يخشى بعض المسافرين القيام برحلة بحرية بسبب العديد من الأخبار الزائفة أو الشائعات التي تصاحب هذه الرحلات، من ضمنها “الإصابة بدوار البحر” ورهاب الأماكن المغلقة أو “الأماكن المفتوحة”، ولا عجب من أن هذه الأفكار لها تأثير كبير في خيارات السياح.
فبحسب دراسة لموقع “كروز كريتيك” Cruisecritic البريطاني، يساور القلق ما بين 20% إلى 25% من المسافرين حيال الرحلات البحرية نتيجة لهذه الأفكار المنتشرة على نطاق واسع.
صحيح أن إمكانية الإصابة بدوار البحر ليست مستبعدة بحسب خبراء في السياحة البحرية، لكن تناول بعض المضادات والأدوية قبل انطلاق الرحلة يساعد في تخطي هذه الأفكار، والاستمتاع بكم هائل من النشاطات الاستثنائية.
فالترويج للرحلات البحرية توسّع تدريجا بعد جائحة فيروس كورونا، خاصة أن المسافرين بدأوا يبحثون عن تجارب جديدة بعيدة من السياحة التقليدية، كما أن السفر على متن السفن الكبيرة يكتنز العديد من المزايا. ولذا، إن كنتم تفكرون برحلة بحرية، إليكم ما توفره.
(الأناضول)
قيمة كبيرة
تقدم الرحلات البحرية برامج قيّمة، خاصة أن مقارنة أسعارها بتكاليف أي رحلة تقليدية لا تضاهى، حيث تشمل تقريبا الرحلة كل ما تحتاج إليه من طعام وإقامة وترفيه مستمر وتنقل بين وجهات السفر.
بالأرقام، تُعد الرحلة البحرية أرخص بكثير من أي رحلة عادية، حيث تتطلب الإقامة اليومية للسائح على متن رحلة بحرية ما بين 100 و150 دولارا، وهي تكلفة أقل من مجرد تناول عشاء في أحد المطاعم، حتى إن تكلفة الإقامة في الفندق أو المنتجع السياحي تتطلب ما بين 200 و300 دولار. ولذا، فمن الناحية المادية، تُعد الرحلة البحرية مناسبة جدا.
أضف إلى ذلك، ففي العديد من خطوط الإبحار، يمكنكم اصطحاب الأطفال مجانا، وبالتالي فهي خيار مناسب للعائلات بالدرجة الأولى، حتى للذين يبحثون عن قضاء عطلة عيد الميلاد أو الاحتفال بذكرى زواجهم أو قضاء شهر العسل، فهم يجدون أن التكاليف المنخفضة نسبيا مناسبة جدا لميزانيتهم.
تعدّد مجالات الترفيه
سبب آخر يشجع على الإبحار يتعلق بفكرة التنوّع داخل الرحلة لناحية النشاطات الترفيهية والفنية والغنائية التي تناسب جميع الأعمار والأذواق.
وتجمع الرحلات البحرية خيارات متعددة تناسب الكبار والصغار، ولذا فهي عادة ما تجمع أجيالا مختلفة على متنها. فعلى سبيل المثال، يمكن لمحبّي الموسيقى الاستمتاع بحفلات موسيقية حية متنوعة طوال الوقت، سواء حفلات الموسيقى الراقصة أو الكلاسيكية أو الفنية، مع وجود عدد كبير من الفرق العالمية، فيما الأطفال يمكنهم قضاء اليوم على المنزلقات المائية ومشاهدة العروض الحية للدلافين والأسماك وغيرها، أو حتى مشاهدة أحدث أفلام السينما.
أما النساء، فإن الفرصة أمامهن للترويح عن أنفسهن من خلال التوجه إلى المنتجعات الصحية المنتشرة داخل السفن الكبرى التي يقدم العديد منها خدمات صحية وطبية، إضافة إلى دروس تتعلق بممارسة رياضة التأمل واليوغا.
كذا، فإن محبي الطعام سيكونون على موعد ليس فقط لتذوّق أشهى المأكولات، ولكن أيضا، يمكنهم الاستمتاع بدروس الطهي التي يقدمها كبار الطهاة حول العالم، والتقاط الصور التذكارية معهم.
وجهات متعددة في رحلة واحدة
لعل أهم الأسباب التي تدفع العديد من الناس للتفكير في رحلة بحرية يكمن في زيارة عدد كبير من المناطق والعواصم في ترحال واحد. فعادة ما ترسو السفن خلال النهار في عواصم ومناطق سياحية، من قبرص إلى تركيا ومالطا أو حتى دول أوروبا، كالجزر اليونانية، وحتى في منطقة الكاريبي. ويمثل هكذا مسار فرصة رائعة لاكتشاف أكثر من منطقة خلال فترة قصيرة.
والمعروف أن الباخرة عادة ما ترسو لمدة لا تقل عن 12 ساعة، وهو ما يمنحكم فرصة فريدة لمعاينة هذه الوجهات المثيرة وشراء الهدايا التذكارية أو تناول أطعمة مختلفة.
ومن مميزات السفر بالرحلات البحرية أنه بمجرد الانتهاء من استكشاف منطقة ما، يمكنكم الجلوس والاسترخاء وترك القيادة للقبطان قبل أن تستيقظ في وجهة جديدة ومثيرة. وفي هذا النوع من الرحلات، تفرغ الأمتعة مرة واحدة ويأخذك فندقك العائم من مدينة إلى أخرى أو من جزيرة إلى أُخرى.
ثقافات عديدة
قد يكون من الصعب تكوين صداقات وعلاقات في حياتنا اليومية بحكم الروتين وضغط العمل وما إلى ذلك، لكن في الرحلات البحرية، فإن هذه المهمة تصبح أكثر سهولة واستمتاعا، حيث يتجمع الكثير من الجنسيات لتشكل فرصة مناسبة جدا للتعرف على مختلف الثقافات والعادات التي يحملها الركاب معهم.
وبحسب “كروز كريتيك”، عادة ما تجمع الرحلة البحرية ما لا يقل عن 20 جنسية، بما يعني أن أمامكم فرصة للتعرّف على تقاليد متنوعة.
يبدأ التعرّف على الأشخاص قبل الانطلاق في الرحلة، إذ يوفر القيمون على الرحلات البحرية آلية الاتصال بين المسافرين الراغبين في التعرف على بعضهم البعض.
فعلى سبيل المثال هناك الكثير من الأهل الطامحين لإيجاد أصدقاء لأولادهم في الرحلة، ويمكنهم قبل الانطلاق التعرف على بعضهم البعض من خلال غرف الدردشة الخاصة أو تبادل أرقام الهاتف أو الاشتراك في المجموعات الخاصة على وسائل التواصل الاجتماعي.
أما على متن الباخرة، فالفرصة واسعة جدا لتكوين صداقات، إذ يلتقي السياح بأشخاص على مائدة العشاء أو قاعة الموسيقى أو في جوار حمام السباحة، فيتبادلون أطراف الحديث وقد يصبحون فيما بعد أصدقاء دائمين.