اسطنبول ، 7 يونيو 2024
هل تنجح الوساطة العراقية في إعادة العلاقات بين تركيا والنظام السوري؟: تحليل العقبات والفرص
تشهد المنطقة تطورات دبلوماسية هامة، حيث برزت الوساطة العراقية بين تركيا والنظام السوري كأحد أبرز الملفات المطروحة على الساحة السياسية.
تحليل للعقبات والفرص التي تواجه هذه الوساطة، مع تفصيل أوسع للعوامل المؤثرة ووجهات النظر المختلفة، مع مراعاة المعايير الاحترافية لكتابة المقال الصحفي.
في ظلّ التوترات المتزايدة بين تركيا والنظام السوري، برزت الوساطة العراقية كأمل لإعادة العلاقات بين البلدين إلى مسارها الطبيعي.
تُعدّ هذه الوساطة حلاًّ دبلوماسيًا هامًا لمعالجة الأزمات في المنطقة، لكنّها تواجه تحديات كبيرة وتُثير تساؤلات حول مدى إمكانية نجاحها.
تواجه الوساطة العراقية العديد من العقبات، منها:
الاشتراطات المتبادلة: تُطرح شروط متضاربة من قبل كل من تركيا والنظام السوري، ممّا يُعيق إحراز تقدم في المفاوضات.
تشترط دمشق أن تبادر تركيا إلى سحب قواتها من شمالي سوريا.
في المقابل، تطرح تركيا دائماً فكرة انتخاب سلطة جديدة وضبط الحدود التركية السورية قبل التفكير بانسحاب القوات التركية.
- الخلافات حول الحل السياسي: تختلف رؤى تركيا والنظام السوري حول الحل السياسي في سوريا، ممّا يُشكل عقبة أمام التوصل إلى تفاهم مشترك.
- تنظر تركيا إلى الحل السياسي على أنه بوابة لإعادة الاستقرار في سوريا، لأنه سينتج سلطة جديدة مقبولة من الشعب.
بالمقابل، يتمسك النظام دائماً بطرح إنهاء أنقرة لعلاقاتها مع المعارضة السورية والتعامل معه بصفته السلطة الحاكمة للبلاد. التوازنات الإقليمية: تتطلب الوساطة العراقية تنازلات من إيران، بما في ذلك وقف دعمها لحزب العمال الكردستاني، والتخفيف من نفوذها في سوريا.
تدعم إيران فكرة توسط العراق لإنهاء القطيعة بين تركيا والنظام السوري، على أمل تعزيز التنسيق المشترك بين أنقرة وبغداد ودمشق، لكن من دون زيادة تركيا لنفوذها في العراق أو سوريا، بل الاعتماد أكثر على سلطتي بغداد ودمشق في معالجة المخاوف الأمنية التركية.
وحتى إن وافقت إيران على الجهود العراقية الهادفة لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، لا تكفي وحدها، حيث سيترتب على إيران تقديم تنازلات للجانب التركي في حال رغبت طهران بإنجاح المسار فعلاً. الحسابات الانتخابية التركية: قد تُؤثّر الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة على مسار الوساطة، حيث قد تفضل تركيا تأجيل القرارات الاستراتيجية حتى الانتخابات.
في حال عادت اللقاءات بين الجانبين، ستعود إلى الواجهة مرة أخرى الاشتراطات المتبادلة بين الجانبين.
وبحسب ما علمه موقع “تلفزيون سوريا” من مصادر متابعة لمسار المباحثات التركية مع النظام السوري، فإن تركيا تنظر إلى الحل السياسي على أنه بوابة لإعادة الاستقرار في سوريا، لأنه سينتج سلطة جديدة مقبولة من الشعب. - صحيح أن تركيا ونظام الأسد لا يمتلكان أرضية مشتركة كبيرة لتطبيع العلاقات بينهما، لكن مصالحهما تتوافق بما يكفي لتطبيق بعض المساومات والتسويات لحدودهما المشتركة
- تحليل الفرص:على الرغم من التحديات، تلوح في الأفق بعض الفرص التي قد تُساهم في نجاح الوساطة:
-
على الرغم من التحديات، تلوح في الأفق بعض الفرص التي قد تُساهم في نجاح الوساطة:
الحاجة المشتركة للاستقرار: تسعى جميع الأطراف إلى الاستقرار في المنطقة، ما قد يدفعها للتنازل عن بعض مواقفها. تُعاني المنطقة من صراعات وحروب منذ سنوات، وتُدرك جميع الأطراف أن الاستقرار هو ضروري للتنمية والازدهار.
المصالح الاقتصادية: يمكن أن تُشكل المصالح الاقتصادية المشتركة دافعًا للتعاون بين تركيا والنظام السوري. تُعاني سوريا من أزمة اقتصادية حادة، بينما تُمثّل تركيا سوقًا مهمة لمنتجاتها. التعاون الاقتصادي بين البلدين يمكن أن يُساهم في تحسين أوضاعهما.