- ملخص تنفيذي :
تعيين مبعوث خاص لسوريا: تعمل المفوضية الأوروبية على تعيين مبعوث خاص بناءً على طلب ثماني دول أوروبية لإعادة تقييم سياسة الاتحاد تجاه سوريا. - مراجعة السياسات: يسعى الاتحاد الأوروبي إلى تحسين الاستثمار وتشجيع العودة الطوعية، دون تطبيع العلاقات مع النظام السوري.
- غياب المناطق الآمنة: تؤكد المفوضية الأوروبية عدم توفر مناطق آمنة حاليًا في سوريا للعودة.
- هدف المبعوث: سيتولى المبعوث توحيد مواقف دول الاتحاد وتعزيز التواصل مع الأطراف الإقليمية والدولية.
- النزوح الأخير: تسبب التصعيد العسكري الإسرائيلي في لبنان بنزوح آلاف السوريين إلى سوريا.
-
الإعلان الرسمي
في تصريح رسمي صدر يوم الإثنين، أكدت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نبيلة مصرالي، أن رئيس المفوضية الأوروبية جوزيب بوريل ينظر حاليًا في تعيين مبعوث خاص لسوريا. ورغم الطلبات المتزايدة للإفصاح عن مزيد من التفاصيل، اكتفت مصرالي بالقول إن هذا التعيين “عملية مستمرة” ولم تقدم مزيدًا من المعلومات.
-
اجتماع قادة الاتحاد الأوروبي ومطالب إيطاليا
جاء هذا الإعلان بعد اجتماع لقادة الاتحاد الأوروبي الذي نُظم مؤخرًا لمناقشة الوضع في سوريا، حيث أجرى رئيس الوزراء الإيطالي جورجيا ميلوني مشاورات مع قادة دول أوروبية متقاربة الرؤى في محاولة لإعادة النظر في استراتيجية التعامل مع سوريا،
والدفع نحو عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.
تطالب إيطاليا بإعادة صياغة سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه سوريا، معبرة عن استيائها من استمرار الحرب الأهلية التي اندلعت منذ أكثر من 13 عامًا وأودت بحياة أكثر من نصف مليون شخص، وتسببت في نزوح حوالي 12 مليونًا آخرين.
بعد اجتماع زعماء الاتحاد الأوروبي بشأن سوريا، دعت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني إلى إعادة اللاجئين ومراجعة سياسة الاتحاد.
-
دراسة لتحسين “المعايير التشغيلية” وزيادة الاستثمار في سوريا.
أفادت تقارير إعلامية بأن المفوضية الأوروبية – وهي الذراع التنفيذي للاتحاد – تدرس حاليًا إمكانية تعديل “المعايير التشغيلية” في سوريا، بغرض تشجيع العودة الطوعية للسوريين إلى ديارهم وزيادة الاستثمارات. ومع ذلك، تستبعد المفوضية بشكل قاطع إعادة العلاقات الطبيعية مع نظام الرئيس بشار الأسد، حيث جرى قطع العلاقات الدبلوماسية منذ بداية الحرب الأهلية في 2011.
-
تزايد الدعوات لعودة اللاجئين وسط انعدام المناطق الآمنة
فيما تتعالى الأصوات داخل العواصم الأوروبية للمطالبة بما يُسمى “العودة الطوعية”، تكرر المفوضية الأوروبية تأكيدها على عدم توفر مناطق آمنة داخل سوريا. وعلى الرغم من انخفاض وتيرة القتال، إلا أن الأراضي السورية ما تزال غير مستقرة؛ حيث لا تزال الحكومة السورية خارج سيطرتها على حوالي ثلث البلاد، ما يجعل العودة محفوفة بالمخاطر.
-
مشروع مهمة تقصي الحقائق بقيادة براغ
طرحت فكرة إرسال بعثة لتقصي الحقائق إلى سوريا بقيادة الحكومة التشيكية لتقييم إمكانية إنشاء مناطق آمنة داخل البلاد، إلا أن هذا المشروع وُضع قيد الانتظار بسبب تدهور الأوضاع الأمنية وتزايد أعمال العنف. كانت قبرص قد أبدت رغبتها في المشاركة بهذه المهمة، إلى جانب دول أخرى مثل اليونان والنمسا وسلوفينيا وكرواتيا وسلوفاكيا،
التي تسعى للضغط على الاتحاد الأوروبي لإعادة تقييم موقفه تجاه سوريا.
-
دعوات لتعزيز التواصل في الأراضي السورية.
ذكرت وثيقة غير رسمية نقلتها صحيفة “بوليتيكو” أن “التغيرات في الظروف الحالية تتطلب تكثيف التواصل على الأرض”، وذلك في إشارة إلى أهمية تعزيز التعاون الميداني مع جهات دولية ومحلية داخل سوريا. ويبدو أن التغيير الذي تشهده المنطقة قد يتطلب التواصل المباشر مع الأطراف المتعددة لإيجاد حل للأزمة السورية.
-
رؤية الدول الأوروبية لتعيين المبعوث الخاص.
