صحف عالمية..عودة سوريا للجامعة العربية هو نصر للأسد وهزيمة للولايات المتحدة
لعبت كل من السعودية والإمارات دوراً كبيراً في اقناع الدول الرافضة (مصر والأردن والكويت) لعودة سوريا للجامعة العربية، في حين اعتبرت صحيفة أميركية أن ضعف واشنطن أعاد سوريا إلى جامعة الدول العربية، فيما وصف محلل سياسي إن كسر عزلة سوريا الإقليمية رسميا هو نصر دبلوماسي للأسد.
تناولت الصحف العالمية الصادرة اليوم أسباب سعي العرب إلى قبول إعادة سوريا إلى الجامعة العربية.
وفي البداية وتحت العنوان أعلاه تحدثت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية عن موافقة الدول العربية على إعادة قبول سوريا في جامعة الدول العربية بعد أكثر من عقد من تعليق عضويتها في أعقاب حملة القمع الوحشية التي شنها الرئيس بشار الأسد ضد الانتفاضة الشعبية.
وأشارت الصحيفة إلى أن وزراء الخارجية العرب صوّتوا على عودة سوريا بعد ذوبان الجليد في العلاقات بين العواصم العربية ودمشق في الأشهر الأخيرة، مع سلسلة من الزيارات رفيعة المستوى والدبلوماسية بقيادة السعودية التي تركز على كيفية إعادة تعامل المنطقة مع النظام.
وتأتي إعادة القبول – وهي دفعة رمزية للأسد – بعد أن وافقت المملكة العربية السعودية على إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران، أحد أكبر داعمي النظام، في آذار، بحسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين إن بعض الدول – بما في ذلك قطر والكويت والأردن ومصر – عارضت في السابق عودة سوريا إلى الجامعة العرية عندما أثارت الرياض القضية في اجتماع لوزراء الخارجية في جدة الشهر الماضي. ويعتقد المعارضون أن الأسد لم يفعل شيئاً لإعادة تأهيل نفسه منذ أن سحق تمرداً بوحشية بدعم عسكري من إيران وروسيا. ومع ذلك، وافقوا على إعادة قبولها بعد الضغط من قبل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وعلى مدى الأسابيع القليلة الماضية، كان السعوديون والإماراتيون وغيرهم يقنعون المجموعة بالتصويت لصالح إعادة قبول سوريا في جامعة الدول العربية. وقال دبلوماسي إقليمي “وافقت مصر والأردن والكويت في نهاية المطاف”.
وأضافوا أن القطريين، بصفتهم الوحيدين الذين ما زالوا يقاومون، وافقوا في النهاية على الإجماع، معتبرين أن إعادة قبول سوريا في جامعة الدول العربية – التي يعتقد الكثيرون أنها قللت من نفوذها – لم تؤثر على مكانة سوريا في المنطقة.
الضعف الأميركي أعاد سوريا إلى جامعة الدول العربية
في السياق عينه اعتبرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن اتفاق القادة العرب على إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية بعد أكثر من عقد من العزلة، هو دليل على تراجع النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أن إعادة قبول سوريا في الجامعة العربية هو أن السياسات الدولية التي عزلت سوريا أثبتت أنها تأتي بنتائج عكسية مع مرور الوقت، مما يعزز نفوذ إيران.
ولفتت الصحيفة إلى أن سوريا قدمت بعض التنازلات الصغيرة قبل الاجتماع، وكشرط مسبق للقبول، وافقت دمشق الأسبوع الماضي في اجتماع عُقد في عمان، الأردن، على أنه سيتم السماح لألف لاجئ سوري يعيشون حالياً في الأردن بالعودة بأمان إلى ديارهم، بالإضافة إلى أن الحكومة ستتعاون مع الجيران في قمع تهريب المخدرات غير المشروع إلى خارج سوريا، وفقاً لمستشارين في الحكومة السورية ومسؤولين عرب.
ويمثل قرار إعادة قبول سوريا في جامعة الدول العربية، بحسب الصحيفة، رفضاً للمصالح الأميركية في المنطقة ويظهر أن دول الشرق الأوسط بدأت تصيغ سياسات مستقلة عن المخاوف الغربية.
جامعة الدول العربية تعيد قبول سوريا بعد 11 عاما من الغياب
صحيفة عرب نيوز السعودية بدورها قالت أن جامعة الدول العربية، أعادت الأحد، الاعتراف بالنظام السوري، منهية بذلك أكثر من عقد من التعليق، وأمنت عودة الرئيس بشار الأسد إلى الصف العربي بعد سنوات من العزلة.
وقال رئيس الوزراء السوري حسين عرنوس، الأحد، إن سوريا كانت ضحية “حملات التضليل والتشويه التي أطلقها أعداؤنا” منذ 12 عاما.
وقال إن مشاورات الأحد عكست “المكانة المرموقة” التي تحتلها سوريا إقليميا ودوليا.
ودعت وزارة الخارجية السورية إلى “تعاون عربي” و “نهج عربي فاعل وبناء يقوم على الحوار والاحترام المتبادل والمصالح العربية المشتركة”.
وقال المحلل فابريس بالانش، “تم كسر عزلة سوريا الإقليمية رسميا”، واصفاً قرار الأحد بأنه “نصر دبلوماسي” للأسد.
(م ش)