تحاول تشكيلات سياسية سورية معارضة الاستفادة من الأجواء الإيجابية العربية والإقليمية، الناجمة عن التقارب بين الدول الخليجية من جهة ومصر وتركيا من جهة أخرى، لإعادة الزخم إلى الملف السوري، ودفعه إلى المقدمة من جديد.
وتأمل المعارضة السورية بأن تنجح في كسر حالة الجمود السياسي، من خلال دفع الأطراف العربية إلى محاولة التأثير على الأطراف الدولية، ودفعها إلى تفعيل مسار الحل السياسي وفق القرارات الدولية، وفي مقدمتها بيان “جنيف1” والقرار 2254.
وفي هذا الإطار، كشفت “جبهة السلام والحرية” عن نيتها طرح مبادرة للحل في سوريا، على قطر والسعودية ومصر، بهدف تشكيل مظلة عربية تتكامل مع الدور التركي.
جاء ذلك، على لسان رئيس جبهة السلام والرئيس الأسبق للائتلاف أحمد الجربا خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق، موضحاً أن “الجبهة ستتقدم بالمقترح لهذه الدول الثلاث بسبب تأثيرها وثقلها الإقليمي”.
كذلك، دعا الجربا، الولايات المتحدة وروسيا، باعتبارهما القوتين الكبريين والمؤثرتين الأساسيتين في سوريا، بالإضافة للاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة، إلى تحمل المسؤولية في إنهاء الأزمة السورية وفق القرار 2254، ووفق أهداف وتطلعات الشعب السوري للوصول للحل.
وبخصوص فحوى المبادرة، يؤكد القيادي في جبهة السلام والحرية واصف الزاب أن القرارات الدولية تشكل نقطة أساس المبادرة، والهدف الأساسي دفع هذه الأطراف إلى التنسيق بينها، لصياغة موقف موحد يطالب بتنفيذ القرارات الدولية.
ويؤكد الزاب في حديثه ل”المدن”، أن الأزمة الخليجية السابقة، والقطيعة التي حدثت بين تركيا وأطراف عربية مؤثرة، أثرت سلباً على الملف السوري، نظراً للاختلاف في وجهات النظر بين الأطراف هذه، ويقول: “الآن بعد أن شهدت الأزمة الخليجية انفراجاً كبيراً، وبعد التقارب المصري القطري، والمصري التركي، نعتقد أن الفرصة قد حانت لتحريك الملف السياسي”.
وحسب الزاب، فإن المبادرة في مراحلها الأولى، والعمل عليها بدأ، بحيث يتم التحضير لمجموعة لقاءات، وقال: “لدينا ثقة كاملة بالدور العربي، ولا نشكك بأن الخروج من الأزمة السورية هو الهدف المشترك للأطراف العربية وتركيا، وعلينا كسوريين التنسيق مع هذه الأطراف”.
وحول التنسيق مع الائتلاف بخصوص المبادرة، يشدد الزاب على أن الجبهة لن تدخر الجهد لإنجاح المبادرة، قائلاً: “تضم الجبهة مكونات منضوية في الائتلاف، وهي المجلس الوطني الكردي، والمنظمة الآثورية الديمقراطية، وبطبيعة الحال سيجري التنسيق مع الائتلاف بهذا الصدد”.
لكن عضو الهيئة السياسية في الائتلاف عبد المجيد بركات أكد ل”المدن”، أن جبهة السلام والحرية لم تنسق مع الائتلاف، ولم تضعه في صورة مقترحها أو مبادرتها، مستدركاً: “لكننا مع أي جهد إقليمي ودولي يكون هدفه تطبيق القرارات الدولية، والسير باتجاه عملية سياسية جدية”.
وأضاف بركات أن أي توافق بين الأطراف العربية وتركيا، يقلل من الخلافات الدولية والإقليمية، هو بالنسبة للائتلاف تطور إيجابي، و”نرحب بأي جهد يسعى لتقريب وجهات النظر بما يخص الملف السوري”.
وجبهة السلام والحرية، عبارة عن تحالف سياسي معارض يضم المجلس الوطني الكردي، وتيار الغد السوري الذي يتزعمه الجربا، والمجلس العربي في الجزيرة والفرات، والمنظمة الآثورية الديمقراطية، تم الإعلان عنه في تموز/يوليو 2020.
المدن