محمد كركص ــ غازي عنتاب,
نظم “الحراك الثوري لأبناء مدينة الرقة”، اليوم الخميس، مظاهرة شعبية أمام مسجد علي بن أبي طالب ضد المجلس المحلي لمدينة تل أبيض الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة “نبع السلام” التي يُسيطر عليها “الجيش الوطني السوري” وحليفته تركيا، شمال محافظة الرقة، شرقي سورية.
ويطالب المحتجون بإسقاط المجلس المحلي بعد عزل مدير الأوقاف في المدينة خليل الإبراهيم، وذلك لرفضه قرار فصل إمام أحد المساجد بعد انتقاده للوضع المعيشي السيئ في المنطقة.
وقال الناشط أسامة أبوعدي المتحدر من محافظة الرقة، لـ”العربي الجديد”، إن “قرار عزل الإبراهيم بسبب رفضه فصل الشيخ ياسر أبو عمار خطيب مسجد فاطمة الزهراء في ناحية سلوك لانتقاده سوء الخدمات في المنطقة، فجّر الشارع في ريف الرقة الشمالي في جميع المناطق”.
وأضاف أن مناطق سلوك، وتل أبيض، والسكرية، وحمام التركمان تعاني من سوء الخدمات وشبه غياب للمراكز الطبية والصحية، وانعدام برامج الرعاية، وواقع معيشي صعب.
وأوضح أبو عدي، أن منطقة سلوك شهدت أيضا أمس الأول الثلاثاء مظاهرة نادت بإسقاط المجلس المحلي، وتحسين الخدمات المعيشية والتراجع عن قرار فصل مدير الأوقاف، فيما شهدت مجمل تلك المناطق أمس الأربعاء إضراباً مفتوحاً في الأسواق، لحين تلبية المطالب الشعبية. ووفق أبو عدي، دعا ناشطون اليوم الخميس إلى الخروج في مظاهرة سلمية في تل أبيض، تطالب بإقالة المجلس المحلي.
من جهة أخرى، تتواصل في أسواق مدينة القامشلي بريف محافظة الحسكة الشمالي، ضمن مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) شمال شرق البلاد، الاحتجاجات التي بدأت قبل عدة أيام من جانب أصحاب المحلات التجارية ضد أصحاب المولدات الكهربائية الذين قطعوا الكهرباء عن المحلات التجارية، وذلك بُغية المطالبة برفع سعر الأمبير الواحد من الكهرباء.
وقال الناشط مدين العليان في حديث لـ”العربي الجديد”، إن سعر الأمبير المحدد من قبل بلدية الشعب التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في القامشلي هو 11 ألفا للأمبير، وهذا السعر غير منصف، برأي أصحاب المولدات، في ظل ارتفاع سعر صرف الدولار ومصاريف صيانة مولداتهم.
وقال جان علي، وهو صاحب محل تجاري، من أبناء مدينة القامشلي، لـ”العربي الجديد”، إن “سبب الإضراب والاحتجاجات يعود إلى ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية، وعدم تقديم الإدارة الذاتية أي دعم لأصحاب المولدات، سواءً من الناحية المادية أو من الناحية التقنية”.
وأوضح علي، أن “حُجة أصحاب المولدات أن الإدارة الذاتية لم ترفع أسعار المازوت، ولكن في المقابل هناك قطع غيار وزيت للمولدات وهذه الأشياء يتم شراؤها بالدولار الأميركي، وتسجيل العملة السورية لمستوى متدن خلال فترة وجيزة من 9 آلاف ليرة سورية للدولار الواحد إلى قرابة 130 ألف ليرة سورية للدولار، وهذا الفرق الشاسع ساهم في زيارة سعر الأمبير”.
وأشار علي، إلى أنه “لا يوجد أي رقابة من قبل الإدارة الذاتية على أصحاب المولدات. أنا أحد الأشخاص الذين دفعوا يوم أمس الأربعاء 221 ألفا و500 ليرة سورية، وذلك سعر 6 أمبيرات لتشغيل 16 ساعة بشكل يومي، ومنزل والدي دفع على 6 أمبيرات مقابل تشغيل 16 ساعة بشكل يومي 126 ألف ليرة سورية، والفارق بين منزلي ومنزل والدي قرابة 90 ألف ليرة سورية، بالرغم من أنها نفس الساعات التشغيلية وعدد الأمبيرات، وهذا الفارق يعود لعدم وجود رقابة”.
وبين علي، أن “الإدارة الذاتية تضغط على أصحاب المولدات لدفع إتاوات على كل أمبير، وهذا الشيء يتم في الخفاء، ناهيك عن دفع مساعدات لقوات (قسد) وقوات (حزب العمال الكردستاني) وهذه الأمور كلها تساهم في رفع سعر الأمبير، وهو ما دفع أصحاب المولدات للإضراب والاحتجاج وعدم تشغيل المولدات الكهربائية، الأمر الذي سبب امتعاض وغضب أصحاب المحلات التجارية بسبب توقف أعمالهم وأرزاقهم نتيجة انقطاع الكهرباء”.
وتشهد مناطق “الإدارة الذاتية” احتجاجات شعبية متواصلة في ريف محافظة الحسكة الجنوبي وريف دير الزور الشمالي والشرقي والغربي الواقع تحت سيطرتها، وأرياف محافظة الرقة، لأسباب عديدة، خاصة ضعف الخدمات، وغلاء أسعار الكهرباء والمياه والخبز ومجمل السلع الأساسية، إضافة إلى نقص الغاز المنزلي وعدم توفره.
وكانت قرية الحريري بريف ناحية الشدادي جنوبي محافظة الحسكة شهدت، يوم الأحد الفائت، احتجاجات وقطعا للطرقات والتي لا تزال مستمرة حتى اليوم الخميس، إثر ملاسنة بين شاب من قرية الحريري جنوب الشدادي يدعى عبد المجيد الفاضل، وكادر معمل الغاز يدعى فرحان، حيث قام الكادر بشتم الشاب والإساءة له فرد الشاب بضرب الكادر لتقوم دورية أمنية تابعة لـ “قسد” بمداهمة المنزل واعتقال الفاضل، حينها بادر عدد من أبناء القرية إلى قطع الطريق وطالبوا بالإفراج عنه.