أعزاز – خاص
في كلمة ألقاها الدكتور صلاح وانلي، رئيس التجمع الوطني الديمقراطي السوري، خلال مؤتمر “وحدة القرار السوري واستقلاله” في مدينة أعزاز المحررة بتاريخ 10 أغسطس 2024، أعرب عن تقديره للجهود المبذولة في توحيد القوى الوطنية على قاعدة مشتركة من القيم والمبادئ. وشدد على أهمية الوحدة الوطنية لتحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، مؤكدًا أن الثورة السورية تمر بمرحلة حرجة تنبئ بولادة فجر جديد.
وشدد وانلي على أن الثورة السورية تمر بمرحلة حرجة تتطلب تضافر الجهود وتوحيد الرؤى، مؤكداً أن التجمع الوطني يعمل جاهداً على بناء “القبة الوطنية السورية” التي تجمع كافة القوى الوطنية تحت سقف واحد، بهدف بناء دولة مدنية حديثة تحترم حقوق الإنسان وتكفل العيش الكريم لجميع المواطنين.
وقال وانلي: “إن فكرة القبة الوطنية ليست وليدة اللحظة، بل هي نتاج عمل دؤوب بدأ منذ سنوات، وها نحن اليوم نضع حجر الأساس لانطلاقة جديدة نحو مستقبل أفضل لسوريا“.
وأشاد وانلي بالجهود التي بذلت في سبيل تنظيم هذا المؤتمر، معتبراً أنه خطوة مهمة على طريق تحقيق الوحدة الوطنية، مؤكداً أن التجمع الوطني سيبذل كل ما في وسعه لدعم هذه الجهود وتذليل العقبات التي تعترض طريقها.
أبرز النقاط التي جاءت في كلمة الدكتور وانلي:
- التأكيد على أهمية الوحدة الوطنية والعمل المشترك.
- ضرورة التمسك بالقيم والمبادئ الوطنية.
- المرور بمرحلة مخاض عسير تسبق ولادة سوريا الجديدة.
- الإيمان بعدالة القضية وإصرار على تحقيق الحلم الجماهيري.
- بدء العمل على تأسيس التجمع الوطني منذ عام 2012.
- فكرة “القبة الوطنية السورية” كمشروع جامع للقوى الوطنية.
- السعي لبناء دولة مدنية حديثة تحكمها سيادة القانون.
ختاماً، جدد الدكتور وانلي تأكيده على أهمية هذا المؤتمر، معرباً عن أمله في أن يكون بداية مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق بين كافة القوى الوطنية، من أجل بناء سوريا المستقبل التي نطمح إليها جميعاً.
الى نص الكلمة كاملاً.. .
حضرات السيدات والسادة
أعضاء هذا الملتقى الوطني الحر
رفاق الدرب في مسيرة النضال الوطني
يطيب لي أن أتوجه إليكم بخالص الامتنان والتقدير على الجهود الجبارة التي بذلتموها في سبيل تجميع هذه الفسيفساء الوطنية التي جمعت بين مختلف الأطياف والقوى السياسية ، على قاعدة مشتركة من القيم والمبادئ التي تجمعنا. لقد تجسدت اليوم إرادة الشعب السوري العظيم في هذه الفعالية ، حيث تلتقي عزائمكم الراسخة وإرادتكم التي لا تلين لتحقيق الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
في هذا الوقت العصيب، حيث تقطعت السبل بكثيرين وتراجعت همم البعض أمام ثقل المسؤولية، أصررتم على المضي قُدمًا، مُتمسكين براية الحرية والكرامة، التي لطالما كانت مضمدة بدماء الشهداء الأبرار، أولئك الذين قدموا أرواحهم فداءً للوطن.
لقد أثبتم بما لا يدع مجالًا للشك أنكم جديرون بحمل هذه الأمانة الثقيلة، وأن الحقوق التي يدافع عنها رجالٌ ونساءٌ من أمثالكم لا يمكن أن تُهدر أو تُنسى، بل هي حقوقٌ خالدة، تزداد قوة وصلابة مع مرور الزمن.
إن الثورة السورية العظيمة، التي انطلقت منذ ما يزيد على عقدٍ من الزمن، تمر اليوم بمرحلة مخاض عسير، تُنبئ بولادة فجر جديد وأمل متجدد، مهما طال انتظار هذا الأمل.
إن إيماننا الراسخ بعدالة قضيتنا، وإصرارنا على تحقيق الحلم الجماهيري في بناء وطن حر موحد، هو ما يدفعنا للاستمرار في هذه المسيرة الشاقة، والتي نسعى من خلالها إلى تحقيق سوريا جديدة، يتساوى فيها جميع أبنائها تحت راية الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وضمن إطار من المساواة في الحقوق والواجبات أمام القانون.
