((يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي))
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، وعيونٍ تذرفُ دموعَ الفقدِ، ينعى التجمعُ الوطنيُ الديمقراطيُ السوري للشعبِ السوريِّ الحرِّ الكريم فقيدَ الوطن، رائدَ الفضاءِ البطل، اللواءَ محمدَ فارس، الذي وافتهُ المنيةُ بعدَ صراعٍ مريرٍ مع المرضِ في أحدِ مستشفياتِ مدينةِ غازي عنتابِ التركية، تاركاً خلفَهُ إرثاً حافلاً بالإنجازاتِ والتضحياتِ في سبيلِ الوطنِ والحريةِ.
لقد فقدنا برحيلِ اللواءِ فارسَ قامةً وطنيةً عظيمةً، وعلماً من أعلامِ الثورةِ السوريةِ المباركةِ، الذي كرّسَ حياتهِ للدفاعِ عن حريةِ وكرامةِ شعبهِ، ولم يترددْ في التضحيةِ بكلّ غالٍ ونفيسٍ من أجلِ تحقيقِ حلمِ سوريا الحرةِ الديمقراطيةِ.
فقد كان اللواءُ فارسُ مثالاً يُحتذى به في الشجاعةِ والإيثارِ، ورمزاً للصبرِ والجلدِ في وجهِ الشدائدِ، وداعيةً للوحدةِ والتآخي بين أبناءِ الوطنِ. قادَ معاركَ ة “الكلمة “التحريرِ ضدّ نظامِ الاستبدادِ ببسالةٍ واقتدارٍ، ورسّخَ اسمهُ كرمزٍ للبطولةِ والتضحيةِ في ذاكرةِ التاريخِ.
إنّ رحيلَ اللواءِ فارسَ خسارةٌ فادحةٌ لا تُعوّضُ، لكنّ مآثرهُ البطوليةَ وتضحياتهِ الجسيمةَ ستظلُّ خالدةً في ذاكرةِ كلّ سوريٍّ حرٍّ، وستبقى مصدرَ إلهامٍ ودافعٍ نحو تحقيقِ النصرِ النهائيِّ.
وإذ نعزي أنفسَنا وأسرةَ الفقيدِ الكريمةَ والشعبَ السوريَّ الحرَّ برحيلهِ، فإنّنا نؤكّدُ على التمسكِ بالثوابتِ والمبادئِ التي ناضلَ من أجلها اللواءُ فارسُ، وسنواصلُ السيرَ على دربهِ حتى تحقيقِ النصرِ النهائيِّ وإسقاطِ نظامِ الأسدِ المجرمِ.
نسألُ اللهَ تعالى أن يتغمدهُ بواسعِ رحمتهِ وأن يلهمَ أهلهُ وذويهِ الصبرَ والسلوانَ، وأن ينعمَ بجناتِ النعيمِ الخالدةِ
ولد في حلب في 26 مايو 1951. يعد محمد فارس أول رائد فضاء سوري صعد للفضاء ضمن برنامج الفضاء السوفييتي في مركبة الفضاء سويوز للمحطة الفضائية مير في تاريخ 22 تموز عام 1987 مع اثنين من رواد الفضاء الروس ضمن برنامج للتعاون في مجال الفضاء بين سوريا والاتحاد السوفيتي.
كرمه الاتحاد السوفييتي بعدة أوسمة لإنجازاته القيمة كوسام بطل الاتحاد السوفييتي
في 30 تموز 1987 ووسام لينين.
إنا للهِ وإنا إليهِ راجعونَ
التجمعُ الوطنيُ الديمقراطيُ السوريُّ
20 أبريل 2024