تراجع وتوجه نحو الحوار
ملخص تنفيذي
- إردوغان والأسد: رئيس تركيا، رجب طيب إردوغان، أعلن استعداده لإعادة العلاقات مع سوريا استجابةً لتصريحات الرئيس السوري بشار الأسد.
- تحركات تركية: تأتي خطوات تركيا في إطار حملة إقليمية لتطبيع العلاقات، مع تشديد على ضرورة تقدم في مجالات محددة مثل مكافحة الإرهاب وعودة اللاجئين.
- عقبات التطبيع: الوجود العسكري التركي في شمال سوريا يعتبر عائقاً رئيسياً أمام تحقيق تقدم في التطبيع، حيث تصف دمشق هذا الوجود بأنه “احتلال”.
- المبادرات الدبلوماسية: شهدت الفترة الأخيرة تحركات دبلوماسية مع مشاركة روسية مكثفة، ومن المتوقع لقاء بين إردوغان وبوتين لبحث العلاقات الثنائية والتطورات في سوريا.
- المعارضة التركية: أعرب زعيم المعارضة التركية عن استعداده للوساطة بين الأسد وإردوغان لتحقيق حل لمشكلة اللاجئين وتعزيز الحوار السياسي.
المخاطر على الثورة السورية في حال المصالحة:
- تأثير على مصير اللاجئين: قد يؤدي التقارب بين إردوغان والأسد إلى ضغوط على اللاجئين السوريين في تركيا للعودة إلى سوريا دون ضمانات كافية لسلامتهم وأمنهم.
- تقويض الجهود الثورية: يمكن أن يرى بعض المعارضين السوريين التصالح بين الأسد وإردوغان كخيانة للقضية الثورية وتقويضًا للجهود التي بذلت لمواجهة نظام الأسد.
- تعزيز السيطرة الأسدية: قد يمنح التقارب السياسي بين تركيا وسوريا دعمًا دوليًا وإقليميًا للنظام السوري، مما يزيد من قوته ويساهم في استقراره الداخلي وسيطرته على المزيد من الأراضي.
- المصالحة بين الأسد وإردوغان تحمل فرصًا للتقدم في بعض الجوانب السياسية والاقتصادية لصالح نظام الاسد ، لكنها تشكل أيضًا تهديدًا للحركة الثورية السورية ولمصير اللاجئين واستقلالية الثورة السورية المستمرة.
أفاد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، بأنه لا يوجد مبرر لعدم إقامة علاقات دبلوماسية بين تركيا وسوريا، مما جاء كرد إيجابي على تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد حول الاستعداد للتعاون مع كافة المبادرات لتطبيع العلاقات مع أنقرة.
تصريحات إيجابيةفي رده على استفسارات الصحافيين في إسطنبول اليوم الجمعة، أشار إردوغان إلى أن تصريحات الأسد خلال لقائه مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي، ألكسندر لافرنتييف في دمشق الأربعاء، كانت “إيجابية” بخصوص تركيا.
تطوير العلاقاتأردف إردوغان: “سنعمل على تحسين العلاقات مع سوريا، كما فعلنا سابقاً. لقد التقينا سابقاً مع الأسد على مستويات عائلية، ولا يوجد مانع لحدوث ذلك مجدداً”. وأضاف: “لا نملك أي نية للتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا”، مشيراً إلى الروابط القوية بين الشعبين التركي والسوري الذين “يعيشان جنباً إلى جنب كأخوة”.
حملة إقليميةبعد قطع العلاقات مع سوريا في عام 2011 ودعمها للمعارضة ضد نظام الأسد، نفذت تركيا عدة عمليات عسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية التي تراها مرتبطة بحزب العمال الكردستاني وتهدد أمنها القومي، وأقامت منطقة آمنة في شمال سوريا تتواجد فيها قوات تركية حالياً.
جهود إقليمية لتطبيع العلاقاتتركيا تسعى الآن في إطار حملة إقليمية لتطبيع علاقاتها مع دول الخليج، وتقول إنها قد تعيد علاقاتها مع دمشق إذا تحقق تقدم في مكافحة الإرهاب، وتأمين العودة الطوعية لملايين اللاجئين السوريين في تركيا، والتقدم في المسار السياسي، وفقًا لموقع الجزيرة نت.
شروط سوريامن جانبه، يؤكد المسؤولون السوريون أن أي تحركات نحو تطبيع العلاقات مع تركيا تتطلب موافقة أنقرة على سحب قواتها من شمال غرب سوريا، الذي تسيطر عليه المعارضة.
محادثات مخابراتيةفي أبريل 2023، أجرى مديرو مخابرات إيران وروسيا وسوريا وتركيا محادثات تهدف إلى إعادة بناء العلاقات بين أنقرة ودمشق بعد سنوات من العداء.
انفتاح دمشقأعلن بشار الأسد أن دمشق منفتحة على جميع المبادرات المتعلقة بالعلاقة مع تركيا، شريطة احترام سيادة سوريا على كامل أراضيها ومحاربة الإرهاب.
