تشهد المناطق التي تتعرض للقصف من قوات النظام السوري وروسيا موجة نزوح جديدة في بيئة جغرافية مكتظة شمال غربيّ سورية. وبلغت قذائف المدفعية الثقيلة أقصى نقطة قرب الجدار الحدودي الفاصل بينها وبين تركيا، فلم يعد يتوافر مكان آمن في المنطقة للهرب من هذا القصف، أو النزوح.
وقال محمد السيد الذي انهار منزل عائلته بسبب القصف لـ”العربي الجديد”: “فاجأنا قصف بلدة دارة عزة لمدة 3 ساعات ليلاً، واستهداف السوق والجامع، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى، فابعدنا النساء والأطفال فوراً منها بعدما كانت أصواتهم مسموعة في كل مكان بسبب الخوف. ونحن نستغرب قصف بلدة مدنية تخلو من مقارّ عسكرية”.
أيضاً، قال الناشط زين الحلبي لـ”العربي الجديد” عن الأوضاع في بلدة ترمانين: “قصفت قوات الأسد البلدة بصواريخ عنقودية سبّبت مقتل خمسة مدنيين وسقوط جرحى، ويبدو جلياً أن القصف هدف إلى إيقاع أكبر عدد من القتلى في البلدة التي تضم نحو 40 ألف شخص، اضطر 15 ألف منهم على الأقل إلى النزوح، ما جعلها شبه فارغة”.
وقال الشاب إبراهيم عرعور الذي أصيب في القصف، لـ”العربي الجديد”: “كنت ذاهباً إلى بيت صديق لي فسقطت في الطريق، وحاولت الابتعاد بسرعة عن مكان القصف”. أما أحمد الذي أصيب أيضاً، فقال لـ”العربي الجديد”: “كنت أسير إلى البيت لإصلاح هاتفي الخلوي، فتعرضت لقصف من طائرة حربية، ووقعت على الأرض، وحين نهضت وبدأت بالركض إلى البيت، أصبت في يدي ورجلي وعند خاصرتي”.
وأكدت مديرية الصحة في إدلب، في بيان أصدرته ليل أمس السبت، أن “قوات النظام السوري والطائرات الحربية الروسية واصلت لليوم الثالث على التوالي قصف مدن وبلدات في محافظة إدلب، ما أدى إلى مقتل 32 مدنياً، وجرح أكثر من 170 معظمهم من النساء والأطفال”.