تحركات عسكرية مكثفة في السويداء تثير قلقاً دولياً وتحذيرات من استهداف المتظاهرين السلميين
أعرب مسؤولون غربيون عن قلقهم من احتمالات التصعيد العسكري في السويداء، حيث استقدمت القوات النظامية السورية تعزيزات كبيرة إلى المحافظة. وأكد مسؤول في وزارة الخارجية الأمريكية لقناة “تلفزيون سوريا” أن الولايات المتحدة تدين أي استخدام مفرط للعنف ضد المحتجين السلميين في السويداء، مجدداً دعم بلاده لحق السوريين في التجمع السلمي وحرية التعبير.
بدوره، شدد المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي، لويس ميغيل بوينو، على ضرورة تجنب النظام السوري تكرار أخطاء الماضي واستخدام العنف ضد المتظاهرين. وأضاف أن السوريين يجب أن يتمتعوا بحق الاحتجاج السلمي، مؤكداً متابعة الاتحاد الأوروبي للأوضاع في السويداء، مع إدانة أي إجراءات قمعية. وقال بوينو في تصريح خاص: “نحث جميع الأطراف على ضبط النفس وتجنب العنف”.
الاتحاد الأوروبي يجدد التزامه بدعم المطالب السلمية للشعب السوري
وأضاف بوينو أن الاتحاد الأوروبي مستمر في مساندة مطالب الشعب السوري نحو السلام والكرامة والعدالة، فضلاً عن تأكيد حقهم في التجمع السلمي وحرية التعبير. وأوضح أن الاتحاد يرى أن الحل السياسي بقيادة سورية، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، هو السبيل الوحيد القابل للتنفيذ، مشيراً إلى التزام الاتحاد بالعمل مع حلفائه والأمم المتحدة لتحقيق هذا القرار.
وأوضح بوينو أن الاتحاد الأوروبي لا يعتزم التطبيع مع النظام السوري أو رفع العقوبات عنه، ولا المشاركة في إعادة إعمار البلاد، ما لم يلتزم النظام بعملية سياسية جادة ضمن إطار القرار الأممي.
الشيخ حكمت الهجري يحذر من التصعيد في السويداء
في السياق ذاته، حذر الشيخ حكمت الهجري، الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في السويداء، من تبعات التصعيد العسكري في المحافظة. وجاء في بيان أصدره الشيخ الهجري، أمس الاثنين، “نحذر جميع الأطراف من اللجوء إلى أي تصرفات تصعيدية أو تحريضية أو ممارسات مؤذية، ونحمّلهم كامل المسؤولية عن أي نتائج قد تترتب عن هذه التصرفات”.
وأكد الشيخ الهجري على أن “الإرادة الشعبية الوطنية لن تقبل بأي محاولات قمعية أو فساد”، مضيفاً “نحن متمسكون بحقوقنا ولا تنازل عن الأسس، ولكل موقف رجاله”.
تعزيزات عسكرية مكثفة للنظام السوري في السويداء
وفي تطور لافت، استقدمت القوات النظامية السورية خلال الأيام الماضية تعزيزات عسكرية كبيرة إلى السويداء، حيث تمركزت في الثكنات العسكرية والفروع الأمنية بالمدينة. ووفقاً لمصادر محلية، وصلت يوم الأحد الماضي نحو 50 مركبة، شملت دبابات وآليات مدرعة ومركبات مزودة برشاشات، إضافة إلى حافلات نقل تقل مئات الجنود، من دمشق إلى مطار خلخلة العسكري شمالي السويداء.
وأثارت هذه التحركات مخاوف واسعة لدى الأهالي في السويداء من احتمالية شنّ حملة عسكرية تستهدف المحافظة رداً على الاحتجاجات الشعبية التي تطالب منذ ثمانية أشهر بإسقاط النظام.