انعكس التصعيد بين روسيا والغرب على الأزمة السورية، وطالت تداعياته اللجنة الدستورية التي ألغت جولتها التاسعة المقرر عقدها في نهاية الشهر الجاري، الأمر الذي أثار مخاوفا حول مصير الأزمة السورية، لا سيما أن كتابة الدستور تعد خطوة نحو حلحلة الأزمة التي تجاوز عمرها الـ11 عاما.
فيينا/ محمد شيخ يوسف/ الأناضول
رفض النظام السوري، اليوم الجمعة، ورقة قدمتها 5 دول غربية وعربية، للحلّ السياسي في سوريا، وفق القرار الأممي 2254، فيما يلف الغموض مصير المفاوضات الجارية بالعاصمة النمساوية فيينا.
يأتي ذلك في الاجتماعات المنعقدة بالمقر الأممي في فيينا، بين الأمم المتحدة ووفود الدول المعنية، بعد لقاءات مع وفدي النظام والمعارضة، حيث لم يتبين حتى الآن موقف الأمم المتحدة، والمعارضة السورية، من مؤتمر “سوتشي” بروسيا.
وبحسب المعلومات التي حصلت عليها الأناضول من مصادر مطلعة، فإن المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، يواصل لقاءاته من أجل التوصل لقرار يبلغه لاحقا لوفد المعارضة، فيما أعلن النظام مشاركته في مؤتمر الحوار الوطني في “سوتشي”، الإثنين والثلاثاء المقبلين.
رئيس وفد النظام السوري بشار الجعفري، قال خلال مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماعه مع دي ميستورا وفريقه: “أجرينا أمس واليوم، محادثات بنّاءة قدر الإمكان مع المبعوث الأممي، وخاصة أننا على أعتاب انعقاد مؤتمر سوتشي”.
وأضاف: “اغتنمنا هذه الفرصة للإجابة على العديد من تساؤلات دي ميستورا، التي انصبت، في معظمها، على النتائج المتوخاة من مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي”.
ولفت إلى أن “بعض الأسئلة الأخرى لا يمكن الإجابة عليها، لأنها في مرحلة مبكرة، وبما أن المؤتمر لم يعقد بعد”، دون تحديد طبيعة هذه الأسئلة.
وشدد على أن “نتائج المؤتمر في سوتشي، ستكون محصلة الحوار بين السوريين أنفسهم، لأن الهدف من سوتشي، هو حوار وطني سوري سوري، دون تدخل خارجي، وسيحضر المؤتمر 1600 مشارك، يعكسون مختلف مكونات الشعب السوري”.
في المقابل، اتهم الجعفري، الدول التي قدّمت، أمس، رؤية للحل في سوريا، وهي الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا والأردن والسعودية، بـ”دعم الإرهاب في سوريا”.
واعتبر أن “هذه الورقة غير الرسمية مرفوضة جملة وتفصيلا، لأن الشعب لم ولن يقبل بأن تأتيه الحلول بالمظلات، أو على ظهر الدبابات”.
ولفت إلى أنه “باللغة التي صاغوها بطريقة غير مسؤولة، صوروا العملية التفاوضية في جنيف وكأنها ماتت”.
وشدد على أن النظام “يعتقد أن هذه المحاولة الفاشلة تحاول تقويض محادثات جنيف ومؤتمر سوتشي، وأي ملامح للحل السياسي في سوريا”.
وأمس، قدمت خمس دول وصفت نفسها بـ”المجموعة الصغيرة” (تضم أمريكا، وبريطانيا، وفرنسا، والسعودية والأردن)، إلى المعارضة السورية ودي ميستورا، رؤية للحل السياسي في سوريا، وفق قرار مجلس الأمن 2254، وذلك خلال اجتماعات “جنيف 9” المنعقدة في فيينا.
وحسب مصادر مطلعة، فإن الورقة (الرؤية) تناقش المنهجية التي ستكون عليها المفاوضات في جنيف، استنادا إلى القرار الأممي، مع التركيز بشكل مباشر وفوري على مناقشة: إصلاح الدستور، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
ومن المنتظر أن تختتم، اليوم، جولة فيينا التي انطلقت أمس، وتأتي في إطار مسار جنيف، وفيها يعلن دي ميستورا في وقت لاحق، نتائج مباحاثاته التي أجراها.
وأعلن المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسون، عدم إمكانية عقد الجولة الـ9 من اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف السويسرية، مطالبا جميع أطراف الصراع السوري بحماية العملية السياسية.
وجاء إعلان بيدرسون عقب تلقيه تأكيدا من رئيس وفد الحكومة السورية أحمد الكزبري، بشأن استعداد وفده المشاركة في المباحثات في حال تنفيذ الشروط الروسية.
وتوافق موقف الحكومة السورية مع الجانب الروسي، وفي منتصف يونيو الماضي، اقترحت موسكو نقل مقر اجتماعات اللجنة الدستورية من جنيف، وأشار المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتييف، إلى حاجة بلاده لنقل الاجتماعات إلى منصة أكثر حيادية، مشيرا إلى أن استمرار العمل في جنيف أصبح صعبا لروسيا نتيجة لمواقف سويسرا الأخيرة العدائية.