دعم روسيأكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي، ألكسندر لافرنتييف، دعم بلاده لمبادرات تحسين العلاقات بين سوريا وتركيا، معتبراً أن الوقت الحالي هو الأنسب لنجاح الوساطات، مشدداً على استعداد روسيا لدفع المفاوضات لتحقيق عودة العلاقات بين الدولتين.
تحرك دبلوماسيوفقًا لصحيفة الشرق الأوسط، التحرك الروسي والتصريحات المتقاطعة بين أنقرة ودمشق بشأن استئناف محادثات التطبيع المتوقفة منذ يونيو 2023، جاءت قبل لقاء مرتقب بين إردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون في أستانا في 3 و4 يوليو المقبل.
ملفات هامةوزير الخارجية التركي هاكان فيدان الذي التقى بوتين في موسكو في 11 يونيو، أكد أن الملف السوري بجميع أبعاده سيكون على جدول أعمال لقاء إردوغان وبوتين.
زيارة موسكووأوضح إردوغان أن فيدان ناقش بالتفصيل خلال زيارته إلى موسكو للمشاركة في اجتماعات وزراء خارجية مجموعة بريكس+ مع الرئيس بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف، موضوع الانتخابات في مناطق الإدارة الذاتية الكردية في شمال وشمال شرقي سوريا، والتي تأجلت من يونيو إلى أغسطس المقبل.
تنسيق تركي روسيبعد لقاء هاكان مع الرئيس الروسي، شهدت الأيام التالية حراكاً دبلوماسياً مكثفاً، مما يشير إلى إحياء التنسيق التركي-الروسي. هذا التنسيق يشمل إعادة تسيير الدوريات المشتركة على الخطوط الفاصلة بين مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ومنطقة “نبع السلام” التي تسيطر عليها القوات التركية وفصائل “الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا، وكذلك التحرك المشترك لفتح معبر “أبو الزندين” في ريف الباب بين مناطق سيطرة الجيش السوري ومنطقتي “درع الفرات” و”غصن الزيتون” الخاضعتين لسيطرة “الجيش الوطني” بدعم من القوات التركية.
تصعيد في إدلبوفي منطقة “خفض التصعيد” في إدلب، المعروفة باتفاق “بوتين – إردوغان”، شهدت الأسابيع الماضية تصعيداً عسكرياً من جانب القوات السورية بدعم جوي روسي. ورد الجيش التركي بإرسال تعزيزات مكثفة لنقاطه في المنطقة.
معوقات التطبيععلى الرغم من تصريحات الأسد بشأن التعاطي الإيجابي مع مبادرات تطبيع العلاقات مع تركيا، فإن التصريحات لم تعكس تراجعاً عن موقف دمشق المتعلق بضرورة انسحاب تركيا من شمال سوريا. تعتبر دمشق الوجود العسكري التركي “احتلالاً”، وتربط تقدم محادثات التطبيع بسحب تركيا لقواتها من الشمال السوري، وهو ما ترفضه أنقرة حالياً بسبب اعتقادها أن الجيش السوري غير قادر على السيطرة على الحدود.
إشارات تركية إيجابيةأظهرت تركيا سابقاً مؤشرات على عدم رغبتها في البقاء إلى ما لا نهاية في شمال سوريا، وربطت انسحابها بالتوصل إلى تسوية سياسية شاملة، والانتهاء من وضع الدستور وإجراء الانتخابات، مع التأكد من قدرة الجيش السوري على بسط سيطرته على الحدود مع تركيا.
دعم المعارضة التركيةأبدت أنقرة استعدادها للمصالحة بين الحكومة السورية والمعارضة، عبر تصريحات لوزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الذي اعتبر وقف الصراع بين الجيش السوري وفصائل المعارضة إنجازاً رئيسياً لتركيا وروسيا، وحث دمشق على الاستفادة من هذا الإنجاز لتحقيق تسوية سياسية للأزمة.
تصريحات مندوب تركياأكد مندوب تركيا الدائم لدى الأمم المتحدة، أحمد يلدز، خلال جلسة لمجلس الأمن حول الوضع الإنساني في سوريا، على ضرورة اعتراف جميع الأطراف السورية بخطورة الوضع، وتحقيق “إجماع وطني حقيقي” وتسوية سياسية على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254.
موقف المعارضة التركيةأبدى زعيم المعارضة التركية، رئيس “حزب الشعب الجمهوري” أوزغور أوزيل، استعداده للتوسط بين الأسد وإردوغان للجلوس معاً على طاولة المفاوضات. وقال أوزيل في مقابلة تلفزيونية، إنه سيذهب للقاء الأسد إذا استدعى الأمر، من أجل حل مشكلة اللاجئين وفتح قنوات الحوار بين سوريا وتركيا. وأضاف: “نعمل على ذلك، وسنعلن عن التطورات الإيجابية عندما يحين وقتها. سنذهب ونلتقي بالرئيس الأسد وننقل له طلبنا الواضح بالجلوس إلى الطاولة مع تركيا”.
أوضح أوزيل: “إذا أحرزنا أي تقدم بشأن قضية الأسد غداً أو بعد غد، فسوف أطلب موعداً مع الرئيس إردوغان، وإذا لزم الأمر، سأتوسط في الاجتماع بين الأسد وإردوغان، طالما أن هناك مقعداً لنا على الطاولة”.