لقد بدأنا العمل على تأسيس التجمع الوطني الديمقراطي منذ عام 2012، وأُعلن عن تشكيله رسميًا في عام 2013. ومنذ ذلك التاريخ وحتى اليوم، لم ندخر جهدًا في السعي الجاد والدؤوب لتحقيق وحدة الصف بين الكيانات السياسية الوطنية التي تؤمن بسوريا الحرة الموحدة، سوريا التي نتطلع إليها كدولة قائمة على سيادة القانون، ونبذ الاستبداد والفساد بكافة أشكالهما وصورهما.
إن الهدف ليس أن نكون نسخًا كربونية من بعضنا البعض، بل أن نرتقي جميعًا إلى مستوى المسؤولية الوطنية، ونتوحد حول هذه الثوابت والمبادئ التي تجمعنا، وهذا ما تحقق اليوم في اجتماعنا تحت مظلة “القبة الوطنية السورية” (قوس).
رغم أن انطلاقة “قوس” جاءت من خلال ثلاثة كيانات سياسية، وهي:
• ميثاق سوريا الوطني
• التجمع الوطني الديمقراطي
• مجلس دمشق الوطني
إلا أن هذه القبة اليوم تستظل تحتها كتل وطنية أخرى، ذات تاريخ نضالي مشرف، وكل كتلة تضم بدورها العديد من الكيانات والأحرار، الذين تجمعهم رؤية وطنية مشتركة وأهداف سامية.
ومن شركائنا الرئيسيين الذين يجب أن نذكرهم:
• التيار الوطني السوري
• تجمع بنا وطن
• منتدى الحوار الوطني
• الطريق الوطني السوري
• تجمع التوافق الوطني لتحرير سوريا
• مجلس السوريين الأحرار
• التجمع الشعبي لتصحيح المسار
• الهيئة الدولية للتنمية والسلام
• الجالية السورية في رومانيا
وأعتذر سلفًا إذا خانتني الذاكرة في ذكر أحد المكونات، فالقائمة تطول وكل مكون له مكانته ودوره المحوري في مسيرتنا هذه.
السيدات والسادة، حضرات النخب الوطنية،
إن فكرة “القبة الوطنية السورية” (قوس) لم تكن وليدة اللحظة، بل هي نتاج عمل دؤوب بدأ في عام 2021، واستمر حتى وصلنا إلى هذه اللحظة الفارقة في تاريخنا، حيث نضع اليوم، في العاشر من أغسطس عام 2024، حجر الأساس لانطلاقة جديدة نحو العمل السياسي المؤسسي الحر، الذي يهدف إلى بناء دولة مدنية حديثة، تحكمها سيادة القانون، وترتكز على أسس المواطنة الحقيقية والمساواة بين جميع أبنائها ، بعيداً عن حكم العائلة والوراثة التي انتهجها آل الأسد .
إن هذه الانطلاقة لا تمثل نهاية الطريق، بل هي بداية جديدة، نضع من خلالها الأسس لاستقطاب كافة الكفاءات الوطنية، سواء كانت كيانات سياسية أو تيارات فكرية أو أحزابًا أو أفرادًا، ممن يؤمنون بالنهج الوطني، ويرفضون الأفكار والمشاريع الهدامة التي تحمل أجندات فوق وطنية، أو تلك المشاريع العابرة للحدود التي تسعى إلى تقويض أسس الدولة السورية وتهديد وحدتها وسيادتها.
نحن اليوم أمام تحديات كبيرة تستدعي منا أقصى درجات الحكمة والتبصر، فمن الضروري أن نبني هذا الوطن بأيدينا، مستندين إلى قاعدة صلبة من القيم والمبادئ التي لا تقبل المساومة أو التنازل.
إن المعركة اليوم ليست فقط معركة سياسية، بل هي أيضًا معركة فكرية وثقافية، تتطلب منا العمل على تشكيل وعي وطني جامع، يتجاوز الخلافات الضيقة ويضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
إننا ندرك تمامًا أن الوصول إلى سوريا الحرة الموحدة لن يكون سهلًا، ولكننا نؤمن بأن الجهود المتضافرة التي نبذلها اليوم ستثمر غدًا عن وطن تسوده الحرية والعدالة والمساواة. وطنٌ يكون لجميع أبنائه دون تمييز أو تفرقة، وطنٌ يُبنى على أسس مدنية حقيقية، بعيدًا عن الاستبداد والفساد وكل أشكال الطغيان.
وفي الختام، اسمحوا لي أن أجدد شكري وامتناني لكم جميعًا، على هذا العمل الجاد والروح الوطنية العالية التي تتحلون بها.
إن هذا اللقاء ليس إلا خطوة في مسيرة طويلة، نسعى من خلالها إلى تحقيق الأهداف السامية التي وضعناها نصب أعيننا.
وإنني على يقين بأننا، بفضل تماسكنا ووحدتنا، سنصل إلى سوريا الحرة الموحدة، الخالية من الفساد والاستبداد، والخالية من العصابات الخارجية التي جاءت إلى سوريا تحت أي شعار أو مسمى كان.
دمتم بخير وسلامة؛
وإلى اللقاء في سوريا التي نحلم بها، سوريا التي تستحق كل هذه التضحيات، سوريا الحرة الأبية، سوريا المستقبل .