المقدمة:
في ظل استمرار تداعيات الأزمة السورية، انطلقت في العاصمة الكازاخية نور سلطان (أستانا سابقًا) الجولة 21 من اجتماعات “مسار أستانا” بحضور وفود الدول الضامنة (تركيا وروسيا وإيران) وممثلي النظام والمعارضة السوريين. يهدف هذا التقرير إلى تحليل أبعاد هذه الجولة بدقة، مع التركيز على التطورات الجديدة ومقارنتها بالجولات السابقة، وتقييم تأثيرها على مسار الحل السياسي.
أبرز المشاركين:
- وفد تركي: برئاسة أحمد يلدز نائب وزير الخارجية، وضمّ خبراء في الملف السوري من مختلف الوزارات.
- وفد روسي: برئاسة ألكساندر لافرينتيف ممثل الرئيس الروسي في سوريا، وضمّ مسؤولين من وزارة الخارجية والدفاع.
- وفد إيراني: برئاسة علي أصغر حاجي مستشار الشؤون السياسية بوزارة الخارجية، وضمّ خبراء في الملف السوري.
- وفد النظام السوري: برئاسة بسام صباغ نائب وزير الخارجية، وضمّ مسؤولين من مختلف الوزارات الأمنية والعسكرية.
- وفد المعارضة السورية: برئاسة أحمد توما، وضمّ ممثلين عن مختلف فصائل المعارضة.
- مشاركة دولية: نجاة رشدي نائبة ممثل الأمم المتحدة في سوريا، وممثلون عن منظمة التعاون الإسلامي، بالإضافة إلى هيئات من الأردن والعراق ولبنان بصفة مراقبين.
محاور النقاش:
- تغير الوضع الإقليمي في سوريا وتأثيره على مسار الحل السياسي: تقييم تأثير الحرب في أوكرانيا وتصاعد التوترات في المنطقة على الملف السوري، مع التركيز على التوازنات الدولية الجديدة.
- الجهود المبذولة للتوصل إلى حل شامل: مناقشة خطوات تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وخطة الأمم المتحدة لحل الأزمة، مع التركيز على آليات التنسيق بين الدول الضامنة والأمم المتحدة.
- الوضع الإنساني المتدهور: بحث سبل تحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين السوريين وتقديم المساعدات الإنسانية، مع التركيز على آليات إيصال المساعدات إلى المناطق الأكثر تضررًا.
- حشد المجتمع الدولي لتسهيل إعادة إعمار سوريا: مناقشة آليات تمويل إعادة إعمار سوريا وجذب الاستثمارات الدولية، مع التركيز على دور الدول العربية والإقليمية في هذا المجال.
- تدابير لبناء الثقة: مكافحة الإرهاب في سوريا، الإفراج عن المعتقلين، كشف مصير المفقودين، مع التركيز على آليات التنفيذ والضمانات.
النقاط المميزة لهذه الجولة:
- التزامن مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط: يطرح تحديات جديدة أمام مسار الحل السياسي في سوريا، ويُعزّز من أهمية التنسيق الدولي.
- المشاركة الدولية الواسعة: تدل على أهمية الملف السوري على الساحة الدولية وحرص المجتمع الدولي على إيجاد حل، وتُعزّز من فرص التوصل إلى توافقات.
- تركيز على إعادة إعمار سوريا: يشير إلى رغبة الدول الضامنة في تفعيل عملية إعادة الإعمار، ويُشكل فرصة لتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين السوريين.
- حضور شخصيات بارزة من مختلف الدول: يُعزّز من مستوى النقاش ويُسهم في إيجاد حلول مبتكرة.
مقارنة مع الجولات السابقة:
- تزايد وعي الدول الضامنة بتعقيد الأزمة السورية: يدفعهم إلى البحث عن حلول واقعية قابلة للتنفيذ.
- تغير أولويات بعض الدول المشاركة: مثل إيران التي تركز على ملفات أخرى في المنطقة، بينما تركز روسيا على الحرب في أوكرانيا.
- صعود نجم بعض الدول المشاركة: مثل الأردن الذي يلعب دورًا متزايدًا في الملف السوري، وتركيا التي تُعزّز من