المبادرات العربية بذلت جهودًا كبيرة للتوصل إلى حل للأزمة السورية، لكنها اصطدمت بجدار الخلاف حول مصير الرئيس بشار الأسد. فبينما طالبت المعارضة بمغادرته السلطة، رفض النظام السوري ذلك، مما أدى إلى فشل جميع المبادرات.
هذه الصياغة تجعل النص أكثر وضوحًا وسهولة في الفهم، كما أنها تضيف بعض التفاصيل التي توضح سبب فشل المبادرات العربية، وهي الخلاف حول مصير الرئيس بشار الأسد.
فشلت مبادرات عدة في التوصّل إلى حل للنزاع السوري الدامي على مدى 5 سنوات، واصطدمت خصوصاً بالخلاف حول مصير الرئيس بشار الأسد.
“المبادرات العربية انتهت”
في كانون الثاني/يناير 2012، بعد شهرين من فشل أول مبادرة عربية تنص على وقف العنف والإفراج عن المعتقلين وسحب الجيش من المدن، أقر وزراء الخارجية العرب مبادرة جديدة تلحظ نقل سلطات الرئيس الأسد إلى نائبه وحكومة وحدة وطنية مع عزمهم الحصول على تأييد الأمم المتحدة لذلك.
لكن دمشق رفضت هذه الخطة مؤكدة “انتهاء الحلول العربية” موضحة أنها مصممة على وقف الاحتجاجات الشعبية التي قمعت بالقوة منذ آذار/مارس 2011.
مؤتمر جنيف 1 وصيغته الغامضة
30 حزيران/يونيو 2012: في جنيف اتفقت مجموعة العمل حول سوريا التي تضم الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا والمملكة المتحدة وتركيا وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي على مبادئ مرحلة انتقالية.
وتنص الخطة على إقامة “حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة” عبر “توافق مشترك”، لكنها لا تحدد مصير الأسد. لكن الأطراف المعنية بالنزاع اختلفوا على تفسير هذه المبادئ
وبعد الاجتماع، اعتبرت واشنطن أن الاتفاق يفسح المجال أمام مرحلة “ما بعد الأسد”، في حين أكدت موسكو وبكين أنه يعود إلى السوريين تقرير مصير رئيسهم.
لا اتفاق على جدول الأعمال في مؤتمر جنيف
22 -31 كانون الثاني/يناير 2014: عقدت مفاوضات في سويسرا بين المعارضة والنظام، بضغوط من الولايات المتحدة الداعمة للمعارضة ومن روسيا الداعمة للنظام، وانتهت بدون نتيجة ملموسة.
وتلتها جولة ثانية انتهت في 15 شباط/فبراير، وأعلن وسيط الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي الذي خلف الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي أنان آنذاك وصول النقاش إلى طريق مسدود.
في الواقع، لم يتوصل الطرفان إلى الاتفاق على جدول الأعمال. فالنظام يريد الحديث عن “مكافحة الإرهاب” في حين تسعى المعارضة إلى مرحلة انتقالية من دون الرئيس الأسد.
في 13 أيار/مايو، استقال الإبراهيمي بدوره بعد أكثر من 20 شهراً من الجهود العقيمة. وخلفه في هذا المنصب الإيطالي-السويدي ستافان دي ميستورا في تموز/يوليو.
التدخّل الروسي ومحادثات فيينا
30 تشرين الأول/أكتوبر 2015: بعد مرور شهر على بدء الحملة الجوية الروسية في سوريا الداعمة للنظام، اجتمعت 17 دولة في فيينا، بينها روسيا والولايات المتحدة وفرنسا وللمرة الأولى إيران، لبحث الحل السياسي في سوريا بغياب ممثلين عن المعارضة أو النظام. واتفق المجتمعون على السعي إلى وضع أطر انتقال سياسي، فيما اختلفوا على مستقبل بشار الأسد.
وفي 14 تشرين الثاني/نوفمبر، توصلت الدول الكبرى في فيينا إلى خارطة طريق تنص على تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات وعقد مباحثات بين الحكومة والمعارضة بحلول بداية كانون الثاني/يناير، من دون الاتفاق على مصير الأسد.
18 كانون الأول/ديسمبر2015: مجلس الأمن الدولي يتبنى بالإجماع وللمرة الأولى منذ بدء النزاع قراراً يحدد خارطة طريق تبدأ بمفاوضات بين النظام والمعارضة وينص على وقف لإطلاق النار وتشكيل حكومة انتقالية في غضون ستة أشهر وتنظيم انتخابات خلال 18 شهراً.
آذار/مارس-نيسان/أبريل: ثلاث جولات من المفاوضات غير المباشرة بين النظام والمعارضة برعاية موفد الأمم دي مستورا في جنيف دون إحراز تقدم ملموس.
ولم يتفق الطرفان على آليات الانتقال كما تواجها حول انتهاك وقف الأعمال القتالية الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا في شباط/فبراير.
في 22 أيلول/سبتمبر، شن النظام بمساعدة من روسيا، هجوماً لاستعادة السيطرة الكاملة على مدينة حلب المنقسمة منذ عام 2012. وتأتي هذه العملية بعد فشل اتفاق هدنة جديد بين واشنطن وموسكو بعد عشرة أيام من توقيعه في التاسع من أيلول/سبتمبر.
الفيتو الروسي الخامس في الأمم المتحدة
08 تشرين الأول/أكتوبر، مارست روسيا حق النقض ضد نص قدمته فرنسا يدعو لوقف فوري للقصف في حلب. والفيتو الروسي هو الخامس على قرارات غربية منذ بداية النزاع. تقدم موسكو الحماية لحليفها السوري بشكل منهجي.