطاً نفسية جراء أوضاعه المادية الصعبة وسط الفقر والغلاء وقلة فرص العمل على غرار آلاف الشبان في المنطقة.
وفي حادثة مشابهة، قضت شابة، أول من أمس الخميس، بعد تناولها جرعة زائدة من الأدوية في مخيمات المنطقة الوسطى بريف حلب الجنوبي، دون ورود معلومات عن الحادثة التي جرى التعتيم عليها من قبل ذويها بشكل كبير.
ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان، إقدام شاب آخر على الانتحار، في 5 يوليو/تموز الماضي بإطلاق النار على نفسه، في قرية تلالين التابعة لمدينة مارع في ريف حلب الشمالي.
وسجلت منطقة معرة مصرين بريف إدلب الشمالي في شمال غرب سورية، الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية، محاولتي انتحار منتصف يوليو الماضي، الأولى لامرأة تنحدر من بلدة “كفريحمول” حاولت الانتحار بتناولها حبة غاز (سامة) إثر خلافات زوجية، والأخرى لامرأة في العقد الثالث من عمرها، انتحرت في قرية كفر تعنور القريبة من مدينة معرة مصرين شماليّ محافظة إدلب.
وقال محمد حلاج، مسؤول فريق “منسقو استجابة سورية”، في حديث لـ “العربي الجديد”، إن مناطق سيطرة المعارضة السورية، سجلت منذ بداية العام الجاري 2023 أكثر من 38 محاولة انتحار أدت إلى وفاة 16 حالة.
ولفت حلاج إلى أن “فئة النساء تعتبر الفئة الأكبر بين تلك الحالات، بسبب عدم وجود من يساعدهن على تخطي الصعوبات التي يعانين منها، إضافة إلى اليافعين غير القادرين على التعامل مع المصاعب والضغوط المختلفة التي تواجههم”.
وأضاف أن “حالة عدم الاستقرار التي تعيشها المنطقة نتيجة متغيرات كثيرة ودورية في مناطق الشمال السوري كافة، ساهمت أيضاً بازدياد هذه الحالات”.
وحذّر ناشطون ومنظمات إنسانية محلية في شمال غرب سورية، من ارتفاع حالات الانتحار (ذكور وإناث)، بعد أن شهدت محافظة إدلب خلال الفترة الأخيرة الماضية الكثير من الحالات، نتيجة الظروف المعيشية المتردية والأزمات النفسية والخلافات العائلية.
وقالت رؤى القصير، المرشدة النفسية والاجتماعية، لـ”العربي الجديد”، إن الانتحار وصل إلى مستويات خطيرة في المنطقة، خصوصاً أن التوعية النفسية والاجتماعية حول الانتحار مغيبة بشكل تام، وسط تفاقم الأسباب المؤدية إليه، كالفقر الشديد والغلاء وغياب فرص العمل، والمشاحنات والمشاكل العائلية وما يرافقها من أزمات نفسية.
وطالبت القصير المسؤولين بالعمل على تأمين الاحتياجات الأساسية للمدنيين، ومحاولة تخفيف ما أمكن من العوامل المؤدية إلى الانتحار، ونشر ثقافة التوعية بمخاطر الانتحار وتبعاته المستقبلية على الفرد والمجتمع.
التقييم
حالة انتحار جديدة في ريف إدلب
-
الفقر
-
انقطاع الكهرباء
-
الأجواء العامة
-
جودة الهواء
-
السرقات