في خطوة أمنية مهمة، تمكنت السلطات الألمانية من ضبط أكبر كمية مخدرات من نوع كبتاغون في تاريخ البلاد، بلغت 461 كيلوغراماً، بقيمة 64.5 مليون دولار أميركي.
وبحسب التحقيق، فإن المخدرات كانت مخبأة في سبع عبوات في أسطوانات، وشحنت إلى المملكة العربية السعودية.
وأسفرت التحقيقات عن اعتقال أربعة سوريين مشتبه بهم، تتراوح أعمارهم بين 33 و45 عاماً، كانوا ينشطون في ألمانيا والنمسا.
وتأتي هذه العملية بعد يومين من إعلان الجيش الأردني عن التصدي لمجموعات مسلحة حاولت التسلل من الأراضي السورية إلى الأراضي الأردنية، حيث أسفرت العملية عن مقتل وإصابة عدد من المهربين، واعتقال تسعة آخرين، بالإضافة إلى ضبط كميات كبيرة من المخدرات والأسلحة الأوتوماتيكية والصواريخ.
ويشير ذلك إلى أن تهريب المخدرات من سوريا إلى أوروبا بات يشكل تهديداً خطيراً للأمن الإقليمي.
التفاصيل
بدأت التحقيقات عندما عثرت الجمارك الألمانية على 32 كيلوغراماً من الكبتاغون مخبأة في شموع معطرة في شحنتين من الطرود إلى المملكة العربية السعودية.
وخلال التحقيقات، تمكنت السلطات الألمانية من تحديد هوية المشتبه بهم، الذين يقيمون في مدينتي إسن وآخن الألمانيتين، وفي مدينة فيينا النمساوية.
وبناءً على هذه المعلومات، قامت قوات من مكتب التحقيقات الجمركية في مدينة إسن غربي ألمانيا، بتفتيش شقق المشتبه بهم ومرائبهم.
وفي مستودع المرآب الذي استأجرته مجموعة الجناة، عثرت قوات المباحث على حقيبة تحتوي على 48 كيلوغراماً من أقراص الكبتاغون، بالإضافة إلى منصات تحتوي على 16 طناً من الرمال، كان يوجد تحتها 324 كيلوغراماً أخرى من أقراص الكبتاغون مخبأة في أكياس.
وبحسب المحققين، فإن المخدرات كانت موجهة إلى المملكة العربية السعودية، حيث تعتبر سوقاً رائجة للكبتاغون.
التحليل
تشير الكمية الكبيرة من المخدرات التي ضبطتها السلطات الألمانية إلى أن عمليات التهريب منظمة ومخطط لها بعناية.
وتعد ألمانيا وجهة رئيسية لتجارة المخدرات في أوروبا، حيث تنشط فيها عصابات الجريمة المنظمة.
وعادة ما يتم تهريب المخدرات من سوريا إلى أوروبا عبر طريقين رئيسيين:
- الطريق الأول عبر البر، حيث يتم نقل المخدرات عبر الحدود السورية الأردنية أو السورية التركية. وتعتبر هذه الطريقة الأكثر شيوعاً، حيث يتم نقل المخدرات عبر الشاحنات أو الحافلات أو السيارات.
- الطريق الثاني عبر البحر، حيث يتم نقل المخدرات عبر السفن من الموانئ السورية إلى الموانئ الأوروبية. وتعتبر هذه الطريقة أقل شيوعاً، حيث تتطلب تجهيزات خاصة، مثل سفن ذات حمولة كبيرة.
ويتم إخفاء المخدرات في شحنات مختلفة، مثل الملابس والمواد الغذائية والأثاث، أو يتم إخفاؤها في حاويات كبيرة.
آثار محتملة لضبط المخدرات
بالإضافة إلى الآثار التي ذكرتها في المقال الأصلي، يمكن أن يؤدي ضبط هذه الكمية الكبيرة من المخدرات إلى الآثار التالية:
- يمكن أن يؤدي إلى انخفاض العرض من المخدرات في السوق السوداء، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعارها. وهذا يمكن أن يحد من الطلب على المخدرات، وبالتالي الحد من الآثار السلبية لها على المجتمع.
- يمكن أن يؤدي إلى إضعاف قدرة عصابات الجريمة المنظمة على تمويل أنشطتها الإجرامية. وهذا يمكن أن يؤدي إلى انخفاض معدلات الجريمة في المنطقة.
- يمكن أن يرسل رسالة قوية إلى مهربي المخدرات بأن السلطات الألمانية لن تتساهل معهم. وهذا يمكن أن يردع الآخرين عن التهريب.