أبدى مسؤول رفيع في الأمم المتحدة قلقه من الوضع الراهن في سوريا، حيث وصفها بأنها تتأرجح على حافة “عاصفة عسكرية وإنسانية واقتصادية”. في حديثه أمام مجلس الأمن الدولي، أشار غير بيدرسن، مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا، إلى العنف المتصاعد في البلاد وتهديد النزاعات المجاورة بالتمدد إليها.
الأثر المتزايد للنزاعات الإقليمية
استنكر بيدرسن تصاعد النزاعات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة في غزة ولبنان، محذرًا من أن هذه الأوضاع يمكن أن تؤثر سلبًا على سوريا. وأوضح أن “حرارة” النزاع الإقليمي يمكن أن تُحس في الأراضي السورية، مما يزيد من المخاوف بشأن إمكانية تفاقم الأوضاع هناك.
الغارات الجوية الإسرائيلية وأثرها على سوريا
مع تزايد الغارات الجوية الإسرائيلية على مواقع حزب الله، قال بيدرسن إن سوريا شهدت في الشهر الماضي حملة من الغارات الإسرائيلية هي الأسرع والأكثر انتشارًا منذ 13 عامًا. هذه الغارات طالت مناطق سكنية، بما في ذلك قلب العاصمة دمشق، مما يشير إلى أن التصعيد العسكري لم يعد مقصورًا على الحدود بل أصبح يطال الداخل السوري.
تصعيد النزاعات الداخلية
تأثرت النزاعات الداخلية في سوريا أيضًا بالتوترات الإقليمية، حيث أشار بيدرسن إلى الهجمات الأخيرة التي شنتها هيئة تحرير الشام على مناطق تحت سيطرة القوات الحكومية. هذا التصعيد في النزاع الداخلي يأتي في الوقت الذي استؤنفت فيه الغارات الجوية الروسية، التي دعمت الحكومة السورية، للمرة الأولى منذ عدة أشهر.
آثار الحرب المستمرة على الشعب السوري
أدى النزاع السوري، الذي بدأ عام 2011 بسبب احتجاجات مناهضة للحكومة، إلى وفاة أكثر من 500 ألف شخص ونزوح ملايين آخرين. ورغم إعلان وقف إطلاق النار في شمال البلاد عام 2020، إلا أنه تم انتهاك هذا الاتفاق بشكل متكرر، مما يزيد من القلق بشأن استمرار الاستقرار في المنطقة.
مخاوف من انهيار اتفاقيات وقف إطلاق النار
حذر بيدرسن من أن التصعيد الإقليمي قد يؤدي إلى انهيار اتفاقيات وقف إطلاق النار التي تم التوصل إليها سابقًا، والتي رغم عدم اكتمالها، ساهمت في توفير تجميدٍ ضروري للجبهات الأمامية في سوريا على مدى السنوات الأربع الماضية.