التبضيع والتطبيع العربي مع النظام السوري
التطبيع هو عودة العلاقات بين الدول الى سابق عهدها وكأن شيئا لم يكن؟ والتبضيع لغة هو جري الدمع في العين دون خروجه، وشعبيا هو شراء بعض الأغراض تلبية لحاجات مطلوبة، وبالنظر إلى التحرك والحراك نحو دمشق، يظهر أن الدول التي تقوم بهذه المبادرات والتحركات، تنطلق من مصالح بلادها أو من اسس دولية و خارجيه، و لكلٍ له هدفه، وله مصلحته، فأغلب دول الخليج تريد إبعاد النظام عن ايران وكأنه إن ابتعد عن ايران لم يعد هناك مشكله، مع أن المشكله الأساس ليست ايران، المشكلة هي مشكلة نظام مستبد وظالم، أما الجانب التركي منطلقه هي الانتخابات بغض النظر عن الذي سيحققه هذا التحرك، ولكن هو ينطلق ليس من مصلحه الشعب السوري ولكن من مصالح داخليه.
واضح تماما أن الحركه القائمة هي التطبيع السياسي مع النظام خارجيا، وهناك اهمال شبه كامل للتطبيع الأهم وهو التطبيع الاجتماعي، التطبيع الداخلي؟ بمعنى من المعاني كيف ستكون علاقه النظام مع الشعب ما هو مصير الالاف بل الملايين الذين عارضوا هذا النظام وثاروا عليه، هل ستطبق نقاط عنان ويكون هناك حريه للرأي وحريه للإعلام، و وجود معارضه حقيقية يمكن لها أن تنتقد وتقول ما تشاء ضد النظام شأنها شأن كل الدول الديمقراطيه، وليس الديمقراطيه العريقة بل مثل لبنان، وقبل هذا المطلب هل ستحقق العدالة وتأخذ الناس حقها، دماء الشهداء، التعويضات عن السجون، التعويضات المالية،وما يرتبط بها من إنشاء نظام جديد سياسي و عدلي و أمني و اقتصادي.
وفي هذا السياق هل سيطبق القرار 2254 وما يحتويه من مسار سياسي نص على النقاط التي يمكن أن تؤسس لسوريا جديده ونرى عملية سياسية جادة ه وشامله في البلد، اذ الجميع يرفع هذا القرار كعنوان للحل السياسي، وعمر القرار ثمان أعوام خلت وهو يتحدث عن حل خلال اشهر، وفي السياق ايضا لماذا تغيب المعارضة و قوى الثورة عن المشهد؟ وتنوب عنها دول إقليمية ومع الأسف حتى دول اقليمية أخرى في قائمة المتفرجين، وهذا إن دل على شيء يدل على عدم تبلور أي خطة للحل و السياسية المتبعة ليست تطبيع و لا تبضيع إنما جس نبض وتبادل و إبلاغ الرسائل، والايقاعات شعب ما يزال في الماساة.
في يوم ذكرى انطلاق الثوره ليس مهما الكثره و ليس مهما أن نخرج بتظاهرات كبرى لعدم امكانية ذلك، المهم أن يعاد التذكير بأهداف الثوره التي هي أهداف وطموحات شعب في الحرية والكرامة والعدالة، وأن تقوم المجموعات التي ستحتفل بهذه الذكرى كتابة اللافتات التي تتناسب وأهداف وطموحات الشعب التي تم تجاهلها ويتجاهلونها حتى يعرف كل من يذهب باتجاه التطبيع مع النظام أن الحسابات الشعببية موجودة.