ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﺴﺮﺏ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﺗﺘﺴﻊ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ، ﻭﺗﺪﻕّ ﻣﻌﻬﺎ ﻧﺎﻗﻮﺱ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺣﻮﻝ ﻣﺼﻴﺮ ﻋﺪﺩ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻳﻐﺎﺩﺭﻭﻥ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﻲ ﺳﻦ ﺍﻟﺘﻤﺪﺭﺱ، ﻭﻳﻘﺼﺪﻭﻥ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﺸﻐﻞ ﺑﺤﺜﺎً ﻋﻦ ﻣﺼﺪﺭ ﺩﺧﻞ ﻳﻐﻄﻲ ﺣﺎﺟﺎﺕ ﺃﺳﺮﻫﻢ، ﻓﻲ ﻇﻞ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ ﻭﻣﻮﺟﺎﺕ ﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺎﺏ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺭﺍﺩﻋﺔ ﻟﻤﻨﻊ ﻋﻤﺎﻟﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ .
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ، ﻛﺸﻒ ” ﻓﺮﻳﻖ ﻣﻨﺴﻘﻮ ﺍﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﺳﻮﺭﻳﺔ ” ﺃﻥّ ﻋﺪﺩ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﺴﺮﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺷﻤﺎﻝ ﻏﺮﺏ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻓﻘﻂ ﻭﺻﻞ ﺇﻟﻰ 318 ﺃﻟﻒ ﺷﺨﺺ، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻭﺻﻞ ﻋﺪﺩ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺍﻟﻤﺘﺴﺮﺑﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﻋﻤﻮﻡ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻟﻨﺤﻮ 2.5 ﻣﻠﻴﻮﻥ، ﻣﺘﻄﺮﻗﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﻤﻠﺔ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺩﻓﻌﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻟﺘﺴﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ .
ﻭﺍﺳﺘﻌﺮﺽ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﻋﻤﻞ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺍﻓﻖ 12 ﻳﻮﻧﻴﻮ / ﺣﺰﻳﺮﺍﻥ، ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﺗﺴﺎﻉ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﺴﺮﺏ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ، ﻭﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻗﻠﺔ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺎﻟﻜﺜﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺍﻟﺨﺎﺹ، ﻭﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺼﻌﺒﺔ، ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻟﻤﻨﻊ ﻭﻟﻮﺝ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺳﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻟﻠﻌﻤﺮ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻣﻮﺟﺎﺕ ﺍﻟﻨﺰﻭﺡ ﻭﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ، ﻣﻊ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻗﻄﺎﻋﺎ ﻣُﻬﻤﺸﺎً ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻨﻈﻤﺎﺕ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻭﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻜﺎﻓﻲ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻔﺮﻳﻖ : ” ﺇﻥ ﺍﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﺤﻰ ﺳﻴﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﻞ ﺍﻟﻤﺘﺴﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻢ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻴّﺔ، ﻭﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﻬﻠﻜﺎ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺘﺞ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻤﻴﻦ ﻋﺒﺌﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ .”
ﻭﻗﺪ ﺍﺧﺘﺎﺭﺕ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺷﻌﺎﺭ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ ﻋﻤﻞ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ 2023 ﻫﻮ ” ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻟﻠﺠﻤﻴﻊ . ﺇﻧﻬﺎﺀ ﻋﻤﻞ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ .”!
ﻭﺃﻛﺪﺕ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻓﻲ ﻣﻌﺪﻻﺕ ﺍﻻﻟﺘﺤﺎﻕ ﺑﺎﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻓﻲ ﺃﺟﺰﺍﺀ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻓﺈﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 175 ﻣﻠﻴﻮﻥ ﻃﻔﻞ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺠﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻗﺒﻞ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻲ، ﻭﻳﻔﻘﺪﻭﻥ ﻓﺮﺻﺔ ﺍﺳﺘﺜﻤﺎﺭﻳﺔ ﻣﻬﻤﺔ ﻭﻳﻌﺎﻧﻮﻥ ﻣﻦ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﻭﺍﺓ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺄﺻﻞ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ، ﻓﻴﻤﺎ 6 ﻣﻦ ﻛﻞ 10 ﻳﺘﺮﻛﻮﻥ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﺍﻻﺑﺘﺪﺍﺋﻴﺔ ﺩﻭﻥ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻷﺩﻧﻰ ﻣﻦ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺍﻟﻜﻔﺎﺀﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺍﺀﺓ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﻘﻴﺎﻡ ﺑﻌﻤﻠﻴﺔ ﺣﺴﺎﺑﻴﺔ ﺃﺳﺎﺳﻴﺔ .
