مؤتمر بروكسل: دعم سخي للنازحين السوريين وجهات تصفه بـ”المسيس”
بوريل يشدد على ضرورة مضاعفة المجتمع جهوده للضغط على “النظام” لوقف انتهاكات حقوق الإنسان
عبد الحليم سليمان
تعهد المانحون الدوليون بتقديم نحو 9.6 مليار يورو (10.3 مليار دولار) لدعم السوريين والمجتمعات المضيفة في مؤتمر بروكسل السابع الذي عقد على مدى يومي الأربعاء والخميس.
وتصدر الاتحاد الأوروبي قائمة المانحين، ومن ثم ألمانيا تلتها الولايات المتحدة وذلك من بين نحو 30 دولة وجهة مانحة، ويتوزع المبلغ المتعهد بتقديمه من قبل المانحين على شكل منح وقروض لبرامج دعم اللاجئين والمجتمعات المضيفة إضافة إلى التعافي المبكر.
وشارك في النسخة السابعة من مؤتمر بروكسل نحو 57 دولة وعشرات المنظمات الدولية والأممية وممثلو منظمات المجتمع المدني والإنساني في الداخل السوري لا سيما العاملة في المناطق الخارجة عن سيطرة حكومة دمشق.
تشديد تجاه دمشق
المؤتمر رافقه تجديد لمواقف الاتحاد الأوروبي والدول المشاركة فيه تجاه الأزمة السورية، إذ أعلن جوزيب بوريل ممثل الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد سيستمر في فرض العقوبات على دمشق ولن يقيم علاقات دبلوماسية مع السلطات السورية، كما شدد بوريل على ضرورة مضاعفة المجتمع الدولي بأسره جهوده للضغط على النظام السوري لوقف انتهاكات حقوق الإنسان وانتهاكات القانون الإنساني الدولي، والتزام حوار سياسي يفضي إلى حل سياسي بما يتماشى مع قرار مجلس الأمن 2254 وبدعم كامل للمبعوث الخاص غير بيدرسون، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي سيواصل دعم جميع السوريين واللاجئين والدول المضيفة حتى يتم التوصل إلى حل سياسي دائم وشامل.
كما أعلنت وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للأمن المدني والديمقراطية وحقوق الإنسان عزرا زيا التي مثلت بلادها في المؤتمر، عن ثبات الولايات المتحدة في التزامها تجاه الشعب السوري، وحثت المانحين الآخرين على زيادة مساهماتهم استجابة للأزمة السورية التي “تواجه تحديات شديدة بسبب سنوات من الحرب والإرهاب والكوارث الطبيعية”. وأكدت أهمية “الوصول الإنساني غير المقيد” إلى مختلف أرجاء سوريا، وحثت مجلس الأمن الدولي على إعادة تفويض المساعدات الأممية العابرة للحدود باتجاه سوريا في شهر يوليو (تموز) المقبل، وأعربت زيا عن مخاوفها إزاء الوضع المتدهور للاجئين السوريين في المنطقة، بما في ذلك تزايد “خطاب الكراهية” تجاههم في عدد من البلدان المضيفة لهم، وأعادت التأكيد أن الظروف في الداخل السوري لا تسمح بعودة اللاجئين بطريقة آمنة وطوعية وكريمة ومستدامة. وشددت على أن الحل السياسي المتوافق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 يبقى السبيل الوحيد لوضع حد لمعاناة الشعب السوري، كما أكدت أن الولايات المتحدة ستواصل تعزيز احترام حقوق الإنسان وكرامة جميع السوريين ودعم المجتمع المدني السوري في سعيه إلى تحقيق العدالة والمحاسبة عن التجاوزات والانتهاكات في مجال حقوق الإنسان.
انتقادات الناشطين
المؤتمر الذي استمر يومين احتضن في يومه الأول ناشطين وفاعلين سوريين تباحثوا في جلسات نقاش عن معاناة السكان في الداخل السوري، لكن هذا الحضور شابته انتقادات من بعض من حضر حول تقصير في النواحي اللوجيستية وعدم تمكن ناشطين من الحضور في المؤتمر “بسبب سوء التنسيق بتجهيز تأشيرات السفر” بحسب أحد الناشطين المدعوين إلى المؤتمر.
النزوح معكوسا… حلم الجاليات العربية في تركيا
من جهته اعتبر المدير التنفيذي لمنظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” بسام الأحمد أن نسخة المؤتمر هذه تعتبر “الأسوأ” مقارنة بسابقتها التي حضر معظمها، موضحاً أن المؤتمر كان “إقصائياً تجاه السوريين” على رغم تركيزه على كارثة الزلزال “لكن كان واضحاً غياب متحدثين من الناشطين الأكراد وتمثيل غير عادل لمنظمات المجتمع المدني في شمال شرقي سوريا أو حتى من يدير الجلسات، وأن المؤتمر لم يعبر عن حقيقة تسميته لدعم سوريا والمنطقة، وإنما كان داعماً لأجزاء وجهات محددة من سوريا”.
غياب المتضررين
أضاف الأحمد أنه “حتى في الجلسات التي ناقشت الدعم من أجل كارثة الزلزال لم يقدم أي متحدث لتسليط الضوء على الانتهاكات التي وقعت في عفرين جراء الزلزال وغيرها من الحوادث التي رافقت الكارثة، إذ غاب من يمثل وجهة نظر الأهالي في عفرين التي تضررت بشكل كبير من الزلزال”، واصفاً المؤتمر بنسخته الأخيرة بـ”المسيس” على رغم أن الاتحاد الأوروبي يعرض نفسه كجهة داعمة لجميع السوريين في أزمتهم على عكس روسيا وإيران مثلاً، وأوضح أن جلسة العدالة كانت موجهة فقط ضد النظام السوري، متجاهلة الجهات والأطراف الأخرى التي ترتكب الانتهاكات في حق السوريين.
“اندبندنت عربية” حاولت التواصل مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي للتعليق على الانتقادات تجاه تنظيم المؤتمر إلا أنها لم تتلق الرد منهم.
مؤتمر بروكسل: دعم سخي للنازحين السوريين وجهات تصفه بـ”المسيس”