المقدمة:
تشهد سوريا حاليًا تكثيفًا في الجهود المبذولة من قبل النظام الحاكم لإعطاء انطباع قوي حول انتخابات حزب البعث. يتم ذلك من خلال تعزيز اللقاءات التي يعقدها الرئيس بشار الأسد مع الشخصيات السياسية والحزبية، وتكرار ظهوره العلني للتأكيد على أهمية هذه الانتخابات. يهدف النظام من خلال هذه الحملة الإعلامية إلى الترويج لفكرة وجود تغيير في سلوك النظام والقدرة على إجراء انتخابات شفافة، وذلك في محاولة للتوافق مع المطالب الدولية للحل السياسي في سوريا.
أهداف النظام من الانتخابات:
- الترويج لوجود خطة إصلاحية شاملة: يستخدم النظام هذه الانتخابات كوسيلة لإظهار استعداده للتغيير، ولإعطاء الانطباع بأن هناك خطة إصلاحية شاملة تشمل جميع أجهزة الدولة.
- إظهار النظام كقابل للتغيير: تعتبر هذه الانتخابات فرصة للنظام لإظهار قدرته على التكيف مع المطالب الدولية والإقليمية، والتأكيد على أنه نظام قابل للتغيير والإصلاح.
- التعهد بتحسين الأوضاع المعيشية: تُستخدم هذه الانتخابات كمنصة لتقديم وعود بالإصلاح، خاصة على الصعيد المعيشي، في محاولة لكسب دعم الجماهير.
- إظهار التغيير أمام المجتمع الدولي: يهدف النظام من خلال هذه الانتخابات إلى إظهار استجابته للمطالب الدولية والعربية بتعديل سلوكه السياسي والأمني، وإقناع المجتمع الدولي بقدرته على إدارة شؤون البلاد.
- إرسال رسائل للحاضنة الموالية: تُرسل هذه الانتخابات رسائل للحاضنة الموالية للنظام، مفادها أن الوضع يتجه نحو تحسن في ظل الواقع المعيشي الصعب.
- إظهار الأسد كقائد مفكّر: يسعى الأسد من خلال هذه الانتخابات إلى إظهار نفسه كقائد مفكّر لديه نظرية في الحكم، قادر على إدارة دفة الأمور في سوريا.
تحليل مضمون التقرير:
1. تناقض سلوك النظام مع تصريحاته:
يُشير التقرير إلى تناقض سلوك النظام مع تصريحاته، حيث يُؤكّد على عدم وجود نية حقيقية للتغيير، بينما يُحاول إظهار عكس ذلك من خلال خطابات الأسد وفعالياته. يُقدّم التقرير أمثلة محددة على هذا التناقض، مثل:
- استمرار النظام في ممارسات القمع والاعتقالات التعسفية.
- عدم السماح بحرية التعبير والرأي.
- تغييب دور المؤسسات الديمقراطية.
2. تراجع دور حزب البعث:
يُناقش التقرير تراجع دور حزب البعث في سوريا منذ اندلاع الثورة السورية، واعتراف الأسد بوجود أخطاء أدّت إلى تراجع الحزب وأساءت إلى صورته. يُقدّم التقرير تحليلًا لأسباب هذا التراجع، مثل:
- فقدان الحزب لدعمه الشعبي.
- انتشار الفساد داخل الحزب.
- عجز الحزب عن تلبية احتياجات المواطنين.
3. الأهداف الإعلامية للنظام:
يُناقش التقرير الأهداف الإعلامية للنظام من وراء هذه الانتخابات، مثل:
- محاولة إظهار تغييرات على مستوى القيادات.
- إعطاء ورقة للدول العربية المطبّعة.
- تحسين صورة النظام أمام المجتمع الدولي.
4. عدم وجود نية حقيقية للتغيير:
يُؤكّد التقرير على أن النظام يهدف من خلال هذه الانتخابات إلى إظهار أنه منهمك في ترتيب بيته الداخلي وإصلاحه، بينما لا توجد أي نية حقيقية للتغيير. يُقدّم التقرير أدلة تدعم هذا التأكيد، مثل:
- استمرار النظام في ممارساته القمعية.
- عدم وجود أي إصلاحات جوهرية على الأرض.
- تركيز النظام على الشكل دون المضمون.
5. ضغوط المجتمع الدولي:
يشير التقرير إلى ضغوط المجتمع الدولي نحو إجراء انتخابات نزيهة في سوريا وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254، ولهذا يريد النظام