بيروت: تتجه العلاقات بين لبنان والنظام السوري نحو منعطف جديد، محورها ملف اللاجئين السوريين. فبعد سنوات من الجمود، بدأت تتبلور رؤية مشتركة بين مختلف القوى السياسية اللبنانية حول ضرورة التواصل مع دمشق لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية.
جذور الأزمة وتباينات حول الحلول:
يعود ملف اللاجئين السوريين إلى عام 2011، مع اندلاع الثورة السورية التي خلّفت مئات الآلاف الشهداء والمصابين والملايين من النازحين نتيجة لعنف مافيا الأسد و دمويته. لجأ العديد من السوريين إلى لبنان هربًا من الحرب والدمار، ليجدوا أنفسهم في ظروف معيشية صعبة.
لطالما شكل ملف عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم حجر عثرة في طريق تطبيع العلاقات بين لبنان وسوريا. وتباينت الآراء حول أسباب تعثر هذا المسار، ففي حين يرى البعض أن “الحصار” الغربي على سوريا هو السبب، يتهم آخرون دمشق بوضع العراقيل أمام عودة اللاجئين.
مسار جديد نحو تعويم الأسد وتقاطعات إقليمية:
يُنظر إلى هذا التوافق اللبناني حول ملف اللاجئين كجزء من مسار عربي أوسع يهدف إلى إعادة تعويم نظام الأسد، دوليًا وعربيًا. ويُعتقد أن دمشق تسعى لاستخدام مسألة عودة اللاجئين لتحسين صورتها الدولية وإعادة تطبيع العلاقات مع الدول العربية.
مواقف لبنانية وأوروبية متقاطعة:
يدعو لبنان إلى إعادة التواصل مع دمشق، ويحظى هذا الموقف بدعم من دول أوروبية تسعى لإيجاد حلول لأزمة اللاجئين. وتفكر بعض الدول الأوروبية في إنشاء مناطق آمنة في سوريا لإعادة اللاجئين إليها.
للمرة الأولى منذ بدء الأزمة السورية، يتقاطع موقف المعارضة اللبنانية مع موقف الموالاة حول ضرورة التواصل مع دمشق لحل ملف اللاجئين. ويأتي ذلك بعد حادثة اختطاف باسكال سليمان والتنسيق الأمني والعسكري بين لبنان وسوريا.
عقدة العودة ومسؤولية دولية مشتركة:
على الرغم من الاتفاق اللبناني على ضرورة عودة اللاجئين، لا تزال العديد من العقبات تعترض هذا المسار. ففي ظل استمرار الحرب في سوريا، لا يزال الوضع الأمني غير مستقر، مما يجعل عودة اللاجئين غير آمنة.
لا تقتصر مسؤولية حل أزمة اللاجئين على لبنان ونظام الأسد والمعارضة السورية فقط، بل هي مسؤولية دولية مشتركة. وتدعو العديد من المنظمات الدولية إلى تقديم الدعم المادي واللوجستي للبلدين لتمكينهم من إعادة اللاجئين بكرامة.
رحلة طويلة نحو الاستقرار:
إن رحلة عودة اللاجئين إلى سوريا ستكون طويلة وشاقة. وتتطلب هذه الرحلة جهودًا مشتركة من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني.
مستقبل العلاقات اللبنانية السورية: آمال وتحديات
هل ستشهد العلاقات اللبنانية ونظام الآسد, طي صفحة الماضي الأليم وبداية جديدة مبنية على التعاون ؟
آمال عريضة:
يُعلق الكثيرون في لبنان آمالًا عريضة على هذا التقارب الجديد، معتقدين أنه سيُساهم في حل العديد من المشكلات التي يعاني منها لبنان، على رأسها أزمة اللاجئين السوريين.
عودة اللاجئين:
يُعدّ ملف عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم من أهم القضايا التي ستُناقش في إطار التقارب اللبناني السوري.
تتجه العلاقات اللبنانية السورية نحو منعطف جديد، محورها ملف اللاجئين السوريين. فبعد سنوات من الجمود، بدأت تتبلور رؤية مشتركة بين مختلف القوى السياسية اللبنانية حول ضرورة التواصل مع دمشق لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية.
يُعلق الكثيرون في لبنان آمالًا عريضة على هذا التقارب الجديد، معتقدين أنه سيُساهم في حل العديد من المشكلات التي يعاني منها لبنان، على رأسها أزمة اللاجئين السوريين.
عودة اللاجئين: رحلة محفوفة بالتحديات
التحديات:
- الوضع الأمني في سوريا: لا تزال العديد من المناطق في سوريا غير آمنة، مما يجعل عودة اللاجئين أمرًا صعبًا ومُخاطَرًا.
- الموقف الدولي: لا تزال بعض الدول الغربية تُعارض عودة اللاجئين إلى سوريا، خوفًا من تعرضهم للاضطهاد.
- الظروف الاقتصادية: يعاني لبنان وسوريا من أزمات اقتصادية صعبة، مما قد يُعيق قدرتهما على توفير احتياجات اللاجئين العائدين.
- الموقف الإيراني: تُثير عودة اللاجئين مخاوف بعض الدول العربية والغربية من تعزيز النفوذ الإيراني في سوريا.
يُمثل الوضع الأمني المُضطرب في سوريا عقبةً كبيرةً أمام عودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم. وتتطلب هذه الأزمة الإنسانية حلولًا دولية جادة تُساهم في خلق بيئة آمنة تُمكّن اللاجئين من العودة إلى سوريا بكرامة.