فظائع مشافي النظام السوري: قصة البقاء على قيد الحياة في مشفى تشرين العسكري
المقدمة:
تُعدّ فظائع مشافي النظام السوري، وتحديداً مشفى تشرين العسكري بدمشق، من أبشع الجرائم التي ارتكبها النظام السوري بحق المعتقلين خلال الحرب الأهلية السورية. وقد كشفت العديد من الدراسات والأدلة عن ممارسات التعذيب والقتل والاختفاء التي تمارسها أجهزة الأمن السورية داخل هذه المشافي.
القصة:
في عام 2014، اعتقل الشاب السوري محمود، الذي كان يبلغ من العمر 16 عاماً، بسبب مشاركته في المظاهرات المناهضة للنظام السوري. وبعد تعرضه للتعذيب لمدة عامين، أُفرج عنه في عام 2016، بعدما اضطرت عائلته لدفع أموال طائلة.
في عام 2015، نقل محمود إلى مشفى تشرين العسكري في دمشق، بسبب إصابته بمرض السل. وهناك تعرض للضرب المبرح حتى توقف قلبه، مما دفع السجانين إلى وضعه مع الموتى. وبعد حوالي نصف ساعة، استعاد محمود وعيه، ونجا من الموت بأعجوبة.
يروي محمود قصة بقائه على قيد الحياة قائلاً: “كنت فاقداً للوعي، وشعرت بألم شديد في صدري. ثم بدأت أشعر بشيء يتحرك في جسمي، وشعرت أنني أتنفس. فتحت عيني، ورأيت وجهاً غريباً أمامي. كان أحد السجانين، كان يبكي. قال لي: الحمد لله أنك ما زلت على قيد الحياة”.
وأضاف محمود: “بعد ذلك، نقلوني إلى غرفة أخرى، حيث تلقيت العلاج. لكنني كنت أشعر بالخوف والقلق، لأنني كنت أعلم أن العديد من المعتقلين الذين ينقلون إلى مشفى تشرين لا يعودون”.
الدراسة:
تشير دراسة طويلة أصدرتها “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا” إلى أن مشفى تشرين العسكري يلعب دوراً محورياً في جرائم القتل والتعذيب التي يرتكبها النظام السوري بحق المعتقلين.
وتكشف الدراسة أن المعتقلين الذين ينقلون إلى مشفى تشرين يتعرضون لسلسلة من الإجراءات القاسية، تهدف إلى قتلهم أو إخفاء وفاتهم، ومن بينها:
-
الاحتجاز في “نظارة” مشفى تشرين، وهي غرفة صغيرة مظلمة، حيث يتعرضون للضرب المبرح والقتل.
-
نقلهم إلى “الإسعاف البديل” في المشفى، حيث يتم تزييف أسباب وفاتهم وإخفاءها.
-
تسليم جثثهم إلى المقابر الجماعية، دون أي تقارير طبية أو قانونية.
وبحسب الدراسة، فإن هذه الإجراءات تُطبق بانتظام بحق المعتقلين الذين يعانون من أمراض خطيرة، أو الذين يتم اعتقالهم بسبب نشاطهم السياسي أو المعارض للنظام.
الخاتمة:
تؤكد القصة التي رواها محمود، والدراسة التي أصدرتها “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا”، أن مشفى تشرين العسكري هو جزء من سياسة ممنهجة للقتل والتعذيب التي يمارسها النظام السوري بحق المعتقلين.
وتعد هذه الجرائم انتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني، وتشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.