أفاد الكرملين، اليوم الجمعة، بضرورة استعادة النظام السوري السيطرة على منطقة حلب في أسرع وقت ممكن، وذلك عقب هجوم واسع النطاق شنته فصائل “إدارة العمليات العسكرية”، ما أدى إلى استيلائها على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات، مما يزيد من تعقيد الصراع في شمال غرب سوريا.
-
تفاصيل الهجوم
شنت فصائل “إدارة العمليات العسكرية” هجومًا واسعًا يوم الأربعاء الماضي، اجتاحت خلاله 12 بلدة وقرية في محافظة حلب، التي تخضع لسيطرة قوات النظام السوري. وذكر شهود عيان أن فصائل “رد العدوان” سيطرت على مركز البحوث في محيط مدينة حلب وتقدمت إلى أطراف المدينة.
-
موقف الكرملين
اتهمت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، بنشر الفوضى في سوريا عبر جماعات مسلحة وإرهابية. وأكدت في تصريحات نقلتها وكالة أنباء النظام السوري “سانا”، استمرار القوى الغربية في ممارساتها العدائية ضد سوريا، مشيرة إلى الدعم الروسي المستمر للحكومة السورية في مواجهة هذه الهجمات.
وأضافت زاخاروفا أن محاولات استهداف النظام السوري وسيادته مستمرة منذ سنوات، مشددة على دعم موسكو لسوريا ولشعبها والحفاظ على استقلالها وسيادتها، مؤكدة أن سوريا تعد أساسًا لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة. كما اعتبرت زاخاروفا أن التواجد العسكري الأمريكي في سوريا يمثل احتلالًا غير شرعي من قبل مجموعات مسلحة تستولي على ثروات البلاد، منددةً بموقف الولايات المتحدة العدائي تجاه النظام السوري.
وفي سياق متصل، أكد المتحدث الرسمي باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن موسكو تعتبر الهجوم انتهاكًا صارخًا لسيادة سوريا، داعيًا السلطات السورية إلى التحرك بسرعة لاستعادة السيطرة على هذه المناطق. وأشار بيسكوف إلى أن روسيا، بصفتها الحليف الرئيسي للنظام السوري، ترى في هذا التصعيد تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة، مما يستدعي ردًا حاسمًا.
-
التطورات الميدانية
وفقًا لمصادر محلية، سيطرت “إدارة العمليات العسكرية” على حوالي 50 بلدة في ريفي حلب وإدلب، وتسعى الآن إلى بسط نفوذها على الطرق الرئيسية المؤدية إلى مدينة حلب. وتدور الاشتباكات على بعد 5 كيلومترات جنوب المدينة، مما تسبب في موجة نزوح كبيرة بين السكان مع تصاعد حدة القتال.
-
الخسائر البشرية
بحسب مصادر ميدانية، ارتفعت حصيلة القتلى في الاشتباكات الدائرة إلى 254 قتيلًا حتى مساء الخميس، مما يعكس شراسة المعارك. وقد استخدمت فصائل “رد العدوان” أسلحة ثقيلة في قصف نقاط تابعة للنظام السوري على أطراف مدينة حلب صباح الجمعة، مما يزيد من احتمالية استمرار المواجهات في الأيام القادمة.
-
السياق العام للأزمة السورية
تشهد سوريا منذ عام 2011 نزاعًا داميًا أسفر عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص، ودمار كبير في البنية التحتية، بالإضافة إلى نزوح ملايين السكان داخليًا وخارجيًا. ويُعد التصعيد الأخير في شمال غرب سوريا استمرارًا للأزمة المستمرة التي لم تجد حلًا حتى الآن.
يعكس الهجوم الأخير وتصريحات الكرملين تعقيد المشهد السوري المستمر، حيث تظل الصراعات الميدانية والانقسامات السياسية عائقًا أمام تحقيق الاستقرار. ويبقى السؤال المطروح: هل ستتمكن السلطات السورية بدعم روسيا من استعادة السيطرة بسرعة، أم أن هذا التصعيد سيمهد لمرحلة جديدة من التوتر الدولي والإقليمي؟