” ﺇﻥ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﻀﺤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﺘﺴﺮﺏ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤﺎﻟﺔ ” ، ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﺃﻭﺿﺢ ﻋﻤﺮ ﻟﻴﻠﺔ، ﻣﺪﻳﺮ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﻭﻋﻀﻮ ” ﻣﺠﻠﺲ ﻓﺮﻉ ﺣﻠﺐ ﻟﻨﻘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﻌﻠﻤﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ﺍﻷﺣﺮﺍﺭ ” ، ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺎﻝ ﻟـ ” ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ :” ” ﻫﻨﺎﻙ ﻋﺪﺓ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﺪﻓﻊ ﻟﻠﺘﺴﺮﺏ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ، ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻓﻲ ﻣﻘﺪﻣﺘﻬﺎ، ﺇﺫ ﻳﺠﺒﺮ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﺃﺑﻨﺎﺀﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﻙ ﻣﻘﺎﻋﺪ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻣﺼﺪﺭ ﺩﺧﻞ ﻣﺎﺩﻱ ﻟﻸﺳﺮﺓ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻌﻤﻞ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﻭﺭﺷﺎﺕ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻟﺘﺄﻣﻴﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﺟﻴﺎﺕ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﻬﻞ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺎﻟﺘﺰﺍﻣﻦ ﻣﻊ ﻣﻮﺟﺎﺕ ﺍﻟﻨﺰﻭﺡ ﻭﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺑﻔﻌﻞ ﺍﻟﻘﺼﻒ ﻭﺍﻟﺘﺨﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺪ ﺑﻤﻨﺎﻃﻖ ﺷﻤﺎﻝ ﺳﻮﺭﻳﺔ، ﻓﺎﺿﻄﺮ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻟﺘﺮﻙ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﻭﺍﻟﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ﻭﺍﻟﻤﺨﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻘﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ، ﺩﻭﻥ ﺇﻏﻔﺎﻝ ﻗﻠﺔ ﺇﻣﻜﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ، ﻣﺎ ﻳﺠﺒﺮ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﻡ ﺇﻟﺤﺎﻕ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﺪﺍﺭﺱ ﻟﻌﺠﺰﻫﻢ ﻋﻦ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻻﺣﺘﻴﺎﺟﺎﺕ .”
ﻭﺷﺪﺩ ﻟﻴﻠﺔ ﻋﻠﻰ ” ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺩﻭﺍﻣﺔ ﺍﻟﺘﺴﺮﺏ، ﻭﺭﻓﻊ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﻌﻤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺠﺒﺮﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ، ﻣﻊ ﺿﻤﺎﻥ ﻋﻮﺩﺓ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻨﺎﺯﺣﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﻭﻗﺮﺍﻫﻢ، ﻭﺗﺄﻣﻴﻦ ﻣﺴﺘﻠﺰﻣﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ، ﻣﻦ ﺩﻋﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﺪﻱ ﻭﻣﻠﻤﻮﺱ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ، ﻭﻛﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﻮﻣﺎﺕ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻀﻤﻦ ﺣﻖ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻓﻀﻞ .”
ﻭﺩﻋﺎ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺙ ﺃﻳﻀﺎ ﺇﻟﻰ ” ﺗﻮﻋﻴﺔ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﺑﻀﺮﻭﺭﺓ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ، ﻭﺇﻳﺠﺎﺩ ﺁﻟﻴﺔ ﺗﺠﺒﺮ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻭﻋﺪﻡ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﺔ، ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﻷﺳﺮ ﺍﻟﻤﺘﺴﺮﺑﻴﻦ ﺗﺤﺖ ﺫﺭﻳﻌﺔ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺍﻟﺪﺧﻞ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ” ، ﻣﺸﻴﺮﺍ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ” ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻳﺘﺎﺑﻊ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﺩﺭﺍﺳﺘﻬﻢ، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺻﻠﺐ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ، ﻓﺎﻟﻤﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﺨﺒﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻭﺗﺤﻔﻴﺰﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺴﻠﺢ ﺑﻨﻮﺭ ﺍﻟﻌﻠﻢ ” ، ﻣﻮﺿﺤﺎ ﺃﻥ ” ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﺳﻠﻴﻢ ﻣﻌﺎﻓﻰ ﻻ ﺑﺪ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﺣﺘﻰ ﻳﺴﻬﻤﻮﺍ ﻓﻲ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺠﺘﻤﻊ ﻣﺘﻌﻠﻢ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺗﻄﻮﻳﺮ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﺍﻻﺯﺩﻫﺎﺭ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ ﻣﺠﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .”
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﻟﻴﻠﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﺍﻟﻤﺘﺴﺮﺑﻴﻦ ﻓﻲ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻣﻄﺮﺩﺓ، ﻭﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺗﺘﺮﺍﻭﺡ ﺍﻟﻨﺴﺒﺔ ﺑﻴﻦ 30 ﺇﻟﻰ 50 ﺑﺎﻟﻤﺎﺋﺔ، ﻭﻫﻲ ﻓﻲ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﻋﺎﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺁﺧﺮ .
