في يوم القضاء على العنف ضد المرأة، الذي يصادف 25 تشرين الثاني من كل عام، أكدت الأمم المتحدة أن العنف ضد النساء يشكل واقعاً مأساوياً مستمراً في سوريا، يتجلى في شكل إساءة جسدية وجنسية ونفسية واقتصادية.
تفاصيل التقرير
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن النساء والفتيات في سوريا يواجهن قيوداً على الحركة، وغالباً ما يتم استبعادهن من فرص العمل والحصول على المساعدات الحيوية.
وأضافت أن العنف ضد النساء تفاقم بسبب الآثار المركبة للأزمة الطويلة الأمد والنزوح والتدهور الاقتصادي.
الأرقام والإحصائيات
وبحسب تقرير الأمم المتحدة، فإن أكثر من سبعة ملايين شخص، غالبيتهم الساحقة من النساء والفتيات، يحتاجون حالياً إلى خدمات العنف القائم على النوع الاجتماعي في سوريا.
وذكرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن ما لا يقل عن 28926 أنثى قد قتلنَ في سوريا منذ آذار 2011، 117 منهن تحت التعذيب، و11203 إناث لا يزلن قيد الاعتقال/الاحتجاز، إضافةً إلى 11541 حادثة عنف جنسي استهدفت الإناث، مشيراً إلى أن معظم الانتهاكات كانت على يد النظام السوري.
التوصيات
ودعت الأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراءات فورية لوقف العنف ضد النساء في سوريا، وتوفير الحماية للنساء والفتيات من جميع أشكال العنف.
آثار العنف ضد النساء على المجتمع السوري
يشكل العنف ضد النساء في سوريا تهديدًا خطيرًا للمجتمع السوري ككل، حيث يؤدي إلى تفاقم الفقر والبطالة والنزاعات، ويؤثر سلبًا على الصحة العقلية والجسدية للنساء والفتيات.
يُعد العنف ضد النساء أحد الأسباب الرئيسية للفقر والبطالة في سوريا، حيث يؤدي إلى حرمان النساء من فرص العمل والتعليم والرعاية الصحية، مما يدفعهن إلى اللجوء إلى العمل غير الرسمي أو أشكال بديلة للدخل، والتي غالبًا ما تكون منخفضة الأجر وذات ظروف عمل غير آمنة.
كما يُعد العنف ضد النساء أحد أسباب النزاعات المسلحة في سوريا، حيث يساهم في خلق أجواء من الاستياء وعدم الاستقرار، ويدفع النساء والفتيات إلى المشاركة في النزاعات المسلحة، إما كضحايا أو كفاعلات.
وأخيرًا، يؤثر العنف ضد النساء سلبًا على الصحة العقلية والجسدية للنساء والفتيات، حيث يؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب والقلق والاضطرابات النفسية الأخرى، كما يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية والسكري، فضلًا عن كونه أحد الأسباب الرئيسية للانتحار.
التوصيات الجديدة:
إضافة إلى التوصيات السابقة، اقترحت الأمم المتحدة في تقريرها أيضًا ما يلي:
- تعزيز التعاون الدولي لمكافحة العنف ضد النساء في سوريا.
- دعم جهود المنظمات غير الحكومية العاملة في مجال مكافحة العنف ضد النساء في سوريا.
- تمكين النساء والفتيات من المشاركة في العملية السياسية السورية.
خاتمة
إن العنف ضد النساء في سوريا هو جريمة حرب وانتهاك لحقوق الإنسان، ويجب على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات فورية لوقفه وحماية النساء والفتيات من جميع أشكال العنف.