في وثيقة غير رسمية أخرى أعدتها الدول الأوروبية الثمانية خلال يوليو/تموز الماضي، اقترحت هذه الدول أن يكون المبعوث الخاص نقطة اتصال رئيسية بين الاتحاد الأوروبي ودول الشرق الأوسط، بما في ذلك دول الخليج. كذلك، يهدف هذا المبعوث إلى فتح قنوات اتصال مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، إلى جانب الأمم المتحدة والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، لتعزيز التعاون في الملف السوري.
وتأمل الدول الأوروبية من هذا المبعوث أن يسهم في الحد من التباين في الرؤى داخل الاتحاد الأوروبي تجاه دمشق؛ حيث تسعى بعض الدول لإعادة التواصل معها، بينما ترفض دول أخرى هذه الفكرة تمامًا.
-
تصريحات الخبراء حول ضرورة التحرك
أكدت كيلي بيتيلو، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن الاتحاد الأوروبي يسعى من خلال هذا المبعوث الخاص إلى تحقيق توافق أوسع ضمن الاتحاد بشأن سوريا. وعلقت بيتيلو على الوضع قائلةً: “تزايد التدهور في الأوضاع داخل المنطقة يجعل الانتظار خيارًا غير ممكن، وهناك شعور متزايد بضرورة التدخل الفوري لمنع تفاقم الأوضاع”، مضيفةً أن الوقت أصبح ملحًا للعمل على هذه الجبهة.
قالت كيلي بيتيلو، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، إن الاتحاد الأوروبي يريد أن يعمل المبعوث الخاص على خلق إجماع أوسع نطاقاً من هذه الدفعة الأولية
-
الاتحاد الأوروبي يعزز شبكة مبعوثيه الخاصين
يجدر بالذكر أن الاتحاد الأوروبي لديه حاليًا عشرة مبعوثين خاصين، كان آخرهم لويجي دي مايو الذي تم تعيينه ممثلاً خاصًا للخليج في يونيو 2023. ويعكس هذا التوجه رغبة الاتحاد في تعزيز التواصل الدبلوماسي مع مناطق الصراع الساخنة، بما في ذلك سوريا، نظرًا لتداعياتها المباشرة على أوروبا، خاصة في ملف الهجرة.
-
الواقع الحالي للاجئين السوريين ومخاطر العودة إلى سوريا.
أظهر أحدث استطلاع أجرته الأمم المتحدة حول اللاجئين السوريين أن نسبة قليلة فقط تبلغ حوالي 1% من السوريين المقيمين في الخارج يفكرون في العودة إلى سوريا في العام المقبل. ويعزو اللاجئون ذلك إلى عدة أسباب، من بينها مخاطر التعرض للاعتقال التعسفي أو التجنيد الإجباري، إضافة إلى الوضع الاقتصادي المتدهور الذي يعاني منه معظم السوريين، حيث يعيش أكثر من 90% من السكان تحت خط الفقر في ظل التضخم المتصاعد.
-
تأثير العمليات العسكرية الإسرائيلية على النزوح.
تسببت العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة في جنوب لبنان في موجة جديدة من النزوح بين السوريين المقيمين هناك. وبحسب إحصاءات الأمم المتحدة، عبر
أكثر من 250 ألف شخص، بينهم نسبة عالية من السوريين تقدر بـ70%، الحدود من لبنان إلى سوريا هربًا من القصف.
وقد أعادت هذه الأزمة تسليط الضوء على هشاشة الأوضاع الأمنية للاجئين السوريين في لبنان ومدى حاجتهم إلى حماية دولية فعالة تضمن سلامتهم.
أظهر أحدث استطلاع للأمم المتحدة حول اللاجئين السوريين أن حوالي 1% فقط من المشاركين قالوا إنهم يعتزمون العودة إلى سوريا في العام المقبل. ويتعرض العائدون لخطر الاعتقال التعسفي أو التجنيد القسري. وتعاني البلاد أيضاً من أزمة اقتصادية خانقة. ويعيش أكثر من 90 في المائة من السكان تحت خط الفقر.
تسببت الحملة العسكرية الإسرائيلية الأخيرة ضد لبنان في موجة جديدة من النزوح بين السوريين الذين فروا إلى لبنان خلال العقد الماضي. وعبر أكثر من 250 ألف شخص، بما في ذلك 70% من السوريين، من لبنان إلى سوريا هرباً من القصف الإسرائيلي في الأسابيع الماضية، وفقاً للأمم المتحدة
يشهد الاتحاد الأوروبي اليوم ضغوطًا متزايدة لإيجاد حل عملي ومستدام لأزمة اللاجئين السوريين، خاصة في ظل تدهور الوضع الأمني في المنطقة وعدم وجود أفق واضح لإنهاء الحرب في سوريا. ويأتي قرار تعيين مبعوث خاص لسوريا كخطوة مهمة نحو إعادة تقييم سياسة الاتحاد الأوروبي تجاه هذا الملف الشائك، حيث يتوقع من المبعوث تعزيز التواصل مع الأطراف المختلفة وتمهيد الطريق أمام عودة طوعية وآمنة للاجئين السوريين.
يبقى التحدي الأكبر في التنسيق بين الدول الأوروبية لضمان موقف موحد وفعال في التعامل مع الحكومة السورية، وكذلك في الاستجابة لاحتياجات اللاجئين الأساسية وتحقيق استقرارهم إقليميًا، بما يضمن الكرامة والأمان لجميع الأطراف المعنية.
المراجع .thenationalnews