واصلت فصائل “إدارة العمليات العسكرية” التابعة للمعارضة السورية تقدمها شمالي محافظة حلب، ضمن عملية “ردع العدوان”، محققة إنجازات ميدانية لليوم الخامس على التوالي. وتمكنت فصائل “الجيش الوطني السوري”، خلال عملية “فجر الحرية”، من السيطرة على عدة قرى استراتيجية، منها إحرص، جيجان، وحليصة، إلى جانب بلدة تل رفعت التي تعد مركزًا استراتيجيًا. كما استولت الفصائل على معدات عسكرية ثقيلة تشمل دبابات ومدافع.
تقدم ميداني في ريف حماة
ضمن العملية ذاتها، سجلت الفصائل تقدمًا ملحوظًا في ريف حماة الشمالي، حيث سيطرت على قرى مثل الشعثة، الطليسية، وجبل شحشبو، بالإضافة إلى الطريق الدولي بين حلب وحماة. يأتي هذا التقدم في ظل معارك عنيفة على محاور عدة بين قوات المعارضة وقوات النظام السوري.
التصعيد الروسي السوري واستهداف المدنيين
- في مقابل هذا التقدم، صعدت قوات النظام السوري والطائرات الحربية الروسية عملياتها العسكرية على المناطق السكنية في إدلب وحلب، ما تسبب في سقوط عشرات الضحايا المدنيين. وأفادت تقارير صادرة عن الدفاع المدني السوري (“الخوذ البيضاء”) أن الغارات الروسية أدت إلى مقتل 56 مدنيًا وإصابة 238 آخرين منذ بدء العمليات، مع استهداف مباشر لمدارس، أسواق، ومستشفيات.
- خسائر قوات النظام السوري
أعلنت المعارضة السورية عن أسر أكثر من 65 عنصرًا من قوات النظام في جبهات متعددة، بالإضافة إلى مقتل ستة ضباط بارزين في معارك ريف حلب. كما تعرضت تجمعات عسكرية للنظام في حماة لهجمات بطائرات مسيرة، ما أسفر عن مقتل العميد عدي غصة، رئيس فرع الأمن العسكري.
-
تحذيرات دولية ودعوات لخفض التصعيد
دعت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا إلى التهدئة في شمال غربي سوريا، وحثت على حماية المدنيين مع التشديد على أهمية التوصل إلى حل سياسي وفقًا لقرار مجلس الأمن الدولي 2254. في المقابل، أثارت صحيفة “الغارديان” البريطانية مخاوف من احتمال استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية، بينما أكدت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن إيران أرسلت تعزيزات عسكرية لدعم النظام السوري.
-
الوضع الإنساني في إدلب وموجات النزوح
تسبب التصعيد العسكري في شمال غرب سوريا بنزوح كثيف للمدنيين. وأفاد فريق “منسقو استجابة سوريا” بأن أكثر من 500 غارة جوية نفذتها قوات النظام وروسيا أسفرت عن نزوح آلاف العائلات نحو المناطق الحدودية والمخيمات المكتظة، مما زاد من تفاقم الأزمة الإنسانية.
العمليات العسكرية والمعارك ضد “قسد”
- أشار مظلوم عبدي، قائد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، إلى تدخل قواته في حلب لفتح “ممر إنساني”، إلا أن المعارضة السورية واصلت هجماتها وطالبت “قسد” بالانسحاب من المناطق الخاضعة لسيطرتها، وسط أنباء عن استعداد الأخيرة للانسحاب من أحياء مثل حي الشيخ مقصود في حلب.
تدمير المنشآت الطبية وتوثيق جرائم الحرب - أكد الدفاع المدني السوري أن الطائرات الروسية استهدفت بشكل ممنهج المنشآت الطبية في إدلب، مما أدى إلى خروج أربعة مستشفيات ومديرية الصحة عن الخدمة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني. وأفادت مصادر محلية عن وفاة مدنيين في العناية المركزة بعد تعطل أجهزة التنفس نتيجة القصف.
- مواقف دولية متباينة
- روسيا : أكد المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف ، استمرار دعم بلاده لرئيس النظام السوري.
- إسرائيل : أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يراقب التطورات ف
- الحشد الشعبي العراقي : نفى رئيس هيئة الحشد الشعبي إرسال أي قوات لدعم النظام السوري.
-
الإجراءات الأمنية وإدارة المناطق الجديدة
- أعلنت “إدارة العمليات العسكرية” فرض حظر تجوال في حلب لمدة 12 ساعة بدءًا من مساء الاثنين لضمان سلامة السكان وحماية الممتلكات. كما أطلقت غرفة عمليات “فجر الحرية” آلية جديدة لتأمين انشقاق عناصر قوات النظام السوري وضمان خروجهم الآمن.
- تشهد سوريا تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق، يرافقه تصعيد في الأزمة الإنسانية. وبينما توسع المعارضة سيطرتها في الشمال السوري، تتزايد الدعوات الدولية إلى خفض التصعيد وحماية المدنيين، وسط تحذيرات من تفاقم الوضع الإقليمي.