تعقد اللجنة الوزارية العربية المعنية بالملف السوري اجتماعا في احد فنادق القاهرة اليوم لبحث التقرير الثاني المقدم من مصطفى الدابي رئيس بعثة المراقبين العرب عن عمل البعثة في سوريا على مدار شهر.
ومن المقرر ان يعقد وزارء الخارجية العرب اجتماعا في مقر الجامعة العربية الساعة الرابعة بتوقيت القاهرة لاتخاذ قرار في شأن الخطوات المقبلة التي ستتخذها الجامعة في اطار سعيها لحل الازمة في سوريا.
ومن المقرر ان تعقد الجامعة مؤتمرا صحفيا لعرض توصياتها في وقت متأخر من اليوم.
ووفق تصريحات لمسؤولين في الجامعة فان هناك اتجاه على ما يبدو لتمديد عمل المهمة لمدة شهر آخر، وهو ما ترفضه المعارضة السورية التي هددت برفض تقرير الجامعة عن الاوضاع في سوريا.
وقال برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، الموجود في القاهرة حاليا، في تصريحات لبي بي سي الأحد، إن المعارضة ستعقد مؤتمرا صحفيا عقب مؤتمر الجامعة، لعرض ما وصفه بتقرير مواز عن حقيقة الاوضاع في سوريا من وجهة نظر المعارضة.
كما قال ان المعارضة ترفض تمديد عمل بعثة المراقبين بالشروط الراهنة لأن هذا يعد انتحارا حسب قوله، مضيفا ان البعثة تعطي غطاء غير مقبول للنظام السوري للاستمرار في اعمال العنف.
وأضاف غليون ان الجامعة العربية لا تملك الوسائل المناسبة لتطبيق خطة وقف اعمال العنف، وبالتالي فان المعارضة تطالب بتحويل الملف الى مجلس الامن الذي يملك الأدوات المناسبة لذلك وفق قوله.
وكانت المعارضة السورية قد عقدت اجتماعا مع نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية بالأمس، تبادلا فيه وجهات النظر في شأن تقرير بعثة المراقبين كما بحثا أمر البعثة.
وكان المرصد السوري لحقوق الانسان قد اعلن في وقت سابق ان مجموعات منشقة عن الجيش السوري “سيطرت على كافة احياء مدينة دوما” التي تبعد نحو 14 كلم عن مركز العاصمة السورية دمشق.
وقال رئيس المرصد، رامي عبد الرحمن: “سيطرت المجموعات المنشقة على كافة احياء مدينة دوما مساء السبت بعد اشتباكات عنيفة مع قوات الامن السورية”، مضيفا ان الاشتباكات كانت متواصلة حتى وقت متأخر من مساء السبت على مداخل المدينة.
وكان المرصد افاد خلال النهار ان “رجال الامن اطلقوا النار السبت على مشيعين شاركوا في جنازة شخص قتل في دوما الجمعة ما اسفر عن جرح 25 شخصا بينهم اربعة بحالة حرجة”.
لكن المرصد أفاد في وقت لاحق بأن الجرحى الاربعة توفوا متأثرين بجراحهم.
كما نقلت وكالة رويترز عن شاهد عيان في المدينة قوله ان قوات الامن والجيش عزلت المدينة تماما وان الجنود المنشقين نصبوا الحواجز في الشوارع بخلاف المرات السابقة حيث اعتادوا شن هجمات مباغتة ثم التواري.
إلاَّ أن التقارير الواردة من سوريا أكَّدت “أنَّ الجنود المتمردين انسحبوا من دوما بعد ان كانوا قد سيطروا على المنطقة لفترة قصيرة مساء السبت”.
وقال ناشطون حقوقيون إن المسلحين قرروا الانسحاب من المناطق التي سيطروا عليها، خشية شن القوات الحكومية عملية انتقامية واسعة.
وأكَّد الناشط رامي عبد الرحمن أن دوما الآن “باتت خالية تقريبا من قوات الأمن أو المنشقين”.
وفي إدلب قُتل 14 شخصا السبت جرَّاء انفجار قنبلة، كانت مزروعة إلى جانب الطريق، في الحافلة التي كانت تقلُّهم في المحافظة الواقعة شمال غربي البلاد.
وافادت تقارير ان الحافلة كانت تقل سجناء وان الهجوم وقع على الطريق بين مدينة إدلب وقرية المسطومة.
وقالت وكالة انباء سانا الحكومية ان “مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت سيارة تابعة لقوات حفظ النظام تنقل موقوفين بين أريحا وإدلب في منطقة المسطومة ما أدى إلى مقتل 14 وإصابة 26 من الموقوفين”.
لكن نشطاء المعارضة في ادلب قالوا ان الحافلة كانت تقل جثث معتقلين وان البعض منها كانت تحمل اثار تعذيب وان التفجير من تدبير الحكومة.
انشقاقات جديدة
كما اندلعت مواجهات بين جنود منشقين وقوات الامن في بلدة معرة النعمان في محافظة ادلب اسفرت عن مقتل جندي منشق وتسعة من الجنود الحكوميين حسب المرصد السوري.
كما اشار المرصد الى اندلاع مواجهات بين الجيش وجنود منشقين في منطقة جبل الزاوية قرب الحدود التركية دون ورود تفاصيل عما اسفرت عنها هذه المواجهات.