تشمل العقوبات الامريكية المصارف السورية
العقوبات الامريكية ضد سورية تشمل سلسلة كبيرة من السلع والمنتجات الامريكية والمنتجات والسلع التي تنتجها الدول الاخرى وتدخل فيها مكونات امريكية تزيد نسبتها فيها عن 10 بالمائة باستثناء المنتجات الغذائية والادوية، فكيف تأثرت سورية بهذه العقوبات؟
شركة الطيران السورية التي تراجع عدد طائراتها الصالحة للطيران الى 3 فقط بسبب رفض واشنطن اعطاء شركة بوينج تراخيص تصدير قطع تبديل لطائرات البوينج التي تمتلكها سورية.
وقد بلغ اجمالي عدد الطائرات التي خرجت عن الخدمة 16 طائرة خلال السنوات الماضية بسبب هذا الحظر.
وترفض شركة ايرباص الاوروبية بيع طائرات لسورية لان نسبة المكونات الامريكية فيها تزيد على 10 بالمائة.
كما تشمل قائمة الحظر قطاع تقنية المعلومات حيث يمنع تصدير اجهزة الكمبيوتر الى سورية لان اغلب هذه الاجهزة تشمل معالجات من انتاج امريكي.
ويقول عبدالغني العطار الذي يستورد أجهزة كومبيوتر “آي بي أم” إن العقوبات أضرت كثيرا بأعماله.
ويضيف أن العقوبات “أثرت على برامج أجهزة الكومبيوتر المحمولة، ومن الناحية الفنية ليس مسموحا باستيراد هذه المنتجات مباشرة، وعلينا الحصول عليها من طرف ثالث”.
وقد تأثر قطاع الاعمال بهذا الحظر بشدة مما اجبر المستوردين السوريين الى الالتفاف على هذه العقوبات واستيراد هذه الاجهزة من مصادر اخرى.
كما يحظر على المؤسسات المالية الامريكية التعامل مع البنوك والمصارف السورية اذ يمنع تحويل الاموال الى المصارف السورية وخاصة المصرف التجاري السوري الذي تمتلكه الدولة.
التعليق على الصورة،
تراجع عدد طائرات الركاب السورية الى ثلاث
لكن سامي مبيض الذي يرأس تحرير مجلة “فورورد” الصادرة باللغة الإنجليزية والموالية للحكومة ان هذه العقوبات “فشلت في ارغام الحكومة السورية على تغيير سياساتها لكنها نجحت في تشويه صورة الولايات المتحدة في سورية”.
ليس من الصعوبة الحصول مثلا على الهواتف المحمولة في سورية لكن اسعار بعضها تبلغ ثلاثة اضعاف سعرها في الولايات المتحدة لانها تستورد من دول اخرى غير الولايات المتحدة.
ورغم اعلان ادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما عن نيتها فتح باب الحوار مع سورية والتخلي عن سياسة العزل التي اتبعها سلفه جورج بوش لكن العقوبات المفروضة على سورية ما زالت قائمة.
ولا يتوقع ان يرفع الكونجرس هذه العقوبات في الظروف الحالية لانها قوانين اصدرها الكونجرس خلال السنوات الماضية ما لم يتوصل البلدان الى تفاهم على القضايا الخلافية الكيبرة بينهما وهو ما يبدو مستبعدا حاليا.
قضايا شائكة
تريد الولايات المتحدة من سورية تغيير تحالفاتها خصوصا مع إيران ودعمها للجماعات المسلحة التي تصنفها واشنطن على أنها “منظمات إرهابية” مثل حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية التي يقيم أحد قادتها، خالد مشعل، في دمشق. لكن الحكومة السورية تعتبر حماس وحزب الله حركات مقاومة مشروعة ضد إسرائيل.
ويبدو ان موقف دمشق من الاوضاع في العراق ولبنان لم يعد مصدر قلق كبير لدى واشنطن كما كان خلال الفترة الماضية.
ورغم وجود فجوة في علاقات البلدين الا انهما يسيران في اتجاه بناء مزيد من الجسور بينهما حيث قام الموفد الامريكي للسلام في الشرق الاوسط جورج ميتشل بثلاث زيارات الى دمشق حتى الان.
ويرى مدير قسم الشرق الاوسط في مجموعة الازمات الدولية بيتر هارلينج ان علاقات البلدين ستتحسن لكنه سيكون بطيئا.
ويضيف ان استمرار الحوار بينهما سوف يؤدي الى تقوية هذه العلاقة مما يمكنها في النهاية امتلاك الشجاعة للتصدي للازمات التي تمر بها المنطقة.
المصدر- BBC News عربي