يشهد شمال غرب سوريا حالة من التوتر والاحتجاجات المتصاعدة ضدّ زعيم “هيئة تحرير الشام” أبو محمد الجولاني. وتواجه هيمنة الجولاني على المنطقة تحدّياتٍ كبيرة، بينما يسعى إلى تهدئة الاحتجاجات من خلال تقديم تنازلات وإصلاحاتٍ هيكلية في أجهزة الإدارة والحكم.
تصريحات الجولاني ومواقفه:
- عدم التمسك بالسلطة:
أكد الجولاني خلال اجتماعه مع فعاليات محلية عدم تمسكه بالسلطة، ودعا إلى التوافق على شخصية أخرى لإدارة المنطقة. وقال: “ليس هناك خلاف على السلطة في إدلب وتستطيعون أن تتفقوا على شخص بنسبة 60 أو 70 بالمائة وأنا معكم”.
- تحذير من تجاوز “الخطوط الحمراء”:
في الوقت نفسه، حذر الجولاني من تجاوز “الخطوط الحمراء” وطلب من المتظاهرين وقف احتجاجاتهم. وقال: “إذا تدخّلنا لحماية المحرر سنتدخل بشكل شديد”.
- الإنجازات الاقتصادية والأمنية:
تحدث الجولاني عن “بنية اقتصادية ناشئة” في المنطقة، مع معدل نمو يصل إلى 20% سنويًا. وزعم أن الأمن ازداد بعد القضاء على نسبة كبيرة من المخلين بالأمن.
- تجاوز مرحلة الفصائل:
أشار الجولاني إلى تجاوز مرحلة الفصائل وإزاحتها عن إدارة الشأن العام. وقال: “تجاوزنا مرحلة الفصائل وأزحناها عن إدارة الشأن العام، بما جعل المناخ مهيأ لإنشاء حكومة مستقلة في المنطقة”.
الإصلاحات الهيكلية:
- إعادة تشكيل جهاز الأمن العام:
أكد الجولاني على إعادة تشكيل جهاز الأمن العام ودمجه بوزارة الداخلية في “حكومة الإنقاذ”. وتهدف هذه الخطوة إلى معالجة الانتقادات الموجهة للأجهزة الأمنية، خاصةً فيما يتعلق باعتقالاتٍ اعتبرها البعض تعسفية.
- تشكيل مجالس جديدة:
دعا الجولاني إلى انتخابات لمجلس الشورى العام وإعادة النظر في القانون الانتخابي. كما تمّ الاتفاق على تشكيل مجلس استشاري أعلى من أهل الرأي والاختصاص، وديوان المظالم والمحاسبة، وجهاز رقابي أعلى.
التحليل:
- مساعٍ لتهدئة الاحتجاجات:
تُظهر خطوات الجولاني رغبةً في تهدئة الاحتجاجات والحفاظ على سيطرته على المنطقة. وتُشير تنازلاته إلى ضغوطٍ كبيرة يواجهها من قبل الشارع.
- مصداقية التصريحات موضع تساؤل:
تثير تصريحات الجولاني حول الأمن والاقتصاد تساؤلات حول مصداقيتها، خاصةً في ظلّ تدهور الأوضاع المعيشية وانتشار الفساد.
- تحديات تطبيق الإصلاحات:
تواجه وعود الجولاني بتشكيل مجالس جديدة تحدياتٍ في التنفيذ. ويعتمد نجاح هذه الإصلاحات على مدى مشاركة الأهالي والشرائح المختلفة في صنع القرار.
- مصير الاحتجاجات مرهونٌ بالتنفيذ:
يبقى مصير الاحتجاجات مرهونًا بتنفيذ وعود الجولاني على أرض الواقع. ويُمكن أن تُؤدّي أيّ خيبة أمل إلى تصاعد الاحتجاجات بشكلٍ أكبر.
الخاتمة:
يواجه الجولاني تحدياتٍ كبيرة في ظلّ تصاعد الاحتجاجات ضدّه. وتبقى الأيام القادمة حاسمة لتحديد مسار الأمور في شمال غرب سوريا. ويعتمد استقرار المنطقة على قدرة الجولاني على تحقيق التوازن بين مصالحه الشخصية ومطالب الشارع.