ﺍﻟﻤﺪﺭﺱ ﺑﺮﺍﺀ ﺳﺎﻟﻢ ﺗﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﺘﺴﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ، ﻭﻗﺎﻝ ﻟـ ” ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ :” ” ﻻ ﻳﺨﻔﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﺴﺮﺏ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻲ ﻋﻤﺎﻟﺔ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ .. ﺇﻥ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ ﺿﺤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺁﻣﻨﺔ ﻟﻬﻢ، ﻭﻭﺟﻮﺩ ﺑﺸﺎﺭ ﺍﻷﺳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﻳﻬﺪﺩ ﻣﺴﺘﻘﺒﻠﻬﻢ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻬﺠﻴﺮ ﺃﻓﻘﺪﺕ ﺍﻷﻫﺎﻟﻲ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺍﻷﺭﺽ، ﻭﺃﺟﺒﺮ ﺍﻟﻤﻬﺠﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺑﻜﺒﺎﺭﻫﻢ ﻭﺻﻐﺎﺭﻫﻢ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻓﻲ ﻣﺼﺮﻭﻑ ﺍﻟﻌﺎﺋﻠﺔ .”
ﻭﺗﺎﺑﻊ ﺳﺎﻟﻢ : ” ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﺗﺘﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻴﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺎﺻﺎﺕ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻏﻴﺮ ﻛﺎﻑ، ﻓﺎﻟﺨﻴﻤﺔ ﺗﺼﻴﺐ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ ﺑﺎﻟﻤﻠﻞ ﻭﺗﻨﻔﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻴﻬﺎ، ﻷﻧﻪ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﻀﺎﺀ ﻣﺘﻜﺎﻣﻞ ﻳﺸﺠﻌﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ، ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﻟﺘﻔﺎﺕ ﺑﺠﺪﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﻓﺮﺹ ﻋﻤﻞ ﺟﻴﺪﺓ ﻟﻸﻫﺎﻟﻲ ﻟﺘﺸﺠﻴﻌﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻠﻴﻢ ﺃﺑﻨﺎﺋﻬﻢ .”
ﻃﻼﺏ ﻳﺘﻐﻴﺒﻮﻥ ﻋﻦ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ
ﻭﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﻣﺘﺼﻞ، ﺑﻴّﻨﺖ ﻣﺪﻳﺮﺓ ﺍﻟﺘﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﺍﻟﺤﺴﻜﺔ ﺷﻤﺎﻝ ﺷﺮﻕ ﺳﻮﺭﻳﺔ، ﺇﻟﻬﺎﻡ ﺻﻮﺭﺧﺎﻥ، ﺃﻥ 1145 ﻃﺎﻟﺒﺎ ﻭﻃﺎﻟﺒﺔ ﺗﻐﻴﺒﻮﺍ ﻋﻦ ﺍﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺜﺎﻧﻮﻳﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻬﻨﻴﺔ ﺃﻣﺲ ﺍﻹﺛﻨﻴﻦ، ﻣﻦ ﺃﺻﻞ 11119 ﻃﺎﻟﺒﺎ ﻣﺴﺠﻠﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ، ﻭﻓﻖ ﻣﺎ ﺃﻭﺿﺤﺖ ﺻﺤﻴﻔﺔ ” ﺍﻟﻮﻃﻦ ” ﺍﻟﻤﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﻓﻲ ﺗﻘﺮﻳﺮﻫﺎ ﺍﻟﺼﺎﺩﺭ ﺃﻣﺲ .
ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺍﻟﻤﺪﺭﺱ ﺃﺣﻤﺪ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺍﻟﻤﻘﻴﻢ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻘﺎﻣﺸﻠﻲ، ﺧﻼﻝ ﺣﺪﻳﺜﻪ ﻟـ ” ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ” ، ﺃﻥ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺃﺳﺒﺎﺏ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻋﻦ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺻﻼﺕ، ﻓـ ” ﻫﻢ ﻣﺠﺒﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻗﻄﻊ ﻣﺴﺎﻓﺎﺕ ﻃﻮﻳﻠﺔ، ﻭﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﻨﻬﻢ ﻻ ﻳﺠﺪ ﻣﻜﺎﻧﺎً ﻳﺴﺘﻘﺮ ﻓﻴﻪ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺮﻏﺒﺔ ﻓﻲ ﺇﺟﺮﺍﺀ ﺍﻻﻣﺘﺤﺎﻧﺎﺕ .”
ﻭﻓﻲ ﻳﻨﺎﻳﺮ / ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ 2021 ، ﺃﻛﺪ ﺍﻟﻤﻨﺴﻖ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻟﻠﺸﺆﻭﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻣﻬﻨﺪ ﻫﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﻤﺪﻳﺮ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﻟﻤﻨﻈﻤﺔ ” ﻳﻮﻧﻴﺴﻒ ” ﺗﻴﺪ ﺷﻴﺒﺎﻥ، ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﻣﺸﺘﺮﻙ، ﺃﻥ ” ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻹﺭﻫﺎﻕ ﻭﺍﻟﻨﻘﺺ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻤﻮﻳﻞ، ﻭﻫﻮ ﻧﻈﺎﻡ ﻣﺠﺰﺃ ﻭﻻ ﻳﻮﻓﺮ ﺧﺪﻣﺎﺕ ﺁﻣﻨﺔ ﻭﻋﺎﺩﻟﺔ ﻭﻣﺴﺘﺪﺍﻣﺔ ﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﺍﻷﻃﻔﺎﻝ .