لطالما اتسمت العلاقات بين تركيا وسوريا بالتعقيد، وازدادت تعقيدًا مع اندلاع الحرب الأهلية السورية عام 2011. سعى الطرفان مؤخرًا إلى تطبيع العلاقات، لكن مسار التطبيع واجه العديد من العقبات، مما يجعله رحلةً شائكةً في ضبابيةِ المستقبل.
عوامل تعرقل التطبيع:
الظروف غير مناسبة:
صرّح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن الظروف غير مناسبة للتطبيع مع دمشق، مشيرًا إلى الحاجة إلى حوارٍ شامل حول الملف السوري. وتشمل النقاط الخلافية الرئيسية مصير اللاجئين السوريين في تركيا، وكتابة الدستور الجديد، ومكافحة الإرهاب.
الوضع في غزة:
اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن خطوات التطبيع بين تركيا وسوريا أصبحت “غير ممكنة” في ظل الوضع المتوتر في قطاع غزة.
الشروط المسبقة:
يُصرّ النظام السوري على انسحاب القوات التركية من شمال سوريا كشرطٍ مسبق للتطبيع، بينما ترفض أنقرة ذلك بشكلٍ قاطع، معتبرةً أن انسحابها مرهون بحلٍ شاملٍ للقضية السورية.
الانتخابات التركية:
يرى بعض المحللين أن الحكومة التركية روّجت للتطبيع لأغراضٍ انتخابية، ولم تُحقق أي تقدمٍ ملموسٍ على الأرض.
مصالح إقليمية:
تُعرقل إيران مسار التطبيع بين دمشق وأنقرة، فهي لا ترغب بأي وجودٍ لتركيا في سوريا.
غياب الثقة:
يُشكك كلّ من النظام السوري والحكومة التركية في جدية الطرف الآخر في استكمال مسار التطبيع.
التطورات الأخيرة:
تصريحات متضاربة:
صرّح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أن الظروف غير مناسبة للتطبيع، بينما أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إمكانية عقد اجتماع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد في المستقبل القريب.
تبادل الوفود:
على الرغم من العقبات، استمرّ تبادل الوفود بين تركيا وسوريا، لكن دون تحقيق أي تقدمٍ ملموس.
موسكو كوسيط:
تلعب روسيا دور الوسيط بين أنقرة ودمشق، لكنّ قدرتها على دفع مسار التطبيع تبدو محدودةً.
التوقعات المستقبلية:
غياب التفاؤل:
تُشير تصريحات وزراء الخارجية التركي والروسي إلى عدم وجودِ أي أملٍ بتحقيقِ تقدمٍ في مسارِ التطبيعِ في المستقبلِ القريب.
تأثير الأحداث الإقليمية:
قد تؤثر الأحداث الإقليمية، مثل الحرب في أوكرانيا، على مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق.
الانتخابات الرئاسية التركية:
قد تُؤثّر الانتخابات الرئاسية التركية المقررة عام 2028 على مسار التطبيع، خاصةً إذا تغيرت الحكومة التركية.
التفاصيل الإضافية:
التقارب التركي-الروسي:
منذ عام 2017، تقاربت تركيا وروسيا في الملف السوري، واتفقتا على تشكيل لجان مشتركة لبحث التعاون في المجالات العسكرية والأمنية.
موقف إيران:
تُعارض إيران أي تقاربٍ بين تركيا وسوريا، وتعتبره تهديدًا لمصالحها في المنطقة.
موقف الولايات المتحدة:
تُعارض الولايات المتحدة أي دعمٍ تركيٍ للنظام السوري، وتُطالب أنقرة بسحب قواتها من شمال سوريا.
موقف المعارضة السورية:
تُعارض المعارضة السورية أي تطبيعٍ مع النظام السوري، وتعتبره إضفاءً للشرعية على جرائمه.
التحديات التي تواجه مسار التطبيع:
- الاختلافات في الرؤى:
يُصرّ النظام السوري على عودة العلاقات إلى طبيعتها قبل الحرب، بينما تسعى تركيا إلى إعادة هيكلة النظام السوري بما يتوافق مع مصالحها.
- المسألة الكردية:
تُشكل المسألة الكردية عقبةً رئيسيةً أمام التطبيع، حيث تدعم تركيا الفصائل الكردية المعارضة للنظام السوري، بينما يرى النظام السوري أن وجودها يُشكل تهديدًا لوحدة أراضيه.
- مصير اللاجئين السوريين:
تُطالب تركيا بعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم بشكلٍ طوعي وآمن، بينما يُصرّ النظام السوري على عودتهم دون أي شروط.
- التدخلات الخارجية:
تُؤثّر التدخلات الخارجية من قبل روسيا وإيران والولايات المتحدة على مسار التطبيع، وتُعيق إمكانية التوصل إلى حلولٍ تُرضي جميع الأطراف.
السيناريوهات المحتملة:
- التجميد المؤقت:
من المُحتمل أن يتم تجميد مسار التطبيع مؤقتًا، مع استمرار تبادل الوفود والرسائل بين الطرفين.
- التقدم التدريجي:
من المُحتمل أن يتم تحقيق تقدمٍ تدريجيٍ في بعض الملفات، مثل ملف اللاجئين أو التعاون الأمني، دون تحقيقِ اختراقٍ شاملٍ في مسار التطبيع.
- الانهيار الكامل:
من المُحتمل أن ينهار مسار التطبيع بشكلٍ كاملٍ، خاصةً إذا تفاقمت الأوضاع في سوريا أو المنطقة.
الخاتمة:
يُواجه مسار التطبيع بين أنقرة ودمشق العديد من التحديات، مما يجعله رحلةً شائكةً في ضبابيةِ المستقبل. وتُشير التطورات الأخيرة إلى عدم وجودِ أي أملٍ بتحقيقِ تقدمٍ في هذا المسارِ في المستقبلِ القريب.
ملاحظة:
هذا التقرير هو تحليلٌ للوضع الحالي، ولا يُمكن التنبؤ بالمستقبل بشكلٍ دقيق.
المصادر:
- العربي الجديد
- الجزيرة
- TRT عربي